رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المجاعة والموت في تيجراي».. صحيفة إسبانية ترصد مآسي «الحصار الإثيوبي»

جريدة الدستور

قالت صحيفة "البيريدكو" (El Periódico) الإسبانية، إن  إثيوبيا تشهد حصاراً وحرباً دموية تركا مشهدًا مأساوياً يعيش فيه ما يقرب من 7 مليون مواطن، بمعزل عن العالم، بعد حرمانهم من الغذاء والدواء وكل أنواع الخدمات والاتصالات".

ونددت الصحيفة بالحصار الفعلي للمساعدات الإنسانية الذي تفرضه الحكومة الإثيوبية على إقليم تيجراي بشمال البلاد وتسبب في أزمة إنسانية حادة، بالتزامن مع تصاعد الضربات الجوية الحكومية التي تسببت في مقتل المدنيين واستهدفت مخيمات للاجئين ونازحين، ما دفع الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية إلى تقليص عملياتها وأنشطتها في الشمال الإثيوبي بسبب تصعيد الصراع المستمر منذ أكثر من عام بقليل.

المجاعة والموت يغزوان تيجراي

وأضافت الصحيفة: "المجاعة والموت يغزوان منطقة تيجراي التي تعيش تحت حصار مستمر منذ نوفمبر 2020 ،نتيجة الصراع الدائر بين قوات جبهة تحرير تيجراي والجيش الإثيوبي الذي تقوده الحكومة المركزية، ولكن الآن، في مواجهة تصاعد الهجمات العسكرية توقفت المساعدات الإنسانية عن الوصول إلى المنطقة التي دمرتها الحرب بسبب التهديدات التي يتعرض لها عمال الإغاثة". 

وتابعت" منذ بداية الصراع ، قُتل الآلاف من المدنيين وعمال الإغاثة بوحشية، ففى منتصف العام الماضي، قُتلت ماريا هيرنانديز، منسقة الطوارئ في تيجراي لمنظمة أطباء بلا حدود، ويوهانس هاليفوم رضا، نائب المنسق، وتيدروس جبريماريام، سائق، قُتلوا أثناء مساعدة السكان المتضررين من النزاع في المنطقة، حتى اليوم ، لا تزال المسؤولية عن جريمة القتل والظروف المحيطة بهذا الحدث الرهيب غير واضحة". 

استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب  جعل الصراع دمويًا 

ولفتت إلى أن الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان التي ترتكبها الحكومة الإثيوبية، ويشمل ذلك استخدام العنف الجنسي كسلاح حرب، وعزل الناس في معسكرات اعتقال على أساس أصلهم العرقي، جعلت هذا الصراع دمويًا بشكل خاص. 

ونوهت إلى أن منظمة الصحة العالمية نددت بـ الحصار الإنساني المفروض على تيجراي، حيث وصف مديرها العام، تيدروس أدهانوم ، وهو من مواطني المنطقة، مؤخرا الوضع هناك بـ"الجحيم وإهانة للإنسانية". 

ونقلت عن أدهانوم قوله "إنه أمر مروع ولا يمكن تصوره في عصرنا ، في القرن الحادي والعشرين ، أن تحرم الحكومة شعبها من الغذاء والدواء والسلام للبقاء على قيد الحياة لأكثر من عام"، مشيرا إلى أنه في الوقت الحالي، وعلى الرغم من ارتفاع حجم الاحتياجات الإنسانية التي تواجه السكان في العديد من مناطق البلاد، لا تزال المنظمات غير الحكومية والوكالات الحكومية غير قادرة على توسيع نطاقها لتلبية هذه الاحتياجات المتزايدة.

وفي ختام تقريرها، ذكرت الصحيفة الإسبانية من أن الاتحاد الأوروبي كان قد حذر قبل أسبوعين من أن تجدد الصراع المسلح في إثيوبيا يهدد بزعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي بأكملها، والتي يزيد عدد سكانها عن 200 مليون نسمة وتعاني بالفعل من توتر عمليات النزوح السكاني بشكل كبير. 

وبينت أن الصراع الإثيوبي أدى حتى الآن إلى فرار أكثر من مليوني شخص إلى دول أخرى بحثًا عن ملاذ آمن، وفقًا لبيانات المفوضية الأوروبية.