رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حياة» ليست الوحيدة.. من يحمي النساء من اعتداءات الأزواج في مصر؟

اعتداءات الأزواج
اعتداءات الأزواج

معاناة شديدة تواجهها الكثير من النساء المتزوجات في مصر، بسبب اعتداء أزواجهن عليهن بالضرب، وعدم وجود قانون يحمي الزوجة من عنف زوجها، وكذلك إلقاء الأهل اللوم في أغلب الحالات على الزوجات، لذلك يلجأن عادة إلى إطلاق الاستغاثات من أجل حمايتهن وتوفير حياة آمنة لهن.

وكل فترة تثير سيدة تتعرض للاعتداء الزوجي الأزمة، ويتم وقتها إطلاق التنبيهات بضرورة وجود قانون يحمي النساء من العنف الزوجي، ومن ثم تهدأ الأزمة بلا حلول حتى لا تلبث وتتحدد مرة أخرى بضحية جديدة.

وكان آخر تلك الأزمات ما تعرضت له فتاة تدعى حياة عبدالله، ظهرت في بث مباشر على صفحتها الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، تستغيث من اعتداء زوجها المتكرر عليها وفقًا لما قالته في البث المباشر، ويظهر على وجهها علامات لكدمات وآثار ضرب واعتداء.

وظهرت السيدة في البث المباشر وهي تختبئ داخل غرفة جالسة على الأرض خلف باب مغلق، وتقول لزوجها: "أنا قاعدة مش هنزل بالطريقة دي، مش هخرج لك"، ويرد عليها من الخارج قائلًا: "ممكن تفتحي الباب نتكلم"، ثم ردت مرة أخرى: "الكلام اللي يتقال من ورا الباب ممكن يتقال وأنا كده".

وبصوت منخفض لا يسمعه زوجها تقول حياة لمن يشاهد البث المباشر "الحقوني" فيما يقول هو "يا رب معملتش حاجة يارب استغفر الله"، فردت عليه: "معملتش حاجة أنت مفيش حاجة معملتهاش".

انتشر البث المباشر الخاص بالسيدة حياة عبدالله في نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وعمل على مشاركته الآلاف من الناس الذين حاولوا مساعدة السيدة لوقف التعذيب التي تعيش فيه بسبب زوجها بحسب ما ظهرت في البث المباشر.

ولم تكن حياة هي السيدة الوحيدة التي تتعرض للعنف الزوجي في مصر، فهناك الكثير من السيدات، وتستعرض "الدستور" في التقرير التالي حكايات عن سيدات يتعرضن للعنف الزوجي في مصر.

منار.خ، ٢٤ عامًا، تزوجت منذ أربع أعوام ولديها طفلين، تعاني من زوجها والعنف الواقع عليها منه منذ وقت طويل، والذي تفاجئت بشخصيته وتحوله كما تصف بعد الزواج، فبدأ في تعنيفها وضربها حتى وصل الأمر إلى التعذيب كما تقول.

قالت: "بعد أول سنة زواج بدأ جوزي يضربني ويعاني معاملة مختلفة، سواء في الشارع قدام الناس أو قدام أهله، ويغلط فيا وكنت بعدي الأمور كلها عشان أولادي ولما كنت بلجأ لأهلي كانوا دائما يجيبوا اللون عليا وإني بعصبه".

أضافت: "الأمر تطور وبدأ يستخدم حاجات في ضربي زي أسلاك الكمبيوتر لدرجة فيه مرة ضربني لحد ما دماغي نزفت وبان عليا آثار الضرب والاعتداء وحاولت اعمله محضر كل اللي حواليا لاموني وسعيت في طلاقي منذ ٨ شهور لحد ما أطلقت وحصلت على حريتي".

وتدل الأرقام على عمق الأزمة إذ انتهى مسح التكلفة الاقتصادية للعنف القائم على النوع الاجتماعي الذي أصدره المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء للعام ٢٠٢ إلى أن هناك 5 مليون و600 ألف امرأة يعانين من عنف على يد الزوج أو الخطيب سنويًا.

وهناك 2 مليون و400 ألف امرأة أصبن بنوع واحد أو أكثر من الإصابات نتيجة لعنف على يد الزوج أو الخطيب، وأن مليون امرأة يتركن منزل الزوجية نتيجة العنف على يد الزوج، وتصل تكلفة السكن البديل أو المأوي عندما تترك النساء منازلهن بسبب العنف على يد الزوج تبلغ 585 مليون جنيه سنويًا.

بينما تتعرض نحو 200 ألف امرأة سنويًا لمضاعفات في الحمل نتيجة العنف على يد الزوج، لم يتعد عدد النساء اللائي يبلغن الشرطة بحوادث العنف 75 ألف امرأة.

لم تختلف حكاية سارة.م، ثلاثينية، تزوجت منذ أربع أعوام ولديها طفلة، قالت: "جوزي بيضربني ضرب صعب وفي كل مرة بيحصلي إصابة جديدة لأني ضعيفة جسديًا، وبروح أغضب عند أهلي وبعد فترة يرجع يعتذر ويقول مش عايز البيت يتخرب".

أوضحت أن أهلها دومًا ما يقفون في صفه، مضيفة: "طلبت الطلاق لكن أهلي قالولي معندناش حد بيطلق ولو موتي عندك متجيش زعلانة، لأنهم شايفين إني السبب وبحاول اصبر عشان أولادي ولأن أهلي اتخلوا عني".