رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذكرى ميلاد رائد أدب الجاسوسية.. «صالح مرسي» نقل بطولات الجيش إلى الرجل العادي

صالح مرسي
صالح مرسي

شكلت البيئة الريفية التي عاشها الكاتب والروائي صالح مرسي، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، خيالا قويا لديه وانعكست على رواياته، حيث يعتبر من أشهر كتاب أدب الجاسوسية العربية، ورائد لهذا النوع من الأعمال الأدبية في مصر، من خلال أعماله الخالدة التي نقلت بطولات وملاحم القوات المسلحة المصرية ورجال المخابرات إلى المواطن العادي، وأبرز تضحيات أبطال دافعوا عن الوطن في أصعب لحظاته، حتى تحقيق الإنتصار.

رحل صالح مرسي في 24 أغسطس 1996، على إثر هبوط حاد في الدورة الدموية، تاركًا خلفه إرثًا أدبيًا رائعًا، خاصةً في عالم المخابرات الذي نسج فيه اسمه بحروف ذهبية، ولدت روح الوطنية والإنتماء لدى المشاهد عبر الكتاب و الشاشتين الفضية والصغيرة، وقام في الثمانينات من القرن العشرين بتأليف قصة “رأفت الهجان”، حيث أنه كان يعمل مع جهاز المخابرات العامة المصرية فيما يخص الروايات الخاصة بالجهاز، ويعتبر من المدنيين الذين عملوا مع المخابرات المصرية.

ولد مرسي، يوم 17 فبراير من العام 1929 بمدينة كفر الزيات التابعة لمحافظة الغربية، درس الفلسفة وعمل في سلاح البحرية بمقتبل حياته مما وضح أثر البحر على أعماله عبر فني القصة والرواية، وقدم للمكتبة العربية العديد من الأعمال القصصية والروائية علاوة على تعلمه لكتابة السيناريو، على يد رائد الواقعية المخرج الكبير صلاح أبوسيف، كما فعل من قبل مع عملاق الرواية العربية نجيب محفوظ.

وعمل لفترة طويلة مُحللاً للنصوص الأدبية في عالم الجاسوسية والجواسيس، وكان على علاقة صداقة كبيرة باللواء عبد العزيز الطودي، الشخصية المحورية برواية رأفت الهجان المعروفة بـ"عزيز الجبالي"، والذي روى له أشهر القصص المخابراتية.

شجعه الأديب يوسف السباعي، ثم يوسف إدريس على نشر محاولاته الأولى في مجموعة قصصية، والتحق بمجلة “صباح الخير”، ونشر فيها مجموعته الأولى "الخوف"، ورغم أنه كتب القصة والسيناريو والحوار في البداية لعدد من المسلسلات الإذاعية والأفلام السينمائية البعيدة عن الجاسوسية، ومنها "ثورة اليمن"، و"السيد البلطي"، إلا أن بدايته مع الجاسوسية كانت من خلال قصة "الصعود إلى الهاوية" التي كتبها كمسلسل إذاعي، ثم أعاد تقديمها للسينما عام 1978 في فيلم قام ببطولته محمود ياسين ومديحة كامل وأخرجه كمال الشيخ، وكتب عام 1980 مسلسل "دموع في عيون وقحة" وعرض في رمضان ولعب بطولته عادل إمام، ومعالي زايد، وأخرجه يحيى العلمي، وقدم في رمضان العام التالي مسلسل "صيام صيام" ليحيى الفخراني، وفردوس عبدالحميد، ثم "المنعطف" عام 1986 لمحمد وفيق، ودلال عبدالعزيز.

وعاد لدراما الجاسوسية عام 1988 من خلال الجزء الأول من "رأفت الهجان" لمحمود عبدالعزيز، ويسرا، ويوسف شعبان، وإخراج يحيى العلمي، وقدم الجزء الثاني منه عام 1990 والثالث عام 1992.

ويروي المؤلف نبيل فاروق أن صالح مرسي كتب 3 أجزاء عن قصة "رأفت الهجان" من 3 صفحات فقط أخذهم من المخابرات، تضم المحاور الأساسية للقصة، وبنى عليها من خياله بقية الرواية.

وحول المؤلف بشير الديك بعد وفاة صالح مرسي، مباشرة قصته "الحفار" إلى مسلسل لحسين فهمي، ولبلبة، فيما حول محمد الباسوسي عام 2002 قصته "البحار مندي" إلى مسلسل لأحمد عبدالعزيز، ونرمين الفقي، وإخراج هاني لاشين،  وحول مجدي صابر عام 2009 كتابه عن ليلى مراد إلى مسلسل "أنا قلبي دليلي" لصفاء سلطان، وعزت أبو عوف، وفي العام نفسه حول بشير الديك روايته "حرب الجواسيس" إلى مسلسل لهشام سليم، ومنة شلبي، وأخرجه نادر جلال.