رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصوات غريبة أثرت في تكوين الشخصية المصرية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الصوت هو النغمات التي تنتشر في الهواء وتلتقطها الأذن، هو بمثابة فراغ ولكن له عظيم الأثر في قلوبنا ومشاعرنا، فكلمة حب لديها أثر كبير داخلنا، والعكس صحيح، فالصوت أحد الأمور التي تساهم في تكوين شخصيتنا وهويتنا، فهناك الكثير من الأصوات التي تعشقها الأذن، فهناك أشخاص يحبون سماع الأغاني الرومانسية، وآخرون يعشقون سماع الأغاني الغربية، على الرغم من أنهم لا يجيدون أي لغة.

وترتبط الشخصية المصرية بالعديد من الموروثات والتقاليد التي تربينا عليها، حيث يتوارثها جيل بعد جيل، سواء كانت قيم وأساليب تربينا عليها، ومن بين الموروثات توارثنا حاسة "السمع" أو الأصوات التي جعلتنا نتميز عن باقي الشعوب، في السطور التالية نرصد أصوات غريبة عشقها المصريون وأثرت في الشخصية بشكل كبير.

في القرن السادس قبل الميلاد أراد العالم اليوناني فيثاغورث، أن يعرف عن سبب الاختلاف بمقدار جمالية فواصل الأصوات اللحنية عن الأخرى، بمعنى آخر لماذا يحب شخص نوع من الأغاني، فما بالك بسماع أصوات يعتبرها البعض غريبة وهذا هو موضوعنا في السطور التالية .

 

"بابور الجاز والغسالة العادية".. أصوات عشقها المصريين

هناك الكثير من الأشخاص لا ينامون إلا على صوت الغسالة العادية، وآخرون لا يشعرون بدفء الجو إلا مع سماع صوت "بابور الجاز"، الأمر الذي ساهم قد يعتبر من الأمور الغريبة، ولكن تلك الحقيقة، فعند البحث عن مقاطع لهذه الأصوات بموقع "يوتيوب" وجدنا ملايين المشاهدات، فالبعض وجد أنها ترجعه إلى الذكريات وعالم الطفولة.

كما أن هناك فئة ينجذبون لصوت "السيشوار" وفتحات المقص عند الحلاق، بالإضافة إلى عشق البعض لصوت "موج البحر"، حيث يرئ محبي هذه الأصوات أنها تساهم في شعورهم بالاسترخاء، فضلًا عن تهدئة الأعصاب.

"المكنسة الكهربائية وصوت أفلام الكارتون".. الصوت المحبب لجيل التسعينات

 شهدت مرحلة التسعينات الكثير من التوافق التكنولوجي، ومع ذلك كان للبعض عدد من الأصوات التي لا يختلف عليها اثنين وهي صوت تشغيل المكنسة الكهربائية والنوم على صوت أفلام الكارتون، فهذا الإيقاع يساهم في تعزيز هرمون "الميلاتون" وهو هرمون النوم، حيث أكد العلماء من الجامعة الإسبانية، أن التعرض لنمط صوت ثابت مثل "المكنسة" أو تشويش التلفاز، يساهم في زيادة إفراز هرمون النوم بشكل كبير.

كيف تساعد هذه الأصوات على النوم؟

خبراء علم النوم بموقع "on health" الطبي، أكدوا بأن أصوات مثل هذه تساهم في خلق إيقاع موسيقي هادئ فهو مصطلح يسمى بـ"الضوضاء البيضاء" وهو باختصار عبارة عن موسيقى خلفية تساعد فقط في تنشيط المخ وتحفيز هرمون النوم.

وهناك كثير من التطبيقات المتوفرة على الهواتف الذكية، والتي تساعد في الحصول على الضوضاء البيضاء من أجل المساهمة في سرعة الخلود إلى النوم، كما أن هناك أجهزة خاصة للضوضاء البيضاء، حيث تتكون الضوضاء البيضاء من سلسلة متصلة بالترددات الموزعة بالتساوي على نطاق السمع كله، ويكون كل تردد مختلفة درجته عن البقية، وتجميع هذه الأصوات معًا يساعد في التغطية على مصادر الضجيج التي تزعج الفرد.

