رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات خاصة

حكايات خاصة.. ماذا يرى الشباب بعد تناول عقاقير الهلوسة؟

عقاقير الهلوسة
عقاقير الهلوسة

يعتبر كثير من الشباب أن تناول الحبوب المخدرة بمختلف أنواعها، الباب الأسهل للابتعاد عن الواقع إما بدافع الفضول، أو هربًا من مشكلات يومية أو رغبة في السعادة والشعور بالنشاط والقوة.

وأصبح هناك ما يسمى حبوب الهلوسة ذلك الاسم الذي قد يبدو مألوفا، ويصل سعر القرص منها لـ٤٠ دولارًا وتعد أقوى تأثيرا ومن السهل إدمانها، كما أن بعضها غير مدرج على جدول الممنوعات الكيميائية في مصر.

«الدستور» استمعت لحكايات لعدد من الشباب الذين تناولوا حبوب هلوسة جعلتهم يتوهمون أشياء ليست موجودة.

«محمود.س» 30 عامًا، تعاطى حبوب «الفيل الأزرق» هربًا من من مأساته بعد وفاة شقيقه الأصغر، في حادث سيارة، فبعد أن جرب معظم أنواع الخمور ليغيب عقله، نصحه أحد أصدقائه باللجوء إلى عقار الهلوسة «DMT» ليستعيد ذكرياته مع أخيه، فبدأ بالفعل في أخذ حبات منه بشكل متواصل كنوع من المهدئ.

يروى الشاب ما رآه: «شفت حاجات مش موجودة على الأرض، زي كلاب سوداء بتجري، وإنسان متعلق على حبل مشنقة وبيموت، وكان فيه حاجات شبه المسخ والجن، كنت بحاول أقف أو أمسك الحاجات دي لكن ماكنتش بقدر، وأصحابي قالولي إني كنت بصرخ وبضرب رأسي جامد، عشان كدة مقدرتش أكمل فيها».

٣ حبات كانت كفيلة بتحويل حياته إلى جحيم، لم يستطع الخلاص منها إلا بدخول مصحة نفسية، عانى فيها كثيرًا وكان يضرب الممرضة ويسب جميع الأطباء، بل إنه في إحدى المرات حاول الانتحار، بعدما أصابته حالة اكتئاب شديدة، من هول ما كان يشاهده، خصوصا أنه رأي في إحدى المرات أخاه الصغير غارقًا في دمائه ويستغيث به.

ويختتم: «لحد دلوقتي وبعد العلاج أنا مش إنسان طبيعي، إيدى بتترعش، والدكاترة قالوا إن فيه أعصاب اتحرقت في إيدي من الخوف، غير الكوابيس وإحساسي إن قلبي مقبوض دايمًا.. الحباية دي محدش خدها ومطلعش خسران».

وتبنت مصر خطة لمواجهة الإدمان والمخدرات بشكل عام منذ زمن بعيد، حيث تم إنشاء صندوق مكافحة وعلاج الإدمان بنسبة 31 ألف متطوع، وزاروا 130 ألف منزل لتوعية الأسر، واستهدفت أكثر من 44 ألف أسرة خلال عام 2021، وتم تقديم العلاج بالمجان لـ 6 آلاف مريض إدمان، وتشغيل 5 عيادات لاستقبال طالبي الخدمات العلاجية.

وعلى صعيد البرامج الوقائية، أطلقت مصر مبادرة "أنتَ أقوى من المخدرات"، والتي تم تنفيذها على 7 مراحل بمشاركة نماذج فنية ورياضية وساهمت في زيادة أعداد المتصلين بالخط الساخن لعلاج الإدمان بنسبة بلغت 400 بالمئة.

وأيضًا مبادرة «قرية بلا إدمان» بهدف توعية الأهالي بخطورة المخدرات في 18 محافظة، بالإضافة لمبادرة «قرارك» توعية العاملين بالمؤسسات والمصالح الحكومية بأضرار المخدرات، وقد شملت 500 ألف موظف منذ إطلاقها حتى الآن.

وتم تقديم الخدمات العلاجية مجانًا وفي سرية تامة لـ 813.1 ألف مريض إدمان بالمراكز العلاجية خلال الفترة من 2014 لـ 2021، بالإضافة لزيادة عدد مراكز علاج وتأهيل مرضى الإدمان بنسبة 133.3 بالمئة، والتي وصل عددها لـ 28 مركزًا عام 2021 مقارنة بـ 12 مركزًا عام 2014.

«ياسر.م» ٢٥ عامًا، لم تختلف تجربته إذ اتجه إلى حبوب «الفيل الأزرق» بعدما ذاع صيتها بين الشباب، ودفعه الفضول إليها، فأخذها، وبعد ٥ دقائق شعر كأنه ينام واقفًا، وبدأت الخيالات تغزو عقله وعينيه، ويروى ما شاهده: «زي ما أكون في حلم، ما بين الوعي واللاوعي، وكل مرة كنت باخدها بقيت بشوف حاجات حسب حالتي النفسية، والأغلب كنت ببقي متضايق وبتكون الرحلة مرعبة، وبوصل لدرجة إني بحس بسكرات الموت بمعنى الكلمة».

وأضاف: «شفت ألوان غريبة، وحيوانات مركبة على وجوه بشر، وأناس يجرون ونيران تحيط بدائرة الحل، بمجرد ابتلاع الحبة الصغيرة الزرقاء، ومع توالي مرات تعاطيها فقدت النطق، وعشت لفترة طويلة في حالة من الهلع والخوف، إلى أن خضعت للعلاج النفسي».