رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في روايته «لا تمت قبل أن تحب».. ألاعيب الفخراني المبكية والساخرة

غلاف رواية
غلاف رواية

عن شغف الفتى الرومانسي العاشق لمفاهيم القرب والود والحب بل الرومانتيكا الآثرة، يشتغل الكاتب الموهوب أو الروائي محمد الفخرانى في روايته الجديد "لا تمت قبل أن تحب" والصادرة عن دار العين للنشر والتوزيع في 231 صفحة من القطع المتوسط.

الرواية تؤكد فرادة ما وفراسة في إلتقاط عوالم جمة من تفاصيل بسيطة وفارقة في اليومي والمعاش من خلال تسليط الضوء على ماهية وعوالم كلا من الرجل/ المرأة وهى من لها الطغيان والغلبة في مشوار وطريق الكاتب الروائي محمد الفخرانى، في الرواية يجد القاريء شغف الملتقط بخفة وثقل ودراية من شغف حسي فيزيقى وواقعى بكل ما تصنعه الكفوف _ كف اليد عند العاشق والعاشقة والعامل والصانع والعابر والطارق لباب الغواية وهو المصوب والدافع بكافة وعيه ولا وعيه صوب ما يعشق من رؤي غريبة الأطوار في قنص الحدث.

والذي يعتبر في هذه الرواية "لا تمت قبل أن تحب" منجز جمالي يباعد ويقارب ويصهر بين تجارب البشر في الحياتى واليومي إلا أنه يقرب في ركام وتجلي حدث جلل يؤكد معان التخليق الفنى، من الواقعي والتقليدى إلى الحلمي المرتبط بكاتب خبر ماهيتى الحب والوله والشوق بحثا عن مغزى الظاهر من تفاصيل يحسبها القارئ التقليدى عابرة في حين يصنع منها السارد وعاء يصهر فيه ملامسة مجنونه عن فتنة السارد بالعشق، وجمال الجسد الأنثوى عبر تسليط كاميرا البصيرة والحدس والحواس للصعود لأعلى الذرى في المطلق.

وكل ذلك ليس بحثا عن غواية بقدر ماهو يختط «خطاً - رأسي» وأفقي في بنية المألوف وتحويله على يد الكاتب الساحر إلى مقومات لجمال ودهشة تتحول عبر السرد المتأني والمتدفق بدقة وحذاقة ووعي مفرط قابل لتعدد التأويل حتى بعيدًا عن الكنايات ومفردات الترميز بحب وانتماء لتلك الخبرات الإنسانية.

في تصعيد لغة الجسد والأنامل والأصابع الناعمة الملمس وتلك الخشنة التى لا تبالى بعوار الكشف من قبل الرائي المقتنص لدقة تفاصيل حركة البشر مابين متاهات العشق وحياة الرفاة والبساطة والكدر وخشونة وقسوة مصائر وأقدار هؤلاء الرجال " الشقيانين" يرصد الفخراني في روايته التى تحمل الكثير من الاحتفاء بالرومانتيكي من قبل الرومانسي ومغزى ملامسة الحواس لأعضاء الجسد بغية البحث عن دلالة للتوحد مابين قلوب البشر أو إتصهار كلا من طرفي العشق - الرجل والمرأة لبلوغ نشوة تجلى المعنى واستخلاص نكهة الحب بشكل مجرد وهذا عبر الترميز والمخاتلة بالبصر والبصيرة لتتجلى المعان أو المبتغى من السرود وهو في الأول والآخر مشاركة القارئ في نشوة الفن والمرجو من الحب.

وهذا رغم أن صيرورة السارد بلا تسعى إلى مبغى أو هدف بعينه بقدر التغني بالجمال ووله العشق وجمال الجسد عند الأنثى وكذلك عند الرجل وهو الذي يمثل الخشونة والغلظة مقابل النعومة وسحر التكوين في مفردات وخارطة جسد الأنثى.

يقول الكاتب: «السارد المتأرجح ما بين رؤى الغرابة وتغريب الحدث والشخوص في بعضا من فصول الرواية العامرة بجماليات البنية الفنية والجمالية «تشوكا _ حرية، والجميع، أقدر أكتفي من أى شئ بأقل القليل، لن أكون حزينا لو ما حصلك على شيء، لايمكن لشيء لا أحصل عليه أن يتعسنى، ليس لأنى ليست عندى همة للحصول على شيء، إنما لأني عندي همة أستغني عن كل شيء، ولو يريحك يا "حورية" أقول لك، أنا أحب كل إمرأة في الدنيا، وكل بنت إما أمهات أو أخوات أو صديقات أو حبيبات لي، وأتمنى لو أخلف مئات الأطفال، فاكرة لما كنت أقول لك إنى أتمنى يكون عندى أطفال أتكعبل فيهم، واتلخبط في أسمائهم؟.

محمد الفخراني في روايته الأحدث بعد تسعة أعمال كان آخرها رواية «أراك في الجنة الصادرة العام قبل الماضي يحتفي في لاتمت قبل أن تحب»، بالوله وتجريد العشق وليس العوى حيث نرصد ظلالا للفقد والأسى والوحدة والتوق للتوحد مع رؤى الوجد من قبل الرائي لمأساة وفقر رؤية الشرقي لمفاهيم العشق لغلبة الواقعي على الحلمي والمعيشي المتكرر البليد على المنتظر من اكتمال بالوجد والصبابة من قبل كل عاشق.