رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القائم بأعمال سفارة صربيا: «منتدى شباب العالم» يؤكد قدرة مصر على تنظيم الفعاليات الدولية فى أصعب الظروف

 بويان ستامنكوفيتش
بويان ستامنكوفيتش

كشف بويان ستامنكوفيتش، القائم بأعمال سفارة صربيا بالقاهرة، عن توقيع اتفاق توأمة فى المجال السياحى بين مصر وصربيا خلال أيام، بما يسمح بالتبادل السياحى بين مدينتى شرم الشيخ ونيش، إلى جانب تشغيل خط طيران مباشر بين المدينتين.

وقال «ستامنكوفيتش»، فى حواره مع «الدستور»، إن «منتدى شباب العالم» الذى حضره مؤخرًا، كان حدثًا رائعًا على جميع المستويات، خاصة أنه يؤكد بشكل عملى قدرة الدولة المصرية على تنظيم مثل تلك الفعاليات الدولية، حتى فى ظل ظروف يعانى منها العالم مثل جائحة «كورونا»، ليخرج بهذا الشكل من الدقة والترتيبات وفقًا لاستراتيجية الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى دائمًا ما يعمل فى جميع المجالات وتحت أى ظروف.

وأضاف أنه كانت هناك زيارات لوفود صربية إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للتعرف على الفرص المتاحة لإنشاء صوامع تخزين للقمح الصربى فى المنطقة، لتكون مركزًا للتوزيع لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وغرب آسيا.

■ بداية.. متى توليت مهام سفير صربيا بالقاهرة؟

- توليت مهام السفارة فى أغسطس الماضى بعد انتهاء مدة عمل السفير يوجوسلاف فاكادينوفيتش، لكننى فى مصر منذ ٤ سنوات، حيث عملت مستشار وزير الشئون التجارية لدى السفارة الصربية بمصر، والآن أترأس أعمال السفارة الصربية بالقاهرة وأيضًا فى السودان وسلطنة عمان وفلسطين.

■ ما تقييمك للعلاقات المصرية الصربية حاليًا؟

- أريد أن ألفت النظر إلى أن العلاقات المصرية الصربية بدأت منذ مئات السنين، لدرجة أنه كانت هناك زيارات بين حكام البلدين منذ عام ١٢٣٥، وعلى أرض تلك السفارة كانت هناك اجتماعات للزعيمين الراحلين جمال عبدالناصر وجوزيف تيتو عندما كانت يوغوسلافيا متحدة، وشهدت بداية التخطيط لإنشاء «حركة عدم الانحياز» وعقدت الحركة مؤتمر قمتها الأول عام ١٩٦١ فى «بلجراد» عاصمة صربيا الآن.

وكما شهدت العلاقات بين القاهرة وبلجراد ذروتها فى الخمسينيات والستينيات، تشهد الآن العلاقات تطورًا مماثلًا، حيث يسير الرئيس السيسى على خطى «عبدالناصر»، حتى إن صربيا أقامت تمثالين للزعيمين المصريين عام ٢٠١٩ فى متحف الشمع فى مدينة ياجودينا بصربيا، وهو دليل قوى على متانة العلاقات وحب الشعب الصربى لمصر، وهو ما تعلمه من كتب التاريخ فى مدارس صربية.

وخلال الفترة الأخيرة، وجهنا دعوات كثيرة للرئيس السيسى لزيارة صربيا فى أقرب فرصة ممكنة.

■ حدثنا عن أبرز وأهم مجالات التعاون بين البلدين؟

- هناك مجالات كثيرة للتعاون بين البلدين، خاصة فى الشق العسكرى والسياحى والتبادل التجارى، وبالنسبة للسياحة هناك اتفاق توأمة سيتم توقيعه بين مصر وصربيا خلال أيام، وهو يسمح بالتبادل السياحى بين مدينة شرم الشيخ المصرية ومدينة نيش الصربية التى يوجد بها ميدان يحمل اسم شرم الشيخ، وأيضًا سيتم تشغيل خط طيران مباشر بين المدينتين.