المطر 

هل عشق هذه الأصوات مرض نفسي؟

في هذا الصدد أوضحت الدكتورة ريهام عبد الرحمن، استشاري علم النفس، بأن سماع الشخص لأصوات مثل "البابور، المكنسة، الغسالة العادية" وغيرها من الأصوات الغريبة المألوفة لدى البعض، ليست إضطرابات نفسية، بل في كثير من الأحيان نجعلها علاجًا للتخلص من المشكلات النفسية الحالية.

نوهت "عبد الرحمن" أن سماع هذه الأصوات يساعد في تعزيز الصحة النفسية، فضلًا عن قدرتها في تحسين الجهاز المناعي، حيث تلعب هذه الأصوات دورًا في المخ من خلال إفراز هرمون "الاسترخاء" والذي بدوره يساعد في الحصول على ليلة نوم هادئة.

أشارت "عبد الرحمن" إن الكثير من الأصوات التي يعتبرها الكثيرين غريبة مثل صوت "الباجور" أو النوم على صوت المطر، دائمًا ما تساهم في زيادة استرخاء الأعصاب، من خلال زيادة هرمون "النوم" من خلال البصيلات العصبية بالمخ.

تؤكد الأبحاث العلمية إلى وجود علاقة بين الناحية النفسية وصوت الأشياء من حولنا، فالبعض ينحاز للكثير من الأصوات الغير معتادة وهذا ما يسمى علميًا بـ"الضجيج الأبيض"، حيث يعاني الكثيرين من مشاكل باضطرابات النوم، فوفقًا لما أكدته الدكتورة ريهام عبد الرحمن، خبيرة الإرشاد النفسي، أن الضجيج الأبيض يساعد في التخلص من مشاكل النوم، بالإضافة إلى تقليل التوتر والقلق الناجم عن ضغوط العمل اليومية.

حكايات عاشقى "البابور والغسالة العادية".. مابين الحنين للماضي وهدوء الحاضر

وفاء.. "مبنمش غير على صوت الباجور" 

لم تجد وفاء محمود 32 عام، ربة منزل سواء صوت الباجور، وذلك للشعور بالدفء خلال أوقات الطقس البارد، حيث أكدت أن الكثير من التطبيقات والمواقع تقدم هذه الأصوات، كل ما عليك هو تحميل الصوت المفضل لديك، وخوض التجربة الأكثر جمالًا في العودة للماضي.

يوسف.. "بترجعني للذكريات"

تعتبر أصوات مثل الغسالة العادية والبابور، آلة للسفر عبر الزمن ولكن للوراء من خلال استعادة ذكريات الطفولة، هذا ما أكده يوسف محمد، 36 عامًا، مشيرًا أن تليفونه الخاص مكتظ بهذه المقاطع، قائلًا: "تلفوني مليان كتير من الأصوات الغريبة .. دي اللي بتهون تعب اليوم"، مؤكدًا أنها تساعده في التخلص من الضغوط التي يواجهها في العمل.

محمود عادل.. "بتخلص من التوتر بصوت القطارات والمطر"

يرى محمود عادل، أن صوت قطار يسير على القضبان، أو نزول المطر، من الأمور التي تساعد في التخلص من التوتر، وهذا ما أكدته دراسة أجرتها مجلة "نيتشر" العلمية، والتي تطرق فيها الباحثون، أن سماع صوت مألوف يساعد في التخلص من التوتر والقلق، بالإضافة إلى هدوء الأعصاب.

"مبيحلاش النوم غير على صوت البابور".. هكذا علق جمال محمد، 32 عامًا، على عشقه لسماع مثل هذه الأصوات، مشيرًا أن هذه المقاطع تساعد في زيادة الشعور بالهدوء وارتخاء الأعصاب، كما أنها تساهم في زيادة الحنين للماضي.