رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وصفة ROCKY| سيلفستر.. مِن بيع كلبه بسبب الفقر إلى نجومية هوليوود

سيلفستر
سيلفستر

قصة سيلفستر ستالون، أحد أكبر وأشهر نجوم السينما الأمريكية، هى واحدة من أكثر القصص حزنًا على الإطلاق فى هوليوود، لم لا وهى لرجل اضطرته الظروف– فى بداية حياته- لسرقة مجوهرات زوجته، فتفاقمت أزماته وانتهى به المطاف مشردًا؟

نام «ستالون» فى محطة حافلات نيويورك، لمدة ٣ أيام، لأنه لم يملك المال لدفع الإيجار أو شراء الطعام، ثم وصل إلى أدنى نقطة حين باع كلبه فى متجر خمور لشخص غريب، لأنه لم يعد لديه نقود لإطعامه.. باعه بـ٢٥ دولارًا فقط، ثم جرى باكيًا. 

بعد أسبوعين، شاهد مباراة ملاكمة بين محمد على كلاى وتشاك ويبنر، وأعطته تلك المباراة الإلهام لكتابة سيناريو الفيلم الشهير «روكى».

كتب السيناريو لمدة ٢٠ ساعة وحاول بيعه، وحصل على عرض بقيمة ١٢٥ ألف دولار للسيناريو، لكن كان لديه طلب واحد فقط، أراد أن يكون الممثل الرئيسى، «روكى» نفسه. لكن إدارة الاستوديو الفنى رفضت، لأنهم أرادوا نجمًا شهيرًا، بينما «ستالون» بدا مضحكًا ويتحدث بطريقة مضحكة.

غادر مع نصه وبعد بضعة أسابيع عرض عليه الاستديو ٢٥٠ ألف دولار مقابل السيناريو، لكنه رفض ثم عرض ٣٥٠ ألف دولار، وجاء رده بالرفض أيضًا، لأنه «الاستديو» أراد فيلمه دون مشاركته، لكن الاستديو عاد بعد ذلك ووافق على بطولته للعمل، لكن بدفع ٣٥ ألف دولار فقط مقابل السيناريو.

صدر فيلم «روكى» فى عام ١٩٧٦، من تأليف وبطولة سيلفستر ستالون، وحقق إجمالى ٢٢٥ مليون دولار فى شباك التذاكر، وحاز على جوائز «أفضل فيلم» و«أفضل إخراج» و«أفضل مونتاج»، فى حفل توزيع جوائز «الأوسكار» المرموقة، وتم ترشيح سلفستر ستالون لجائزة «أفضل ممثل»، مع إدراج الفيلم فى السجل القومى الأمريكى للفيلم، كواحد من أعظم الأفلام على الإطلاق.

هل تعرف أول شىء اشتراه سيلفستر ستالون بمبلغ ٣٥ ألف دولار؟

نعم.. كان كلبه.

لقد أحب «ستالون» كلبه كثيرًا، لدرجة أنه وقف فى متجر الخمور لمدة ٣ أيام فى انتظار الرجل الذى باعه له، وفى اليوم الثالث، رأى الرجل يأتى مع الكلب.

شرح لماذا باع الكلب، وتوسل إليه لاستعادته، لكن الرجل رفض، فعرض عليه «ستالون» ١٠٠ دولار، ولم يعجبه، فعرض عليه ٥٠٠ دولار، ورد عليه الرجل بالرفض أيضًا، فكان على «ستالون» دفع ١٥ ألف دولار لنفس الكلب الذى باعه بسعر ٢٥ دولارًا فقط، وأخيرًا استعاده.

قال عن نفسه: «أنا لست أغنى أو أذكى أو أكثر شخص موهوب فى العالم، لكنى نجحت لأننى أستمر فى المواصلة والمواصلة».

لقد عانى «سيلفستر» من ألم الفقدان لكنه استمر، فالابن الأكبر له «سيج»، الذى كان قريبًا منه، مات عن عمر ناهز ٣٦ عامًا، فى يوليو ٢٠١٢، بسبب «تصلب الشرايين».

ومقابلات سيفلستر ستالون الإعلامية قليلة بعض الشىء، وفى إحداها سُئل عن الفيلم الذى أثر فيه عندما كان صغيرًا، فقال إنه «هرقل»، الذى غير حياته تمامًا، موضحًا: «لو لم أذهب إلى هذا الفيلم من قبل، لما كنت هنا اليوم».

أما الذى يجعله يسير على الطريق الصحيح فى الأوقات الصعبة، فكان زواجه من عارضة الأزياء السابقة، جنيفر فلافين، وقال عن ذلك: «استغرق الأمر ٣٠ عامًا على زواجى، ولكن تعلمت ببراعة كيف يكون لدىّ زوجة رائعة، يمكننى الآن الكتابة.. يمكننى التفكير الآن.. وأشعر بأن لدى شيئًا مهمًا يجب إثباته».

فى مهرجان «كان» السينمائى لعام ٢٠١٩ قال «ستالون» للصحافة: «لم أكن أعتقد أننى سأحصل على مهنة فى السينما»، خاصة مع معاناته من مشكلات طبية عديدة طوال حياته المبكرة، منها إصابته بـ«الكُساح» عندما كان طفلًا صغيرًا، وتعرضه للتنمر الشديد. 

كان سيلفستر ستالون ناجحًا، لأنه كان يعرف بالضبط ما يريد، معظم الناس سيقبلون بلا شك ٣٥٠ ألف دولار للسيناريو، لكنه أراد أن يصبح ممثلًا ناجحًا، وعلى الرغم من تعرضه لرفض كبير بسبب إعاقته، لم يستسلم أبدًا، لم يتوقف عن الإيمان بنفسه، عندما سخر منه العملاء وأخبروه بأنه لن ينجح أبدًا، وحتى عندما انتهى به المطاف بلا مأوى لأسابيع ثابر واستمر.

كان لـ«سيلفستر» بعض الاقتباسات لتبقى قويًا، منها: النجاح عادة هو تتويج للسيطرة على الفشل.

إذا نظرت إلى الحياة أراهن أنك ستندم على ٨٠٪ من أفعالك، لكن الحياة تتكون من كل الأخطاء.

كل بطل فى يوم من الأيام كان منافسًا يرفض الاستسلام.