رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شيخ الطريقة الإدريسية: إعفاء اللحية من سنن الفطرة وليست شرطًا في صحة الخلق

د. محمد فركاش
د. محمد فركاش

قال الدكتور محمد الأمين فركاش، أمين وزارة الأوقاف الليبية السابق، شيخ الطريقة الإدريسية الشاذلية بليبيا، إن السنة في اصطلاح علماء الدين هي قول النبي أو عمله أو اقراره فهي شعب ثلاث، من عمل بإحداها (ولو مرة واحدة من عمره) أصبح من أهل السنة والمرء مختار تماماً في سنن العادة بصفة خاصة، هذا هو مقرر علم الأصول، ومعنى هذا أن كل من آمن بصاحب السنة  فهو من أهل السنة، وإن قصر في التنفيذ والالتزام أما تخصيص النسبة إلى السنة بنفر معين ممن وفقهم اللّـه تعالى إلى إعفاء اللحى، فهو (اطلاق عامي) أو (اصطلاح عصبي طائفي مبتدع) لا علاقة له بأصول علوم الدين على الاطلاق.

وتابع عبر صفحته الرسمية بموقع "فيس بوك" متسائلاً: كيف يتخذ مظهر  إطلاق اللحية بالذات مؤشراً خاصاً على اتباع السنة، ونحن نرى أكثرية الفلاسفة والفنانين وأصحاب ديانات السيخ والهندوس والبوذيين، وجميع رجال الأديان والمذاهب المسيحية واليهودية، يرخون اللحى  وقد يهتمون بتصفيفها وترجيلها أضعاف ما كان يعمله غيرهم فكيف يكون اعفاء اللحى بعد كل هذا علامة مميزة للمسلم ؟ بل للمسلم من أهل السنة بخصوصه؟! أيها الناس: شيئاً من العقل والعلم والحياء.

أوضح: ما من شك أبداً في أن إعفاء اللحى سنة نبوية لا خلاف عليها قولاً وعملاً وإقراراً والموفّق إلى القيام بحقها اليوم بطل جدير حقاً بالتقدير والتوقير وهي سنة عادة فقط (وحساب نيته على اللّـه) ولكن ليس معنى هذا أن الذي لم يوفق إلى إعفائها قد شطب اسمه من ديوان الاسلام حتى تكون السنة كل السنة هي مجرد اعفاء اللحية، وإن اختفى من ورائها إبليس وقبيله.

أشار إلى أنه في الحديث الثابت بألفاظ مختلفة وروايات متعددة أنَّ رجلاً سأل رسول اللّـه  عما يجب الارتباط به من أمر الدين بعد الشهادتين، فذكر له الرسول صلى اللّـه الصلوات الخمس، وصيام رمضان، وإخراج الزكاة والحج إلا أن يتطوع (أي أنه مخير في أن يأتي بالسنن بعد الاتيان بهذه الفروض) فانطلق الرجل وهو يقول واللّـه لا أزيد عليها فكان التعقيب النبوي السمح على ذلك قوله  أفلح الرّويجل أو قال من أراد أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل!! أو أفلح إن صدق  على ما ذكرته الروايات.

أضاف: هل هذا الذي أقسم لرسول اللّـه أنه لن يزيد شيئاً من السنن على ما فرض اللّـه، لا يعتبر من أهل السنة؟ مع أنه صرح بأنه لن يزيد شيئاً عن الفرض من السنن التعبدية، فكيف بالسنن غير التعبدية؟! كاللحية المشتركة بين المسلم وغيره وبين الطيب والخبيث، إن الايمان بالسنة شيء، والتقصير في عملها شيء آخر، هذا هو منطق العلم الحاسم، الظهور بسنة اللحية وهي ليست شرطاً في صحة الخلق، ولا شرطاً في صحة الحياة، ولا في صحة العلم أو العقل، إنها سنة عادة وكفى!! تحترم ولكن لا تأخذ حكم الفرض أبداً، إن اعفاء اللحية من سنن الفطرة كما ذكرها الرسول  دون مفاضلة، ومن سنن الفطرة قص الأظافر ونتف الإبط، وحلق العانة، فمن قال إنها من سنن العبادة خالف رسول اللّـه، فهي سنة عادة كما قدمنا كما افتى بهذا الشيخ شلتوت.