رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عملية إرهابية وقطع علاقات دولية.. ذكرى اغتيال الأديب يوسف السباعي

يوسف السباعي
يوسف السباعي

يصادف اليوم 18 فبراير ذكرى وفاة الأديب الكبير ووزير الثقافة الأسبق يوسف السباعي، الذي رحل عن عالمنا بعدما اغتالته يد الغدر الآثمة في عام 1978 في العاصمة القبرصية نيقوسيا.

يقدم “الدستور” لكم في التقرير التالي قصة اغتيال يوسف السباعي.

السباعي رئيس تحرير مرافق للسادات:

بدأ يوسف السباعي مسيرته في العمل العام بعد تركه العمل كضابط جيش بإنشاء نادي القصة، ثم تولى مجلس إدارة ورئاسة تحرير عدد من المجلات والصحف منها "روز اليوسف" و"آخر ساعة" و"دار الهلال" و"الأهرام"، وفي عام 1977 أصبح يوسف السباعي نقيبا للصحفيين، ووزيرا للثقافة.

سافر مع الرئيس السادات إلى القدس فى شهر نوفمبر عام 1977، بصفته رئيس تحرير جريدة الأهرام، وبعد حوالي 3 أشهر سافر السباعي إلى قبرص رغم كل التحذيرات؛ ليقوم 2 من المتطرفين العرب باغتياله.

لحظات الاغتيال:

وصل الأديب الكبير يوسف السباعي يوم 17 فبراير عام 1978 إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا، مترأسًا الوفد المصري المشارك في مؤتمر التضامن "الأفروآسيوي" بصفته أمين عام منظمة التضامن الإفريقي الآسيوي.

وفى صباح اليوم التالي، نزل يوسف السباعى من غرفته بفندق هيلتون ذاهبا إلى قاعة المؤتمر في الطابق الأرضي، ولكنه توقف أمام منفذ بيع كتب وجرائد مجاور لقاعة المؤتمر، وقتها تم إطلاق 3 رصاصات مباشرة عليه ليفارق الحياة في الحال.

بعد اغتيال يوسف السباعى أخذ القاتلان نحو 30 من أعضاء الوفود المشاركين فى مؤتمر التضامن كرهائن، واحتجزوهم في كافيتيريا الفندق مهددين باستخدام القنابل اليدوية في قتل الرهائن، ما لم تستجب السلطات القبرصية لطلبهما بنقلهما بطائرة خاصة إلى خارج البلاد.

ثم طلبوا من كل واحد يربط يد زميله بالكرافتة، وأخرجوهم بهذا الشكل من قاعة الطعام تحت تهديد الأسلحة النارية ومعهم قنبلة إلى أتوبيس كانوا أحضروه لهم السلطات القبرصية، وتركوا جثة السباعي على الأرض غارقة في الدماء ومغطاة بالجرائد.

تم تجهيز طائرة خاصة لهم واقلعت بالرهائن من قبرص، لكن عدة دول رفضت أن تهبط بها طائرة الرهائن، وبعد هبوط اضطراري في جيبوتي تقرر عودة الطائرة إلى مطار لارنكا.

 الإرهابيين:

فى البداية قالت التحقيقات إن القاتلين شخصان يحملان الجنسية الفلسطينية، ولكن قيل بعد ذلك أن أحدهما فلسطيني اسمه سمير محمد خضير، والآخر عراقي اسمه زيد حسين علي، ونفت منظمة التحرير الفلسطينية علاقتها بالحادث، ولكن أصرت مصر وقتها على اتهامها بتدبير الحادث، ولكن أعلنت منظمة أبو نضال مسؤوليتها عن الحادث، وادعا قاتلين الأديب يوسف السباعي إنهما قاما بارتكاب جريمتهما لأنه ذهب إلى القدس مع الرئيس الراحل السادات، ولأنه كانت له مواقف معادية للقضية الفلسطينية -حسب أقوالهما.

منظمة أبو نضال:

نظمها شخص يدعى صبري البنا وشهرته أبو نضال، في 16 مايو عام 1937، انضم إلى منظمة التحرير الفلسطينية، وعين كممثل لها فى السودان ثم العراق، وفى عام 1974 أنشق صبري البنا عن حركة فتح، وأسس ما عرف باسم حركة فتح المجلس الثوري، مما دفع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى إصدار حكم بالإعدام ضده.

انتقل بعد ذلك بين العراق وسوريا وليبيا وقضى آخر أيام حياته فى العراق، ووجدت جثته بشقته فى بغداد فى عام 2002 بها رصاصة في الرأس، وقالت السلطات العراقية إنه انتحر، بينما أكد الكثيرون أنه تم التخلص منه بأيد مجهولة.