رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل سياسي يكشف لـ«الدستور» 6 سیناریوھات متوقعة للصراع الروسي الأوكراني

الباحث أحمد السيد
الباحث أحمد السيد

یتزاید القلق في وسائل الإعلام الغربیة بشأن النشاط العسكري الروسي على الحدود الأوكرانیة، كما یبدو أن غزو روسیا لأوكرانیا بات قاب قوسین أو أدني، خاصة بعد استعداد الولایات المتحدة الأمریكیة لإجلاء سفارتھا بالعاصمة الأوكرانیة "كییف"، وسط مخاوف من هجوم روسي وشيك لمنع حلف شمال الأطلسي من التوسع على مقربه من  حدودھا.

وقال أحمد السيد الباحث في المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن السیناریو الأول، بشأن الأزمة  من غیر المرجح أن یتوج الصراع العسكري بالتوصل إلى اتفاق واضح، وفقا لما تبتغیه موسكو، كما إن الانتصار على القوات المسلحة الأوكرانیة لن یؤدي في حد ذاته إلى سلام سریع، ویمكن أن تتطور الحرب إلى مواجھة طویلة، خاصة إذا ظل جزء من الأراضي الأوكرانیة على سبیل المثال أوكرانیا الغربیة، تحت سیطرة القوات المسلحة الأوكرانیة، ومن الممكن تقنیًا الاستیلاء على كامل أوكرانیا، ومع ذلك، سیكون الأمر أكثر تكلفة لروسیا، وستكون السیطرة اللاحقة على كافة الأراضي أكثر صعوبة. 

وأضاف السيد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن السیناریو الثاني، هو أن الحرب ستؤدي بشكل حتمي إلى تغیير حاد في النهج الغربي تجاه تزوید أوكرانیا بالأسلحة والمعدات العسكریة الحدیثة، وستتعامل الولایات المتحدة والغرب بحزم كبیر، وسیقدمون المزید من الدعم العسكري للقوات المسلحة الأوكرانیة، ومن شأن المساعدات العسكریة واسعة النطاق من الغرب أن تطیل الصراع، وھنا لن تكون روسیا قادرة على منع مثل ھذه الإمدادات، لن تدخل الولایات المتحدة وحلفاؤھا في مواجھة عسكریة مفتوحة مع موسكو، ومع ذلك فإن مستوى الدعم للجیش الأوكراني سوف ینمو بشكل كبیر.

وتابع: أما السیناریو الثالث، ستجد روسیا نفسھا في عزلة دبلوماسیة، ومن غیر المحتمل أن تعبر أي دولة عن دعمھا لما تقوم به موسكو، على عكس ما حدث في القرم ودونباس، فنحن نتحدث عن صدام واسع النطاق ومفتوح بین القوات المسلحة، أي حرب شاملة ستتخذ فيها روسیا وضعية الھجوم، وھذا من شأنه أن یسمح بتصنیف أفعالھا على أنھا عدوانیة،  كما إن شرعیة تصرفات موسكو في ھذه الحالة ستكون ضعیفة للغایة بالإضافة إلى ذلك، سیتعین على روسیا أن تتحمل مسؤولیة الخسائر المدنیة، والتي ستكون حتمیة في صراع واسع النطاق مثل ھذا.

أما السیناریو الرابع، قال الباحث بالمركز المصري، هو فرض مزید من العقوبات الغربیة على روسیا، وقد تشمل العقوبات جمیع البنوك الروسیة، وسیؤدي ھذا إلى عزل روسیا إلى حد كبیر عن النظام المالي العالمي، أیضا قد تمتد العقوبات لتشمل حظر النفط والغاز الروسي، وھنا سیكون الضرر التراكمي للاقتصاد الروسي ھائلا في الحجم.

ويتمثل السیناریو الخامس في ولاء سكان شرق أوكرانیا لروسیا لیس واضحاً، وعلى الرغم من جمیع الخلافات الداخلیة، طورت أوكرانیا على مدى الثلاثین عامًا الماضیة ھویتھا المدنیة الخاصة، وعلى الرغم من أن سكان المناطق الشرقیة قد یكون لھم موقف سلبي ضد النظام الأوكراني، إلا إن ھذا لا یضمن ولائھم لروسیا.

والسیناریو السادس، بحسب السيد، ستؤدي الحرب الى زعزعة استقرار الوضع الداخلي الروسي، حیث تشیر استطلاعات الرأي إلى أن الغالبیة من الشعب الروسي لا یفضلون خیار الحرب، على الرغم من الخطاب المعادي لروسیا في أوكرانیا، ومن المحتمل أن تتمكن القوات الروسیة من إلحاق ھزائم مدویة بالقوات المسلحة لأوكرانیا ودفعھا إلى الغرب، ومع ذلك، فإن الخسائر ستظل تصل إلى المئات، وربما الآلاف من المقاتلین، في حالة احتمال إطالة أمد النزاع، ستزداد الخسائر البشریة،  إلى جانب الأزمة الاقتصادیة المحتملة، فمن غیر المرجح أن تجد حربًا كبیرة مثل ھذا الدعم.
واختتم السيد تصريحاته قائلا “بعبارة أخرى ، فإن تكالیف الحرب المحتملة تفوق بكثیر الفوائد الحرب محفوفة بمخاطر كبیرة على الاقتصاد والاستقرار السیاسي والسیاسة الخارجیة الروسیة وستخلق العدید من المشاكل الجدیدة”.