«طلعت» يرسم بفمه بعد فقد ذراعيه في بني سويف (فيديو)
لم يفقد طلعت نبيل، صاحب الـ 52 عاماً، والمقيم بقرية الديابية التابعة لمركز الواسطى شمال بنى سويف، الأمل والأحلام، بعدما فقد ذراعيه الاثنين منذ 40 عاما، عندما كان يلهو في محل عمل والده بطريق البحر الأحمر – قنا، حيث انفجر بعض من مخلفات الحرب، ليفقد ذراعيه في ذلك الوقت، وتبدأ حياته الجديدة في الرسم باستخدام الرصاص والفحم.
"الحمد الله ربنا اللي عايزه بيكون فأهم شيء قاعدة الإيمان" بتلك الكلمات بدأ طلعت نبيل كلماته بعد فقد ذراعيه واستكمال تعليمه.
وأضاف: “كنت اصطحب برفقتي أحد إلى المدرسة، لمساعدتي في الكتابة، وبدأت في الكتابة بفمي بعد 4 سنوات من الإصابة والرسم”، مؤكداً أن ليس لديه صعوبات في عمله سوى قلة الإمكانيات في عمله، حيث يقوم بالرسم مستخدماً الرصاص والفحم، وأنه قام برسم بعض الشخصيات مثل عباس العقاد وأحمد عرابي ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وغيرهم من الشخصيات.
وأكد "نبيل" لـ “الدستور” أنه كان يشارك في معارض ثقافة بنى سويف قبل الحريق الشهير عام 2005 ببعض الرسومات، وأنه يعاني من الصعوبات منذ فقد ذراعيه في التنقل من منزله إلى مكان عمله بإدارة الواسطى الاجتماعية وركوب السيارات، حيث ترافقه نجلته الصغرى في تنقلاته للتسهيل عليه، مطالباً الدولة ووزيرة التضامن الاجتماعي ببحث حالته وصرف طرف صناعي للتسهيل عليه في حركته وتنقلاته.
وأشار طلعت نبيل إلى أنه عندما يقوم برسم صورة قديمة وتكون الملامح غير ظاهرة أقوم باصطحاب أقرب شخص من العائلة وأقوم بجلوسه أمامي لرسم الصورة حتى تكون أقرب للحقيقة، وأقوم بمونتاج الصورة على جهاز الكمبيوتر، حيث أجيد استخدامه في تصميم الصور الخاص بي.
وأكد أنه حصل على إشادة العديد من المحافظين عند زيارتهم للمعارض التي شارك فيها ببعض أعماله وكان كلامهم له: "أنت عملت الصورة دي أزاي" مؤكداً أنه لم ييأس، وأنه يعمل دائماً على تحقيق ما يحلم به على الرغم مما يعانيه.
وأوضح أنه يعمل دائماً على رسم صور ليس لها أصل أمامه، أنما الأصل في ذاكرته، و"أن التصوير يحتاج دائماً إلى البال الرايق لكى تخرج الصورة في أبهى شيء".
بث مباشر
