رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

علي جمعة: مسيرة الإصلاح يعرقلها تشويه فهم الحرية

د.على جمعة
د.على جمعة

قال الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية: أفتخر أنني أنتمي إلى هذا الوطن العزيز، وأفرح له كلما رأيته يعلو ويتقدم ويقوى، وأحزن إذا رأيت ما يعرقله ويعوقه ويؤرقه ويعكر صفوه، أستبشر عندما أراه حرًا مبدعًا، وأحمل الهم إذا رأيته مكبلًا أو رأيت من يحاول تشويهه، دائمًا أبحث عن الخير فيه وفي أبنائه، وصار هذا طبعًا لنفسي لا أستطيع الفكاك منه والحمد لله رب العالمين وأتحيز تحيزًا أراه حميدًا أحمده ولا أفقده، ولا أسمح لأحد ينصح بترك حب هذا الوطن، أو يأخذ في جلد ذاته التي يريد أن يخرج منها إلى الأوهام والأحلام.

وتابع "جمعة" عبر صفحته الرسمية قائلًا: مما يعرقل مسيرة الإصلاح تشويه فهم الحرية، وتطبيق ذلك المفهوم، هل الحرية تعني التفلت؟ أو أن الحرية تستلزم الصدق، ومثال ذلك في مجال الصحافة مثلًا، هناك أخبار تحتاج إلى معلومات، هذه المعلومات لها حرية في نشرها وهي أعلى أنواع الحرية الصحفية أن يتاح لك أن تذكر المعلومات بشرط أن تكون جادة، وأن تكون صادقة دقيقة، وحتى يصل الكاتب إلى ذلك يحتاج إلى بذل مجهود لا إلى تأليف الأحداث أو حتى استنباطها بعقله دون جمع المعلومات الحقيقية عنها، وهذا هو الذي أدى إلى قضية (ووتر جيت) التي انتهت إلى استقالة نيكسون، والذي يقرأ ما فعله الصحافيان بوب وودوارد  وكارل برنستين في تلك القضية عام 1974 من مجهود وتتبع ما أتيح لهما من حرية للنشر يعلم أن العمل الجاد لا بد أن يؤتي ثمرته، حتى تم تخليد دورهما في قضية (ووتر جيت) بكتاب ألفاه بعنوان (كل رجال الرئيس) والذي تحول إلى فيلم بنفس العنوان وحصد إيرادات ضخمة سنة 1976.

وأوضح أن هذا النوع من الحرية في نشر المعلومات يحتاج إلى أذهان تتلقاه بالقبول وتفهمه وتكون قد هيئت وتدربت للتعامل معه، ويكون هناك ثقافة سائدة قد وضعت المعايير للفصل بين الصحافة الجادة، وصحافة الإثارة، وتم تصنيف مجموعة الصحف الرصينة الصادقة التي تأبى أن تنشر إلا الصدق، وهذه المسكينة التي لا تبالي ماذا تنشر وكل ذلك مكتوب مدروس لا يحتاج إلى مزيد كلام، ولكن يحتاج إلى تنبيه، وهناك حرية الآراء والأفكار، وهناك حرية الخدمة، وبهذه الثلاثة تتم حرية الصحافة التي نص الدستور المصري في نهايته على أنها سلطة رابعة مستقلة، ويقول رسول الله ﷺ: (تأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل يا رسول الله : وما الرويبضة ؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) [أخرجه الحاكم في المستدرك].