رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العالم فى مصر.. مسئولون بريطانيون يتحدثون عن «قمة المناخ» فى شرم الشيخ

جاريث بايلى، سفير
جاريث بايلى، سفير بريطانيا بالقاهرة،

أكد مسئولون بريطانيون التزام بلادهم بالعمل بشكل وثيق مع الشركاء المصريين لإنجاح مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ المقبل «كوب ٢٧»، المقرر إقامته هذا العام بمدينة شرم الشيخ، مع الوفاء بوعود مؤتمر «كوب ٢٦»، الذى انعقد فى جلاسكو، بالمملكة المتحدة، فى نوفمبر الماضى، لدعم العالم فى سعيه لتكيف المناخ.

وقال جاريث بايلى، سفير بريطانيا بالقاهرة، فى لقاء مع وسائل الإعلام المصرية، بحضور «الدستور»، إن زيارة ألوك شارما، رئيس مؤتمر المناخ الماضى «كوب ٢٦»، ونايجل توبينج، بطل المناخ العالمى البريطانى ومرشح الأمم المتحدة لمؤتمر الأطراف للتغيرات المناخ «cop 27»، مصر مؤخرًا، تصب فى إطار التعاون والشراكة لإنجاح المؤتمر المقبل، خاصة أن الطرفين يعملان على قضية المناخ ويتعاونان مع الأطراف الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى لنقل الخبرات البريطانية إلى المصريين، فى هذا الصدد.

وأشار إلى أن مصر، بصفتها الدولة المضيفة لمؤتمر المناخ الـ٢٧، ستلعب دورًا رائدًا، هذا العام، فى تأمين الاتفاقية الدولية المطلوبة بشأن مجموعة من القضايا الرئيسية، منها: تمويل المناخ، وأهداف التكيف، والسعى لتحقيق صافى انبعاثات صفرية. 

وأشاد «بايلى»، خلال اللقاء، بمنتدى شباب العالم، الذى نظمته مصر مؤخرًا، ووصفه بأنه كان رائعًا وعظيمًا وضروريًا فى هذا التوقيت، فى ظل قلة المساحات التى يمكن فيها للعالم تجاذب أطراف الحوار حول موضوعات مهمة وشائكة، من بينها تغير المناخ، الذى تم إفراد العديد من الندوات والورش بمناقشته، بالإضافة إلى موضوعات التكنولوجيا الرقمية وتوفير فرص العمل.

كما أشاد بالإجراءات الاحترازية التى نفذتها الحكومة المصرية، خلال المنتدى، والروبوتات التى ساعدت فى تنفيذها، ما جعل المنتدى يشهد تجمعات وحوارات رائعة بين القيادة السياسية والشباب من مختلف الثقافات والجنسيات، خاصة فى ظل تفاعل وحماس الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى، خلال الفعاليات.

وذكر السفير البريطانى أن إتقانه اللهجة المصرية كان بسبب وجوده بمصر، فى الفترة من ١٩٩٨ حتى ٢٠٠٢، حينما كان أصغر عضو بالسفارة البريطانية، ما سمح له بتعلم اللغة العربية وإجادتها.

وفى السياق نفسه، أكد نايجل توبينج، بطل العمل المناخى البريطانى رفيع المستوى لمؤتمر المناخ «كوب ٢٦» أن زيارته مصر كانت ملهمة وإيجابية، وشهدت العديد من ورش العمل، واللقاءات مع رجال الأعمال ورواد الشركات وعناصر من المجتمع المدنى، وكان المحور الرئيسى لها هو قضية المناخ.

وقال «توبينج»: «مصر من جانبها ستحدد بطل المؤتمر الذى ستستضيفه على أراضيها فى نوفمبر المقبل، وسأعمل معه خلال الشهور المقبلة، وأتطلع لذلك خلال زيارتى مصر فى الشهر المقبل، لنقل الخبرات، كما حدث معى حين توليت مهمتى، بالتنسيق مع زميلى من شيلى».

وأوضح أنه التقى، خلال زيارته مصر، وزيرتى البيئة ياسمين فؤاد، والتعاون الدولى رانيا المشاط، بالإضافة إلى مسئولين بوزارة الخارجية، كما اجتمع أيضًا مع نائب وزير التخطيط والتنمية الاقتصادية أحمد كمالى، ورئيس مجلس إدارة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس المهندس يحيى زكى، لتعريفهم بطبيعة عمله، وتنسيق جهوده مع بطل المناخ الذى ستختاره مصر، وبحث ملامح خطة العمل المصرية.

كما أوضح أنه التقى عددًا من كبار المسئولين بشركات ومؤسسات استثمارية، بالإضافة إلى شباب من المجتمع المدنى لمناقشة كيفية عمل المملكة المتحدة، بصفتها رئيس مؤتمر المناخ، مع مصر، للإعداد لمؤتمر المناخ المقبل «كوب ٢٧».

ولفت إلى أنه ركز، خلال الاجتماعات، على مناقشة خطط مصر ورؤيتها لمؤتمر المناخ المقبل، وكيفية الشراكة معها فى مجال التعاون البيئى والتكيف المناخى وتقليل انبعاثات الكربون.

وأضاف: «فى إطار التكيف المناخى، استكشفت الأطراف المختلفة سبل تنفيذ برنامج عمل جلاسكو - شرم الشيخ لتحقيق الهدف العالمى، وهو ارتفاع درجة الحرارة بمقدار ١.٥ درجة، مع مناقشة الدور المتنامى للتحالف المعنى بالتكيف، Adaptation Action Coalition، بقيادة المملكة المتحدة ومصر قبل مؤتمر المناخ المقبل».

وسلط «توبينج» الضوء على أهمية التمويل الأخضر، لافتًا إلى أنه يمكن للمستثمرين الدوليين المشاركين فى تحالف «جلاسكو المالى من أجل صفر انبعاثات»، وهو تحالف من مبادرات التمويل الحالية والجديدة التى تتضمن أكثر من ٩٠ تريليون دولار، لعب دور كبير فى تمويل مؤتمر المناخ بمصر.

ونوه إلى أنه التقى الجمعية المصرية البريطانية للأعمال، للتباحث حول دور الشركات فى قضية المناخ، فضلًا عن زيارته قناة السويس للقاء بعض رجال الأعمال والشركات للتباحث حول التحول للاقتصاد الأخضر، مؤكدًا أن مصر ستلعب دورًا كبيرًا فى تصدير الطاقة المتجددة لدول فى المنطقة.

وأعرب عن سعادته بتلك الاجتماعات، التى اتسمت بالإيجابية، مؤكدًا أنه لمس معرفة المسئولين المصريين والشباب بأهمية وحيوية قضية تغير المناخ، مع إدراك قدرة مصر على أن تكون مثالًا يحتذى فى نقل الطاقة المتجددة والنظيفة والاقتصاد المستدام لشعوب المنطقة.

وتابع: «زيارتى الحالية هى الثانية لمصر، ويسعدنى أن أعود مجددًا لأرى كيفية تعزيز الشراكة الخضراء بين مصر والمملكة المتحدة قبل مؤتمر المناخ المقبل، ودور الاستثمار الأخضر فى التخفيف من آثار تغير المناخ». 

واختتم بقوله: «الثورة الخضراء ممكنة، ويمكنها أن تحفز اقتصادًا أكثر استدامة، وتوفر نموًا نظيفًا ووظائف خضراء، لكن هناك حاجة إلى العمل معًا الآن لتحقيق ذلك، بما فى ذلك عمل القطاع الخاص جنبًا إلى جنب مع صانعى السياسات».