رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقرير إيطالي يحذر من العواقب المروعة للأزمة الإنسانية في تيجراي

تيجراي
تيجراي

حذر موقع "سيتيمانا نيوز" الإخباري الإيطالي، من أن تتحول الأزمة الإنسانية الحالية في إثيوبيا إلى أبعاد "لا يمكن تصورها"، مشيرا إلى أن استمرار الحصار الحكومي للمساعدات في إقليم تيجراي، ومواصلة العمليات العسكرية على خلفية تفاقم الصراع بين القوات الحكومية الإثيوبية وجبهة تحرير تيجراي في حرب دامت قرابة العام والنصف، من الممكن أن يكون له "عواقب مروعة" في القريب العاجل.

وأشار الموقع في تقريره إلى أنه بالرغم من الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع وتهدئته وتصاعد دعوات وقف إطلاق النار من المجتمع الدولي، أعلن الجيش الإثيوبي إنه يخطط لدخول مدينة ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي وهدد بـ"إبادة" تيجراي، مضيفا إن الحكومة الإثيوبية تتعرض للعديد من الضغوط الداخلية والخارجية لوقف القتال والمضي قدما نحو السلام، ولكن تلك الضغوط لم تمنعها من مواصلة عملياتها وهجماتها العسكرية، ما يثير الشكوك حول صدق رغبة الحكومة في السلام. 

ونوه الموقع إلى أن القوات الحكومية الإثيوبية شنت في 11 يناير الجاري غارة جوية من طائرات مسيرة بدون طيار على مخيم للاجئين في شمال البلاد، ما أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا وإصابة عشرات الجرحى على الأرض، مشيرا إلى أن هذا الهجوم جاء في الوقت الذي أعرب فيه الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مخاوفه لاستمرار العنف المرتكب من قبل الحكومة الإثيوبية فى إقليم تيجراى، فى اتصال هاتفى مع رئيس الحكومة الإثيوبية، داعيا إياه إلى فتح نافذة نحو السلام. 

400 ألف إثيوبي معرض لخطر الموت

وتابع الموقع "إن تلك الضغوط الدولية التي تتعرض لها الحكومة الإثيوبية تأتي على خلفية أزمة إنسانية تشمل أكثر من 9 ملايين مواطن إثيوبي والتي من شأنها أن تعرض أكثر من 400 ألف شخص لخطر الموت"، موضحا إن الحصار الحكومي المفروض على المساعدات الإنسانية في تيجراي يعرض مئات الآلاف من الناس لخطر جسيم، بالنظر إلى أزمة نقص الغذاء والتمويل لدى الوكالات الإغاثية الدولية التي جددت في الفترة الأخيرة دعواتها لأديس أبابا بالسماح بإرسال إمدادات طبية إلى عشرات المستشفيات في المنطقة.

ولفت إلى أن ما تم إرساله من المساعدات الطبية إلى إقليم تيجراي يمثل فقط 12٪ فقط من الإمدادات الضرورية التي يجب توجيهها إلى سكان الإقليم المحاصر، مما تسبب في نقص تام في أدوية السرطان والسكري والأجهزة الصحية مثل القفازات المعقمة.

أمر مفجع للغاية

ونقل الموقع عن موسي تيسفاي، مدير مستشفى أيدر الإحالة في ميكيلي بتيجراي قوله، في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى صحيفة نيويورك تايمز : "إننا نحسب فقط الوفيات التي حدثت لأسباب يمكن الوقاية منها تمامًا"، مضيفا "إنه لأمر مفجع للغاية أن نرى مرضانا المحبوبين يموتون واحدًا تلو الآخر ". 

واختتم الموقع تقريره “ما رأيناه في الأفق قبل بضعة أشهر أصبح الآن حقيقة محزنة، يمكن أن تتحول الأزمة الإنسانية الحالية إلى أبعاد لا يمكن تصورها قريبًا ويمكن أن يكون لها عواقب مروعة أكثر بكثير من تلك التي عانت منها مع الأزمة الأفغانية”.

يأتي هذا فيما أكد مسئول عسكري بارز في إثيوبيا، أمس السبت، أن الجيش يعتزم دخول ميكيلي عاصمة إقليم تيجراي، لإبادة قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، في تصريحات تأتي وسط جهود دبلوماسية لإنهاء الصراع الدائر في شمال البلاد، حيث توجه دبلوماسيان أمريكيان بارزان إلى أديس أبابا منذ أيام سعيا لوقف إطلاق النار وسط علامات محدودة على خفوت حدة التوتر بين الطرفين المتحاربين، بحسب "رويترز".