رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الأورومتوسطى: أنتساب طوائف الصوفية لشيخ معين هدفه تلقى الإيمان والقرآن كما تلقى الصحابة

رئيس الأورومتوسطى
رئيس الأورومتوسطى

 نبه الدكتور منير القادرى بودشيش رئيس المركز الأورومتوسطى لدراسة الإسلام اليوم، الى إفلاس القوى المادية ومعها جميع المذاهب الفلسفية الغربية في تحقيق السعادة والإطمئنان الروحي للإنسان وإيجاد حلول واقعية ناجعة لحاضرنا، وذلك من بحار معانيه وأسراره بأن العقل البشري محدود المكونات، وأن أولي الألباب العارفين بالله فائزون ومنعمون بمعرفة الله تعالى، لأنهم انشغلوا المتأزم المريض بانعدام التوازن بين المادة والروح، جاء ذلك خلال مشاركته فى ليلة الوصال الصوفية رقم 87 والتى تنظمها مشيخة الطريقة القادرية البودشيشية بالتعاون مع مؤسسة المتلقى. 

وأبرز في نفس السياق قوةَ تيقن الفلاسفة الذين أسعدهم الله فولجوا إلى رحاب التصوف واغترفوا بطهارة القلوب مما سوى الحق تعالى وهذبوا النفوس وجادوا بالأرواح والعشق الإلهي فجاد عليهم الكريم الرحيم بأنوار وأسرار معرفته  مصداقا لقوله تعالى"واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شيء عليم"( سورة البقرة، الآية 282 ).

و انتقد "القادري" في نفس المضمار مبالغة بعض الفقهاء في الإنكار على الصوفية ووسْمِهم بالمروق ومخالفة ظاهر الشرع، مُشيدا في نفس الوقت بإنصاف الأئمة الكبار من رجال الفقه الذين أجَلوا رجال التصوف واعترفوا لهم بالفضل والمكانة العالية، موردا قول الشيخ ابن تيمية في الجزء السابع من( كتابه الفتاوى) : "والصُّوفيَّةُ مجتَهِدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله، ففيهم السابق المقرب بحسب اجتهاده، وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين، وفي كل من  الصنفين من قد يجتهد فيخطئ، وفيهم من يذنب فيتوب أو لا يتوب.

وأوضح " القادرى" أما انتسابُ الطائفة إلى شيخ معين دائما فلا ريب أن الناس يحتاجون من يتلقون عنه الإيمان والقرآن كما تلقى الصحابة ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، وتلقاه عنهم التابعون، وبذلك يحصل اتباع السابقين الأولين بإحسان، فكما أن المرء له من يعلمه القرآن  فكذلك له من يعلمه الدين الباطن والظاهر"، وبقول ابن القيم في كتابه «طريق الهجرتين »: " ومنها أن هذا العلمَ التصوفَ هو من أشرف علوم العباد وليس بعد علم التوحيد أشرف منه وهو لا يناسب إلا النفوس الشريفة" وبقول الإمام مالك رحمه الله: "من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق، ومن تصوف ولم يتفقه فقد تزندق ، ومن جمع بينهما فقد تحقق."