رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف حققت السياحة عائدات أعلى في العام الجاري رغم متحور أوميكرون؟

السياحة
السياحة

يواجه العالم في الوقت الحالي تحدي في محاولة التكيف بشكل أو بآخر مع فيروس كورونا وتحوراته المختلفة التي تظهر كل فترة وأخرها متحور أوميكرون والذي وصفه الأطباء بالأكثر والأسرع انتشارًا، وكانت مصر من بين هذه الدول التي طبقت سياسات غير مسبوقة في مواجهة الوباء مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية للحد من انتشاره وفي نفس الوقت فتحت المجال مفتوحًا لمعظم الأنشطة والمهن كتطبيق واقعي للمعايشة مع الفيروس الذي لا مفر منه.

وهذه السياسية التي استطاعت مصر في تطبيقها للتعايش مع الظروف التي فرضها علينا فيروس كورونا المستجد استطاعت أن تحقق نجاحات عدة على مستوى الكثير من المجالات ولكن يمكن القول أن أهمها هو الإنجاز الملموس والبسيط الذي حققه قطاع السياحة خلال العام الماضي والوقت الجاري باعتباره أكثر القطاعات الذي تضرر مع بداية الأزمة.

في تصريح محمد عثمان رئيس لجنة تسويق السياحة الثقافية، قال إن «عائدات السياحة المصرية خلال الموسم السياحي الشتوي الجاري أعلى من العام الماضي، ورغم ذلك لم تصل إلى حجم الإيرادات التي تحققت عام 2019 قبل ظهور جائحة كورونا، لافتًا إلى أنّ تلك الجائحة كبدت صناعة السياحة العالمية أكثر من 4 تريليونات دولار خسائر وفقد بسببها الملايين وظائفهم بسبب حالة الركود».

ويمكن القول أن هذا التحسن الملحوظ هذا العام عن بداية الجائحة في قطاع السياحة جاء بسبب الكثير من المجهودات والمشاريع التي نفذتها القيادة السياسية، وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي على مدار العام الماضي كاملًا للسعي من خلالها إلى إعادة الروح من جديد في السياحة المصرية التي تكبدت الملايين مثلها مثل العالم أجمع ولكن هنا كانت الإرادة والعزيمة المحفز الأكبر لبث الروح وتشجيع عودة حركة السياحة من مختلف دول العالم بشكل كبير. 

حفل المومياوات الملكية 

جاء موكب المومياوات الملكية والذي تم في أبريل من العام الماضي وشهده العالم  أجمع كشعلة إنطلاق ليرى مدى التطور الذي تشهدها السياحة المصرية، حيث تم نقل 22 مومياء تعود إلى عصور الأسر الـ17 و18 و19 و20، وأبرزهم مومياوات الملوك رمسيس الثانى وسقنن رع وتحتمس الثالث وسيتي الأول وحتشبسوت وميرت آمون، في رحلتهم من مقر بالمتحف المصري في التحرير إلى المتحف القومي للحضارة بمنطقة عين الصيرة  وكان في استقبالهم الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

ثم افتتح الرئيس السيسي  المتحف القومي للحضارة ويقع  بالقرب من حصن بابليون ويطل على عين الصيرة في قلب مدينة الفسطاط التاريخية بمنطقة مصر القديمة بالقاهرة، وهو أول متحف يتم تخصيصه لمجمل الحضارة المصرية؛ حيث ستحكي أكثر من 50 ألف قطعة أثرية مراحل تطور الحضارة منذ أقدم العصور حتى العصر الحديث. 

وأكد خبير الأثار أحمد صالح أن هذه الاحتفالية المهيبة الذي شهدها العالم أجمع تمثل تسويق وترويج هائل للسياحة المصرية وجذب هائل للسياح لزيارة مصر لمعرفة تاريخ المومياوات التي تم نقلها والتعرف على متحف الحضارة الجديد.

وأوضح صالح، في تصريحات لـ«الدستور»، أن متحف الحضارة يعتبر من أقدم المتاحف الموجودة لإمكانياته المرتفعة وخاصة فيما يتعلق بـ المومياوات لأنه يملك وحدات الـDNA ووحدات نيتروجينية، والسيناريو الخاص به جيد جدًا ويمثل جذبا هائلا للجمهور. 

عودة السياحة الروسية من جديد 

وبعد توقف دام لأعوام  للسياحة الروسية إلى مصر استطاعت القيادة السياسية أن تعيد أواصر الود بين كلا البلدين في لتعود الحركة التي كانت تمثل الأكثر نسبة من السياح زيارة إلى مصر من جديد. 

وعلق الخبير السياحي مجدي سليم على هذه الخطوة قائلًا إن السياحة الروسية كانت هذ الأكثر وجودًا بكثافة قبل توقفها حيث وصل نسبة الوافدين منها إلى 3 ملايين سائح في السنة، كان اكبر عدد نسبة سياح في مصر لذا عودتها من جديد يمثل أهمية كبرى لقطاع السياحة.

وأكد أن ما شجع هذه العودة إلى جانب زيادة الوفود من الدول الأخرى هو الإجراءات الاحترازية الوقائية المميزة التي تتخذها مصر في المطارات وفي الفنادق وفي المناطق السياحية وتؤكد للسياح توافر الأمن والأمان فيما يتعلق بالإصابة بفيروس كورونا، وبالتالي شجعت على زيادة الوفود السياحية إلى مصر. 

تطعيم العاملين في قطاع السياحة بلقاح كورونا 

وضعت القيادة السياسية وبالأخص وزارة الصحة ضرورة تطعيم العاملين في قطاع السياحي على رأس أولوياتها مع توافر التطعيم بلقاح كورونا حيث تقرر تطعيم كافة العاملين وكانت البداية بمحافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء باعتبارهما من أكبر وجهتين سياحيتين في مصر حيث تستقبلان 65% من السياحة الوافدة إلى مصر.

ويشمل ذلك جميع العاملين داخل الفنادق والمنشآت السياحية ومراكز الغوص والقرى السياحية والسفاري وكذلك العاملين بالمحلات والبازارات والمقاهي والمطاعم السياحية، ومكاتب السياحة، وكذلك تطعيم العاملين بالمطارات الجوية والموانىء البحرية بالمحافظتين.

حفل طريق الكباش 

جاء ختام العام مع بافتتاح الرئيس السيسي طريق المواكب الملكية وإعادة إحياء طريق الكواكب الفرعونية بين معبدي الأقصر والكرنك  والمعروف بطريق الكباش، وبالفعل تم الافتتاح في حفل مهيب شهده العالم أجمع.