رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أخوة وتعاون مستمر.. تطور العلاقات بين مصر والأردن

اللجنة العليا المصرية-
اللجنة العليا المصرية- الأردنية برئاسة رئيسى الوزراء

بدأ منذ قليل اجتماع اللجنة العليا المصرية- الأردنية المشتركة برئاسة رئيسى الوزراء في البلدين.

وصرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، فى بيان له أمس الأحد، بأن رئيس الوزراء الأردني وصل إلى القاهرة في زيارة رسمية، على رأس وفد به وزراء النقل، والدولة لشئون رئاسة الوزراء، والطاقة والثروة المعدنية، والمالية، والتنمية الاجتماعية، والصناعة والتجارة والتموين، ونائب رئيس جمعية رجال الأعمال الأردنيين، ورئيس غرفة تجارة الأردن، ورئيس غرفة صناعة الأردن، وعدد من كبار المسئولين الأردنيين، وذلك للمشاركة في اجتماعات الدورة الـ 30 للجنة العليا المصرية-الأردنية المشتركة.

وترصد "الدستور" تاريخ العلاقات بين البلدين خلال السطور التالية:

تتميز العلاقات المصرية الأردنية بالتوافق في الرؤى والأهداف، كما يرتبط البلدان بروابط اقتصادية وثيقة وممتدة ساهمت في تنمية التعاون الثنائي والعربي والإقليمي، وتضرب العلاقات بينهما بجذورها في التاريخ منذ القدم، والدليل على ذلك الكشوف الأثرية والشواهد التاريخية منذ زمن الفراعنة في مصر والأنباط في الأردن، وقد ورد في سجلات تل العمارنة الفرعونية ذكر الأردن ما بين العامين 1375 - 1358 ق. م، أي في عهد الفرعون أخناتون.

أما في العصر الحديث، فقد بدأت العلاقات الدبلوماسية بين مصر والأردن منذ استقلال الأردن عام 1946، وأصبحت الدولتان عضوتين مؤسستين في الجامعة العربيّة ومنظمة المؤتمر الإسلامي وحركة عدم الانحياز وعدة منظمات دولية أخرى.

"في عهد جمال عبد الناصر"

لعب النظام الرسمي المصري في آخر أيام جمال عبد الناصر دور الوسيط بين الأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية بعد أحداث سبتمبر عام 1970، حيث لعبت مصر دورًا إيجابيًا في الدعوة إلى مؤتمر قمة عربي استطاع أن يوقف هذا الصدام الدامي.

ارتبطت البلدان بعدة اتفاقيات سياسيّة وعسكريّة، كان أهمها اتفاقية الدفاع المشترك التي تم توقيعها في 30 /5/ 1967 التي وضعت قوات الدولتين تحت قيادة مشتركة، وكان الفريق المصري عبد المنعم رياض قائدًا لمركز القيادة المتقدم فيها في العاصمة الأردنيّة عمّان، والذي تم تعيينه قائدًا عامًا للجبهة الأردنية حينما اندلعت حرب 1967، كما تولت الأردن ومصر مسئولية إدارة أجزاءٍ من فلسطين بعد النكبة.

تعد بداية عام 1964 فاتحة خير لمصر، ففيها افتتح السد العالي، وبدأ عصر مؤتمرات القمة بناء على دعوة من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وكان أول من استجاب إليها الملك الراحل الحسين، وتصادف افتتاح السد العالي عام 1964 مع بداية عودة العلاقات العربية؛ إذ استأنفت مصر علاقاتها مع الأردن والسعودية في خطوة مهمة جدًا في التضامن العربي، وتوجه الملك بقوة لمصر في عام 1964 واعتبر هذا العام "عام الإنجازات لمصر".

كانت العلاقات الرسميّة بين الحكومتين يشوبها بعض التوتر الإعلامي، خاصةً في فترة الستينات، حيث كان الموقف الرسمي الأردني أقرب إلى الغرب، في حين كان نظيره المصري في عهد الرئيس جمال عبد الناصر يميل إلى الكتلة الشرقيّة والأفكار الاشتراكية والقوميّة.

