رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سجون بدون غارمات.. كيف ساعدت المبادرات الرئاسية في حل أزمات الديون؟

غارمات
غارمات

أولت مبادرة "حياة كريمة" التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، اهتمامها بالغارمات التي أجبرتهن ظروف الحياة على تحرير إيصالات أمانة، وفشلن فى السداد للدائنين.

تواصلت "الدستور" مع الغارمات، اللاتي تلقين المساعدة من المبادرة الرئاسية؛ لمعرفة كيفية مساندة المبادرة لهن وتأثيرها على حياتهن، حيث أشدن بثمار المبادرة عليهن في  تخليصهن من أزمة الديون وتغير أحوالهن المعيشسية للأفضل .

آية عاشور، تقطن في مركز أسطا بمحافظة الفيوم، ٢٥ عامًا، قالت في حديثها لـ"الدستور" إنها تحملت عباءة الديون التي وقعت فيها منذ زواجها، وحينها لم تذق طعم الفرحة حتى جاءتها مبادرة "حياة كريمة" ورفعت عن عاتقها حمل الديون المتراكمة وأدخلت على قلبها السرور.

"حياة كريمة" أنقذتني 

أضافت: "كنت أصغر أخوتي الخمسة، جميعهن متزوجات، تراكمت الديون على والدتي بعد زواجهم، وساءت أحوال معيشتنا، وجاء دوري في الزواج، لم يكن أمامي سبيلًا سوى الاستدانة من التجار لشراء مستلزمات الزواج، ووقعت إيصالات أمانة على بياض، وهنا كانت الكارثة الكبرى، حيث طالبني التجار بدفع الأقساط، ولم تتوافر لدي الأموال حينها، خاصة أن زوجي يعمل ب" اليومية"؛ لذا تعذرت عن السداد، فهددوني بتقديم إيصالات الأمانة للمحكمة".

استكملت: رائدة ريفية بالقرية أخبرتني عن إمكانية مبادرة "حياة كريمة" مساعدتي في حل مشكلة الديون، وطلبت مني المجيء للبنك الزراعي بالقرية ومعي ما يثبت كوني من الغارمات، وبالفعل توجهت للبنك في اليوم التالي مباشرة، وتمكنت من الحصول على قرض بقيمة ١٠ آلاف جنية، بفوائد بنكية لا تتعدي ٨٠٠ جنية، مع سداد كل شهر مبلغ بسيط يعينني على السداد في المواعيد المحددة، وحصلت على القرض، وقصدت التجار سريعًا قبل تقديم الإيصالات للقضاء ودفعت لهم أموالهم.

فرحة منتظرة 

وعن شعورها عند سداد ديونها، أوضحت "آية" :لم تسعها الفرحة عند حصولها على إيصالات الأمانة التي طالما تمنت تسديدها، ووجهت الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي والقائمين على المبادرة الرئاسية لحرصهم على فك كرب الغارمات ومساعدتهن في العيش حياة كريمة خالية من القلق والمتاعب، ولم تغفل دور الرائدة الريفية التي كانت حلقة الوصل في تعريفها بالمبادرة.

وقالت الدكتورة سلوى همام، مؤسس مبادرة سجون بدون غارمات في منطقة حدائق القبة بمحافظة القاهرة، في حديثها ل" الدستور"، إن ظاهرة الغارمات تنتشر بشكل كبير؛ لذا تم عمل مبادرة للمهتمين بالعمل الخدمي، يتولوا  مهمة جمع أسماء الغارمات اللائي على وشك السجن، ولهن قضايا موجودة بالمحاكم، ومن ثم ارسال بياناتهن لرئاسة الجمهورية؛ لاهتمام القيادة السياسية بالقضية.

كيف يتم النجاة؟ 

وأوضحت "همام" أنه يتم إرسال بيانات الغارمات عبر عدة مراحل، وضمت المرحلة الأولى خمسون سيدة، تم تجميعهم على مدار عشرة أيام فقط، وبعثت بيانات ثلاثين غارمة لمراجعة أوراقهن والتأكد من احقيتهن في المساعدة، مشيرة إلى أن الفريق الخدمي ينزل الشوارع والمحاكم؛ لإجراء البحث الميداني عن أحوال تلك الغارمات.

وأشادت مؤسسة المبادرة بدور مبادرة "حياة كريمة" في إنقاذ آلاف الغارمات والحفاظ على كيان الأسر المصرية من سجن الأمهات التي يشكلن الحجر الأساسي للمنزل، موجهًا الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يرغب في القضاء على الغارمات بشكل نهائي.

 أوضحت وفاء السيد، تبلغ من العمر 35 عامًا، وتقطن بقرية النزلة المستجدة بمركز ساحل سليم التابع لمحافظة أسيوط، ثمار مبادرة "حياة كريمة" عليها وتخليصها من ضائقة الديون التي لاحقتها منذ مرض زوجها ومعاناته من سرطان الدم قبل خمس سنوات.

"الأدوية قصمت ظهري"

قالت إنها ابتاعت كل شيئ من أجل علاج زوجها، وصل الأمر لبيعها أثاث المنزل، وكانت تعتمد بشكل كبير على المساعدات من الجمعيات الخيرية، لكنها لم تكفي تكاليف الأدوية، وانتهي المطاف بها إلى الاقتراض من أهل القرية والقرى المجاورة في سبيل تحمل نفقات العلاج حتى جاءتها المبادرة أمام منزلها ووفرت لها مصدر رزق أستطاعت من خلاله الإنفاق على أسرتها.

وأضافت: "علمت من جارتي أن المبادرة تقدم دورة في مهنة الخياطة والتفصيل داخل سيارة متنقلة بجوار منزلي، فقصدها وبعد شهر تعلمت تصميم كافة الملابس بطريقة احترافية، لذلك عملت بأحد مشاغل القرية، مما ساعدني على سداد الديون وتوفير العلاج لزوجي".