وهناك مشروع توأمة بين مدينتى مرسى علم المصرية وياجودينا الصربية، ومشروع توأمة بين الإسكندرية المصرية ونوفى ساد فى مقاطعة فويفودينا بجمهورية صربيا، وتلك المشروعات تساعد على التعاون فى مجالات التجارة والاستثمار والزراعة والتعليم والثقافة والسياحة ومجالات تعاون أخرى مستقبلية.

والسائح الصربى يعشق منتجعات البحر الأحمر فى مصر، خاصة الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، ووصل عدد السياح الصربيين قبل بداية جائحة «كورونا» فى عام ٢٠١٩ إلى ١٠٠ ألف سائح، وفى سنوات الوباء كان السائح الصربى يفضل السفر إلى مصر، ولولا قيود السفر آنذاك، التى تشهد الآن انفراجة كبيرة، لزادت الأعداد، وهناك ٩ رحلات أسبوعية بين البلدين الآن، لتسهيل التعاون فى المجالين الاقتصادى والسياحى.

وصربيا مهتمة كثيرًا بالفاكهة المصرية، ولذلك أبرمت هناك اتفاقات خلال الشهر الماضى بشأن تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين من خلال مذكرة تفاهم وتطوير منظومة تفضيلية للتجارة البينية فى الحاصلات الزراعية، وتبادل الخبرات فى الدراسات والبحوث والميكنة الزراعية، وهناك اهتمام كبير من صربيا باستيراد عدد من منتجات الفاكهة والخضروات من مصر إلى صربيا، ومنها إلى منطقة غرب البلقان، أهمها الموالح والمانجو والبلح والزيتون، وتعمل صربيا على إعطاء أفضلية للمنتجات المصرية فى السوق الصربية، التى تستورد موالح سنويًا بقيمة ١٠٠ مليون يورو، فى ظل إعادة التصدير من خلال قناة السويس.

وكانت هناك زيارات لوفود صربية إلى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للتعرف على الفرص المتاحة لإنشاء صوامع تخزين للقمح الصربى فى المنطقة، لتكون مركزًا للتوزيع لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وغرب آسيا.

■ هل هناك زيارات مرتقبة لمسئولين صرب إلى مصر؟

- بالتأكيد ستكون هناك زيارات متبادلة بين البلدين، والشهور الأخيرة شهدت زيارات متبادلة بين الجانبين المصرى والصربى.

من الجانب الصربى، أجرى الدكتور نيبوشا ستيفانوفيتش، نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع بجمهورية صربيا، زيارة لمصر فى يوليو الماضى شارك خلالها فى الاجتماع الثالث عشر للجنة التعاون العسكرى المصرية الصربية بالقاهرة، وبحث فيها مجالات التعاون العسكرى ونقل وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين، كما تم توقيع بروتوكول تعاون فى المجال العسكرى بين الجانبين.

وتلت ذلك زيارة وزير خارجية صربيا، نيكولا سيلاكوفيتش، إلى مصر فى أغسطس الماضى، حيث التقى الرئيس السيسى وكبار المسئولين المصريين، وبحث خلالها تعزيز العلاقات بين البلدين، واتفق الجانبان على ضرورة زيادة معدلات التبادل التجارى والاقتصادى، فضلًا عن بحث إمكانية استفادة الشركات الصربية من مجموعة الاتفاقات التجارية التى تربط مصر بالدول العربية والإفريقية.

وفى ديسمبر الماضى زار إيفيتسا داتشيتش، رئيس الجمعية الوطنية الصربية «البرلمان الصربى»، مصر، وأكد تقديره للعلاقات التاريخية التى تربط مصر وصربيا منذ ما يقرب من ١١٣ عامًا، خاصة دور الدولتين المحورى فى تأسيس وقيادة حركة عدم الانحياز، فضلًا عن إعادة تفعيل مجموعة الصداقة البرلمانية المصرية الصربية.