"في عهد محمد أنور السادات"

انقطعت العلاقات بين الحكومتين بعد معاهدة السلام المصرية - الإسرائيلية عام 1979، لكنها سرعان ما عادت للوصول إلى صياغة إستراتيجية سلام مشتركة مع إسرائيل.

في 16/5/1975، زار الرئيس السادات الأردن، واستقبله الملك الحسين بن طلال عاهل الأردن.

في 9/9/1973، عُقدت بالقاهرة القمة المصرية - السورية - الأردنية، وقد حضرها كل من الرئيس أنور السادات والرئيس السوري حافظ الأسد والملك الحسين عاهل الأردن، وأعلن السادات أن الهدف من هذه القمة هو إعادة العلاقات المصرية - الأردنية.

"في عهد محمد حسني مبارك" 

في 28/7/2003، افتتح الرئيس مبارك والعاهل الأردني الملك عبد الله في طابا والعقبة المرحلة الأولى لخط الغاز بين مصر والأردن.

في 14/3/1999، قام الرئيس مبارك بزيارة الأردن، وأجرى محادثات مهمة مع العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين حول تطورات القضايا الراهنة في المنطقة؛ إضافة إلى بحث سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين. وقام الرئيس مبارك والملك عبد الله بتدشين مشروع الربط الكهربائي بين مصر والأردن.

في 8/2/1999، قام الرئيس مبارك بزيارة الأردن؛ لتقديم واجب العزاء في وفاة العاهل الأردني الراحل الملك حسين. 

في عام 1989، شهدت المنطقة تأسيس حلف عربي يجمع مصر بالأردن، بالإضافة إلى اليمن الشمالي والعراق وهو مجلس التعاون العربي، لكنه انفرط بمجرد غزو العراق للكويت في 1990، فقد تباعدت مواقف الحكومتين بشكل كبير بعد هذا الغزو وما تلاه؛ حيث انعقد مؤتمر القمة العربي الطارئ بالقاهرة بعد عدة أيام، وكان كل بلد قد اصطف في محورٍ مختلف فيما يتعلق بغزو الكويت وما تلاه من جهود دولية لتحريرها.

"في عهد السيسي" 

تكتسب العلاقات السياسية المصرية الأردنية أهمية خاصة؛ نظرًا للدور الإقليمي المهم الذي تؤديه الدولتان في مواجهة التحديات والأخطار التي تهدد المنطقة، وتتميز العلاقة بين البلدين بالتوافق السياسي في الرؤى والأهداف.

وهناك عدة ملفات أساسية يتعاون فيها الجانبان بشكل كبير، على رأسها القضية الفلسطينية التي تعد القاهرة وعمان طرفين أساسيين فيها، وما زالت الدولتان تسعيان من أجل استئناف المفاوضات الفلسطينيةـ الإسرائيلية وفقًا للمرجعيات الدولية.

وقد شاركت حكومات مصر والأردن في عملية السلام في الشرق الأوسط، وعُقدت عدة قمم ولقاءات في البلدين خلال التسعينات وما بعدها بهدف تحقيق تسوية للقضية الفلسطينية، مثل: قمة شرم الشيخ عام 2005، وتسير سياسة البلدين ضمن المحور الي أُطلق عليه إعلاميًا "محور الاعتدال العربي".

وفي ملف الإرهاب تتفق رؤى الدولتين حول ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية للتعامل بكل حزم مع خطر الإرهاب والتطرف والتنظيمات الإرهابية، هذا بالإضافة إلى الرؤية المشتركة للوضع في سوريا، وتأكيد البلدين على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل للأزمة، ينهي المعاناة الإنسانية للشعب السوري، ويحفظ وحدة وسلامة الأراضي السورية، ويحول دون امتداد أعمال العنف إلى مناطق أخرى.