رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الكاثوليكية» تحيي ذكرى رحيل القديس فرنسيس دي سال الأسقف ومعلم الكنيسة

الكنيسة الكاثوليكية
الكنيسة الكاثوليكية

تحيي الكنيسة الكاثوليكية اليوم ذكرى رحيل القديس فرنسيس دي سال الأسقف ومعلم الكنيسة، وروى الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني سيرته،  موضحا أنه وُلِد فرنسيس في 21 أغسطس عام 1567، في قَلعَة دي سال، لعائلة نبيلة هي عائلة دي سال التي حكمت إمارة ساڤوا الواقعة شمال إيطاليا.

وتابع  الأب وليم عبد المسيح سعيد الفرنسيسكاني،  سُمّىَ على اسم والده فرنسيس حاكم مناطق بوازي و سال و نوڤل والدته هي "فرنسواز دي سيونا، وهي ابنة وحيدة لقاضي بارز يُدعى "ملكيور سيونا، وتابع ترتيبه الأكبر بين ستّة إخوة. اهتم والده بتعليمه وتثقيفه حتى يكون مؤهلاً ليصبح قاضياً. تلقّى تعليمه الإبتدائي بالقرب من مدينة لا روش سور فورم ثم إلتحق بكلية الكبوشيين بمدينة آنسي.
 

وواصل "الفرنسيسكاني"،  بعمر السادسة عشر التحق فرنسيس دي سال بكلّية كليرموني بفرنسا، ومنه إلى معهد يسوعي لدراسة البلاغة والعلوم الإنسانية، وكسائر أبناء العائلات النبيلة كان بصحبته دائماً كاهن كمُعَلِّم ومُرشِد وخادم لقضاء إحتياجاته، مضيفا كما تعلّم الفروسية والمبارزة والرقص لإستكمال شخصيته كنبيل إرضاءً لأبيه يصفه معاصريه بأنه كان ذكياً ووسيماً، طويل القامة ذا عينان لونهما بين الزُرقَة والرمادية، كَتوم وهادئ، وضَيف مُرَحَّب به في بيوت النبلاء.
  وقال أنه في سِنّ السابعة عشر حَضَر فرنسيس دي سال مناقشة لاهوتية حول موضوع "القَـــدَر"، على أثرها شعر فرنسيس بأنه مُستحِقّ للدينونة الأبدية، وأصابه اليأس وسيطر عليه حتى ديسمبر من عام 1586م حيث أثّر اليأس على صحّته، وأصبح طريح الفراش لفترة، وواصل  أصبح مُكَرَّساً من الدرجة الثالثة برهبنة "الصِغار –وهي رهبنة أسسها القديس فرنسيس دي باولا عام 1506م. بالوقت بدأ فرنسيس دي سال يشعر برحمة الله، ويتراءى له وجه الرحمة من خلال الإنجيل.

 وتابع "الفرنسيسكاني"/ أنهى فرنسيس تعليمه بكلية كليرموني وهو في الحادية والعشرين من عمره، فتم تسجيله بجامعة بادوﭬـا بإيطاليا، حيث درس اللاهوت والقانون. وقد أصبح الأب أنطونيو پُسيڤينو اليسوعي هو مُرشده الروحي. فكان قراره بأن يصبح كاهناً، و في الخامسة والعشرين من عمره حصل فرنسيس على درجة الدكتوارة، في اللاهوت والقانون قام بعدها بعمل حِجٍّ روحي إلى مدينة لوريتو بإيطاليا، حيث بازيليك البيت المقدّس ثم عاد إلى ساڤوا مرة أخرى إعترف به مجلس مدينة شامبري كمُحام، كما أمَّن له والده فُرَص لمناصب مُختلفة من ضمنها تعيينه في مجلس الشيوخ. 

 
 واستكمل سُيِّمَ كاهناً عام 1593م، وعُيِّن راعياً لكاتدرائية ݘنيڤ ، وشارك الأب فرنسيس في أنشطة كرازية مُتحمسة، تُعيد التعريف بعُمق الروحانيات الكاثوليكية وأسرار الكنيسة، في منطقة أصبحت تنتمي بأكملها للپروتستانتية الكالڤينية، و سافر إلى روما وپاريس ونال بركة رسولية من البابا "كليمنت الثامن" عام 1599م صار فرنسيس مساعداً لأسقف ݘنيڤ، وفي عام 1601م عقد اتفاقاً مع الملك "هنري الرابع" ملك فرنسا للتعاون في شئون الكرازة خلال صلاته قداس أربعاء الرماد لبداية الصوم بكنيسة القصر الملك. حيث أُعجب الملك بصلاته وتقواه وعلمه وثقافته وكذلك هيبته، وتعجَّب من أنه نادراً ما تجتمع هذه الصفات في شخص واحد، فصار من مُريديه.

وأوضح أن  الأب فرنسيس التقى في فرنسا أيضاً الكاردينال بيرول، وشاركه في أفكار وخطط لتطوير الرهبانيات والأديرة، وإدخال منهجية تطوير القديسة تريزا الأﭬـيلية للكرمليت بفرنسا، مستطردا في عام 1602م، سُيِّمَ فرنسيس دي سال أسقفاً لݘنيڤ، خلَفاً للكاردينال كلود دي جْرَانيي المتوفي. إلا أن دي سال ظلّ مقيماً في مدينة آنسي، لأن ݘنيڤ كانت تحت سيطرة الپروتستانتية الكالڤينية وكان ممنوعاً فتح مقر إقامة الأسقف إلا أنه تغلَّب على هذا الحِصار ونجح في تنمية إيبارشيته برغم الصعوبات، وأصبحت إيبارشية ݘنيڤ شهيرة بحُسن تنظيمها، وتنمية عدد أبناءها.

  وتابع، ولدى وصوله إلى ليون اختار دي سال المبيت في كوخ البستاني الموجود بدير عذراء الزيارة بليون (كنوع من التقشُّف) حتى لا يبيت في قصر الدوق، وهناك أصابته جلطة تسببت في وفاته بعطر القداسة في 28 ديسمبر 1622م. ودٌفِن بليون نقل رفاته إلى دير عذراء الزيارة بآنسي – الدير الذي أسسه للراهبات، مختتما أنه تم تطويب فرنسيس دي سال عن يد البابا "ألكسندر السابع" عام 1661م، ثم رفعه لمرتبة القداسة عام 1665م، بينما دعاه مُعلِّماً للكنيسة البابا "پيوس التاسع" عام 1877م.