■ شاركت فى «منتدى شباب العالم» فى نسخته الرابعة.. ما انطباعك عن الحدث ودلالاته بالنسبة لك؟

- كان حدثًا رائعًا على جميع المستويات، خاصة أنه يؤكد بشكل عملى قدرة الدولة المصرية على تنظيم مثل تلك الفعاليات الدولية، حتى فى ظل ظروف يعانى منها العالم مثل جائحة «كورونا»، ليخرج بهذا الشكل من الدقة والترتيبات وفقًا لاستراتيجية الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى دائمًا ما يعمل فى جميع المجالات وتحت أى ظروف.

وإقامة المنتدى فى شرم الشيخ تؤكد أيضًا أن البلاد آمنة، بما يعمل على الترويج للسياحة فى البلاد، والمنتدى كان فرصة رائعة لكل هؤلاء الشباب من جميع أنحاء العالم الذين اجتمعوا لتبادل الخبرات ومناقشة سبل حل القضايا سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية أو الصحية وغيرها.

■ كيف ترى صربيا أزمة سد النهضة وتأثيراتها السيئة على مصر والسودان؟

- صربيا تتفهم موقف مصر والسودان من سد النهضة، ونرى جهود الرئيس السيسى الواسعة حيال ذلك الملف للتوصل إلى اتفاق ملزم يرضى جميع الأطراف، ولا يؤثر على دولتى المصب.

■ ألديك انطباعات خاصة عن مصر وثقافتها وشعبها؟

- هناك أوجه تشابه كبيرة بين الصرب والمصريين، لذلك أنا أعشق مصر والمصريين، وأنا زرت جميع الأماكن السياحية فى مصر وأقدر تاريخ مصر وثقافتها وشعبها المضياف الذى يرحب بالأجانب وكأنهم فى بلادهم، حيث يسهلون كل المعوقات التى يمكن أن تقابل المسئولين الأجانب أو السياح العاديين، وهناك تشابه بين الطعام المصرى والصربى وأحب الملوخية كثيرًا.

■ كيف تأثرت صربيا بكورونا؟ وما الإجراءات التى اتخذتها لمواجهة تداعيات الوباء؟

- بطبيعة الحال تأثرت صربيا من جائحة «كورونا» اقتصاديًا كبقية دول العالم، ومنذ بدء ظهور الفيروس فى البلاد فى مارس ٢٠٢٠، اتخذت الدولة فورًا إجراءات لامتصاص تداعيات الجائحة الاقتصادية، حيث سمحت السلطات للمواطنين بتأجيل سداد قروضهم العقارية لمدة ٣ أشهر، فضلًا عن السماح لرجال الأعمال بتأجيل دفع ضرائب فائض الدخل حتى ٣٠ يونيو من العام ذاته.

ومن أبرز القرارات التى اتخذها الرئيس ألكسندر فوتشيتش إعلانه فى مارس ٢٠٢٠ تقديم مساعدات لجميع الشركات الصغيرة والمتوسطة خلال الأشهر الثلاثة التالية، حتى تستطيع عبور أزمة «كورونا»، ولكنه اشترط على تلك الشركات الاحتفاظ بالموظفين.

وعلى المستوى الصحى، أعلن الرئيس الصربى حالة الطوارئ وسمح للجيش بالتدخل فى مواجهة أزمة انتشار الفيروس لوقف انتشاره، ومن أبرز ما قام به الجيش إنشاء مستشفى ميدانى بمقر معرض بلجراد لاستيعاب المصابين.

وفى المراحل التالية وعند ظهور اللقاحات، جلبت صربيا اللقاحات من جميع الشركات العالمية وبدأت فى عمليات التلقيح.

ما تقييمك للدور المصرى ضد الإرهاب والتعامل مع قضيتى فلسطين وليبيا؟

- صربيا تقدر بشدة جهود مصر فى تحقيق الأمن والاستقرار فى محيطها الإقليمى، وما قامت به البلاد لمواجهة خطر الإرهاب تجلى فيما نشهده الآن خلال التجول فى الشوارع بأمان، كما تثمن صربيا جهود مصر فى مكافحة الفكر المتطرف.

كما تقدر صربيا اهتمام مصر بملفات الأمن، خاصة فيما يتعلق بالأمن فى أوروبا والأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وصربيا ترى بوضوح دور مصر المؤثر والفاعل فيما يتعلق بملف القضية الفلسطينية والجارة الليبية وتحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.