رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المونيتور»: شبرا بلولة انطلقت من المحلية لأكبر مُصدر للياسمين حول العالم

الياسمين
الياسمين

احتفى موقع “المونيتور” الأمريكي بقرية شبرا بلولة الشهيرة بقرية “الياسمين” التي تقع في محافظة الغربية والتي انطلقت عن طريق زراعة الياسمين من المحلية للعالمية حيث باتت من أوائل مصدري الياسمين حول العالم.

وتعرف قرية شبرا بلولة بمحافظة الغربية، باسم "قرية الياسمين" و يعمل معظم سكانها البالغ عددهم 50000 نسمة في زراعة الياسمين واستخراج زيته، حيث يتم تصنيع العطور وتصديره إلى أوروبا والعديد من البلدان الأخرى حول العالم.

وقال حسين فخري، صاحب المصنع الرائد لاستخراج الياسمين في مصر ورئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للزيوت العطرية وتجارة الروائح، لـ "المونيتور": “نحن ننتج الآن أكثر من 2500 طن من الأزهار في الموسم الواحد، والتي تمثل حوالي 60٪ من الإنتاج العالمي ويبلغ إنتاج القرية اليومي من الياسمين ”خلال موسم 9 أشهر" 10 أطنان ومن ثم يتم تسليم المحصول إلى تعاونية تشتري طنًا من الياسمين مقابل حوالي 12000 جنيه مصري “762 دولارًا” و يستخرج من كل طن كيلوغرامين إلى ثلاثة كيلوجرامات من عجينة الياسمين، ويصدر كيلو منها مقابل 15 ألف دولار".

وتملأ رائحة براعم الياسمين القرية خلال موسم الحصاد، الذي يبدأ في سبتمبر ويستمر حتى مايو، حيث يقوم القرويون بجمع الزهور يدويًا بعد غروب الشمس.

وقال أشرف أبو الحسن، مدير إدارة البساتين في مديرية الزراعة بمحافظة الغربية ، لـ "المونيتور" إن الياسمين معمر، ويمكن أن يعيش كل نبتة حتى 30 عامًا. 

وأضاف: "الطقس في مصر لا يساهم في  نمو أزهار الياسمين، نظراً للمناخ المعتدل وقلة الرطوبة، ولا تحصد الأزهار إلا في المساء، لأن زهرة الياسمين شديدة الحساسية لأشعة الشمس، فهي مليئة بالزيوت وإذا تم حصاد الأزهار في ضوء الشمس، يذوب الشمع، وتنفد الزيوت وتموت الزهرة لذا يجب قطف أزهار الياسمين بعناية واحدة تلو الأخرى".

وأوضح أبو الحسن: "خلال عملية قطف الأزهار، علينا الموازنة بين السرعة والحذر، وعدم الضغط بشدة على الأزهار حتى لا تفقد زيوتها".

وتابع: "بعد الحصاد تُجمع أزهار الياسمين، ومن هناك يأخذ المصنعون الأزهار ويغسلونها جيداً لفصل الشمع، يتم بعد ذلك استخراج الزيت من الأزهار وإرسالها إلى المختبر لإنتاج العجينة التي يتم تصديرها إلى الخارج لاستخدامها في صناعة العطور والأدوية".

وقال أبو حسن: "بدأ كل شيء في الخمسينيات من القرن الماضي، عندما قام أحد كبار ملاك الأراضي في القرية، أحمد باشا فخري، باستيراد زهور الياسمين من فرنسا لزراعتها في مصر ثم أسس مصنعًا مع شريك فرنسي يدعى سيسيل يوسف لاستخراج معجون الياسمين وتصديره إلى فرنسا على وجه التحديد".

وتابع: "مع مرور الوقت، أصبحت زراعة الياسمين أكثر شيوعًا في القرية، لذلك كانت هناك حاجة إلى مصنع جديد، ولهذا السبب، قام الشريك الفرنسي ببناء مصنع جديد باسمها، لا يزال المصنعان يعملان في القرية".

وأشار فخري: "إننا ننتج الزيت العطري من خلال التقطير بالبخار، وهي طريقة لم يتم تبنيها من قبل أي مصنع دولي من قبل"، مضيفًا: "تم تطوير هذه التقنية في الوقت الذي انخفض فيه الطلب بشكل كبير في عام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا".

وقال إن القدرة على إنتاج الزيت العطري بأنفسهم أنقذت القطاع عندما انخفضت صادرات العجينة بشكل كبير.

وقال أحمد عبد الغني، مهندس زراعي يعمل في زراعة الياسمين منذ 30 عامًا، لـ"المونيتور" إن متوسط ​​إنتاج القرية اليومي للفرد يتراوح بين كيلوجرامين وخمسة كيلوجرامات من الزهور.

وأشار إلى أن "جمع الياسمين لا يتم إلا باليد الأمر الذي يتطلب جهدًا كبيرًا، وتستفيد حوالي 50 ألف أسرة من مزارع الياسمين في الغربية".

وأوضح عبد الغني، أنه رغم تدني الأجور، يظل محصول الياسمين مصدر دخل رئيسي لمعظم القرويين، وخاصة النساء وكبار السن، الذين ينتظرون هذا الموسم لتغطية مستحقاتهم المالية والديون المتراكمة على مدار العام، “في الواقع، يؤجل معظم حفلات الزفاف حتى وقت موسم الحصاد حتى يتمكنوا من استخدام الأموال التي جنوها من بيع المحصول”.