رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مسئول سابق في «الناتو» لـ«الدستور»: عضوية أوكرانيا في الحلف مستبعدة

الناتو
الناتو

قال نيكولاس ويليامز المسؤول الكبير السابق في “الناتو” والزميل المشارك الأول في شبكة القيادة الأوروبية، وهي مؤسسة فكرية مقرها لندن، أن الوضع بين روسيا وأوكرانيا بات الآن على المحك، ولا يمكن التنبؤ بها حيث يمكن أن ينتهي الأمر إما بالحرب أو السلام.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"الدستور" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد انتزاع بعض الضمانات الأمنية الثابتة والموثوقة من الولايات المتحدة فيما يتعلق بحلف شمال الأطلسي وما لم يحصل على شيء جوهري، سيستخدم القوة العسكرية لضمان بقاء أوكرانيا بقوة داخل دائرة نفوذ روسيا.

وجول الجهود الدبلوماسية من قبل دول مثل فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية لحل الأزمة، قال نيكولاس، إنه حتى هذه اللحظة، أدت الجهود الدبلوماسية إلى إعاقة العمل العسكري الروسي، علاوة على ذلك، فإن التهديد الموحد من قبل جميع حلفاء الناتو وأعضاء الاتحاد الأوروبي بتكبيد روسيا تكاليف باهظة إذا غزت أوكرانيا أدى إلى تعقيد حسابات بوتين وربما أخر العمل العسكري الروسي 

وتابع أن الدبلوماسية ليست كافية ويجب دعمها، وبوتين يريد بعض التنازلات من الغرب وما لم تكن هذه وشيكة، فسوف يغريه الخيار العسكري.

وحول احتمالية الغزو الروسي لأوكرانيا، أكد أن نتيجة ذلك أمر لا يمكن التنبؤ به على الإطلاق فقد  تحسنت القوات الأوكرانية بشكل كبير خلال السنوات القليلة الماضية من خلال دعم التدريب والمعدات من مجموعة من البلدان، ولا سيما الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وتركيا ودول أوروبا الشرقية التي تخشى العدوان الروسي ولكن أوكرانيا لا تزال ضعيفة ولا مثيل لها مع الروس. 

وأشار إلى أنه بالإضافة إلى ذلك يعرف الأوكرانيون أنهم ضعفاء وغير منظمين نسبيًا وغير مستعدين لصراع حاد وإنهم يواجهون قوة عسكرية هائلة على أعتاب بيوتهم، وربما ستقدم القوات الأوكرانية مقاومة رمزية، وسيحقق الروس أهدافهم العسكرية، ومع ذلك، لا يمكن أن تستمر السيطرة الروسية على المدى الطويل ويتطلع غالبية الأوكرانيين إلى التحرك سياسياً واقتصادياً نحو الغرب وليس الشرق حيث أن المجتمع الروسي لا يجذبهم.

وحول تداعيات الأزمة الحالية على أمن أوروبا، قال المسئول السابق في حلف الناتو، أن التهديد الروسي لأوكرانيا وليس لأوروبا كلها وسيتخذ الناتو إجراءات دفاعية قوية لحماية أعضائه من العدوان الروسي وسيفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات عقابية على روسيا، والاتحاد الأوروبي قوي بما يكفي للنجاة من الاضطراب الاقتصادي إذا ردت روسيا بقطع الطاقة. 

وقال إن مشكلة الأمن الأوروبي ستتمثل مرة أخرى، كما في الحرب الباردة، في تقسيم أوروبا إلى معسكرين عسكريين وسوف ترتفع النفقات العسكرية وستكون هناك منافسة مسلحة مع روسيا وستضطر الولايات المتحدة إلى التركيز أكثر على أمن أوروبا وطمأنة أعضاء الناتو أكثر مما تريد.

وحول العقوبات الأمريكية المحتملة على روسيا في حال الغزو لأوكرانيا، أوضح أن الغزو الروسي لأوكرانيا من شأنه أن يوحد الاتحاد الأوروبي والناتو ضدها.

وحول إعلان  الرئيس الأمريكي جو بايدن  تلقيه معلومات تفيد بأن بوتين أصدر قرار الغزو لكييف، قال ويليامز أن بايدن لديه أفضل جهاز استخبارات في العالم و لن يخاطر بمصداقيته ما لم يكن متأكداً من أن روسيا تستعد للحرب ضد أوكرانيا، ومع ذلك، لا أحد يعرف بالضبط ما يدور في ذهن بوتين حيث  إنه يغامر، وقد يكون حشده العسكري خدعة كبيرة لانتزاع تنازلات من الغرب وقد يكون هدفه هو إثبات أن مخاوف روسيا الأمنية لا يمكن تجاهلها، كما يعتقد أن الناتو كان يفعل منذ سنوات عديدة، ولكن الثابت هو أن لديه القدرة على الهجوم إذا أراد ذلك.

وحول الدبلوماسية الروسية، قال أن هدف بوتين  ليس الحرب بل انتزاع تنازلات من الغرب والولايات المتحدة على وجه الخصوص وسيكون قانعًا بالحصول على هذه التنازلات، لا سيما فيما يتعلق بإعلان الحياد الأوكراني وعدم توسيع الناتو، دون صراع عسكري.

وحول تداعيات الصراع على أمن أوروبا، قال إن بريطانيا تمر بمرحلة انتقالية صعبة من كونها عضوًا في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة تشكيل سلاسل التجارة والأغذية والتوريد خارج إطار الاتحاد الأوروبي و تم تعطيل هذا الجهد بسبب كورونا ومن الصعب فصل تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكوفيد والوضع الأمني ​​الأوروبي وسوف تستغرق المملكة المتحدة وقتًا طويلاً لتأسيس أمنها الغذائي وتجارة أخرى خارج إطار الحماية في الاتحاد الأوروبي.

وحول موقف الناتو من تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، قال إن الناتو غير ملزم بالدفاع عن أوكرانيا وأنها ليست عضوًا، لكنها شريك وثيق وهذا هو السبب في أن الحلفاء الفرديين في الناتو يساعدون أوكرانيا عسكريًا لسنوات عديدة، حيث سيتم وضع قوات الناتو في حالة تأهب قصوى، إذا هاجمت روسيا أوكرانيا، لكنها لن تساعدها وبعد أي غزو، سيتعين على الناتو والاتحاد الأوروبي والعديد من الدول الأخرى خارج الناتو العمل والتعرف على كيفية دعم الشعب الأوكراني تحت الاحتلال الروسي.

وحول احتمالية رفض الناتو  عضوية أوكرانيا  لمنع الحرب، قال أن المفارقة هي أن الناتو لم يكن يناقش عضوية أوكرانيا في الناتو قبل أن يحشد بوتين قواته على الحدود الروسية الأوكرانية، ولم يكن على جدول أعمال الناتو المباشر و تعهد الناتو منذ عام 2008 بأن أوكرانيا ستنضم يومًا ما إلى الحلف إذا استوفت المعايير، وفي الواقع، فإن أوكرانيا بعيدة جدًا عن تلبية المعايير ويجب أن تمر بفترة إصلاح طويلة وصعبة قبل أن يمكن حتى النظر في عضويته، ولكن من منظور الناتو، فإن احتمالية العضوية، مهما كانت بعيدة الاحتمال، تحفز أوكرانيا على إصلاح نفسها، ومن منظور الناتو، فإنه من غير المقبول لروسيا أن تملي بالابتزاز العسكري من يستطيع أو لا يستطيع أن يكون عضوًا في الناتو.