رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد الشرطة.. اللواء مصطفى رفعت «البطل الصامد» فى معركة الإسماعيلية

البطل
البطل

تزامنًا مع احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة الـ70، لا يمكن أن ننسى مصطفى رفعت، ضابط قسم البساتين بالإسماعيلية، البطل الذي وقف صامدًا يحارب بشجاعة عام 1952، ضد الإنجليز.

 

  بداية موقعة الإسماعيلية
بدأت قصة معركة الشرطة صباح يوم الجمعة الموافق 25 يناير عام 1952، حيث قام القائد البريطانى بمنطقة القناة «البريجادير أكسهام» باستدعاء ضابط الاتصال المصرى، وسلمه إنذارًا لتسلم قوات الشرطة المصرية بالإسماعيلية أسلحتها للقوات البريطانية، وترحل عن منطقة القناة وتنسحب إلى القاهرة، فما كان من المحافظة إلا أن رفضت الإنذار البريطانى وأبلغته إلى فؤاد سراج الدين، وزير الداخلية فى هذا الوقت، الذى طلب منها الصمود والمقاومة وعدم الاستسلام وحارب المدافع والرصاص 750 ضابطًا مصريًا.
 

وعندما طلبت القوات البريطانية برئاسة الجنرال الإنجليزى الأشهر "أكسهام" من الضباط الاستسلام كان رد مصطفى رفعت: «لن نستسلم إلا جثثًا هامدة»، وتضمن الحوار «شيل القماشة اللى فوق المبنى دا ـ يقصد العلم ـ واركب القطار أنت وجنودك وتحركوا من الإسماعيلية على القاهرة».

ورد «رفعت»:«القماشة دى علمنا، وهيفضل يرفرف هنا، أما القطار فممكن تركبه أنت وجنودك، لأننا لو حربنا بعض 50 سنة مش هنسلم»، فاندهش الجنرال الإنجليزى، قائلًا:« إنت كدا بتحارب جيش بريطانيا العظمى».

شهداء المعركة

وسقط منهم فى المعركة ‏56‏ شهيدًا و‏80‏ جريحًا، ‏‏بينما سقط من الضباط البريطانيين ‏13‏ قتيلًا و‏12‏ جريحًا، وأسر البريطانيون من بقى منهم على قيد الحياة من الضباط والجنود، وعلى رأسهم قائدهم اللواء أحمد رائف ولم يفرج عنهم إلا فى فبراير‏ 1952.

ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا. 

وأدى جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام، التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريمًا لهم وتقديرًا لشجاعتهم‏ وحتى تظل بطولات الشهداء من رجال الشرطة المصرية فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

فصله من العمل

عاد الملازم مصطفى رفعت بعد ذلك إلى القاهرة وتم فصله وزملائه من الخدمة لأنهم قاوموا الإنجليز، وعاش فى الإسكندرية وبعد أيام من الثورة حضر إليه صديقه إبراهيم البغدادي، واصطحبه إلى الرئيس الراحل جمال عب الناصر، الذي كرمه وأعاده للعمل وحصل على وسام الجمهورية.