رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رضا عطية يحتفي بالتجربة الأثيرة لرحلة الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي

غلاف كتاب
غلاف كتاب

عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة وفي سلسلة "كتابات نقدية" العدد 281 صدر للناقد والباحث الدكتور رضا عطية مؤلفه "أحمد عبدالمعطي حجازي شاعر اليوتوبيا المفقودة" والذي يستهله الناقد بتقدمه وإهداء إلى كل من والديه الراحلين وكل من النقاد أو الناقدين دكتور صلاح فضل والناقد دكتور محمد بدوي والذي يدين لهما بكل الفضل من قبل المؤلف لما لهما من مكانة أدبية ونقدية مرجعية في تثبيت خطاه فيما يخص بعوالم الآداب ونقد الأدب.

الكتاب يقع في ثلاثمائة وأربعة وسبعين صفحة من القطع الصغير ويتوغل في مرجعيات هامة وحيوية في علاقة الشاعر الكبير أحمد عبدالمعطي حجازي بمفهوم الهوية والمؤثرات الأولية والتي آتت نتيجة لبيئته ونشأته بل وتربيته في بيئة زراعية كان فيها بدء المكونات لمسارات ورؤى التحليق والخصوبة والطبيعة في العيش والمنظر والتي كان لها كل التأثير المباشر واللا مباشر في بنية حجازي الشعرية والتوسف في فضاءاته ما بين الانطلاق من الواقع وصولًا لركامات جمة من خصيب الخيال وصنع المجازات والكنايات والتي ميزت شعر أحمد عبدالمعطي حجازي بل وجعلت منه أيقونة شعرية فريدة في عصره وكذلك في قصيدته التي تأرجحت تفاسيرها ومعاتيها مابين الاتساع الوجودي ومساءلة الواقع الحي/ الميت في غالبية دواوين حجازي الذي كتب عن المدينة في "مدينة بلا قلب" وعن الأشجار في أشجار الأسمنت مجازًا ليوسع من معان تفتيت اللحظة وتفكيك العالم ما بين الواقع والخيال وسحر الصورة وعمق البلاغة وبساطة اللغة مع عمق أثير يحلق وتتعدد رؤاة استيلاد جماليات فذة وفريدة تخص ابن المدينة بل وإبن العصر وعصور شتى تجاورت في تجربة الشاعر بداية من تاريخ إلتقاط لحظات الصمت والحيرة والجدل اللا مجدى والمحرك للموهبة واستنفار موهبة الشاعر وجمر فكره المشتبك مع الفلسفي من قبل الواقعي والمعيشي والذاتي الذي يخص العام. 

يوغل المؤلف دكتور رضا عطية في الكثير من محطات ومن قبلها عتبات التأثر لدى الشاعر الكبير كا العلاقة المحيرة واللا يقينية بالزمن/ والتحولات السياسية والوعي الوجودي وعصور الانتصارات والانتكاسات رغم خفوت الفرح وتجلي الحزن الجليل والعظيم الذي صبغ عوالم ودواوين وعناوين الشاعر الكبير فترى طغيات هزيمة يونيو والدولة التاصرية ونقد الشاعر اللاذع والواضح لها في ظل الانكسار قبل الانتصار ومقولات العزة والكرامة والتحرر والكثير مما صبغ التجربة الناصرية العظيمة وإنعكاساتها على الشاعر والمثقف بل وكل من يعمل في حقول الفكر والكتابة وكان من أولهم/ من حمل قيظ وجمر أمانة مجابهة القبح بالجمال والسجون بقصائد الحرية في محاولات للخروج من الوجود المظلم الكئيب المخيف إلى براح الرؤى وجلال الشاعر وفرادة قصائد حجازي والتي لم تزل عالقة بذهن متلقي القصيدة الحداثية في قوامها ورؤاها قبل شكلها إن كان عامودي خليلي أو نثرا قاوم وخلقه الشاعر برؤى ميزنه في تجربة أثيرة تمثلت في عناوين هامة يصعب نسيان مكوناتها ومقوماتها القادرة على العيش كثيرا في الواقع الشعري العربي والمصري قبل القبوع في ذاكرة المتلقي أو المتذوق فما بالنا بالناقد وهو هنا الباحث دكتور رضا عطية الذي يعتبر ومثله كثر من عشاق ومريدى وتجليات الشاعر حجازي وتحديدا في دواوينه الأثيرة/ "أشجار الأسمنت" و"مدينة بلا قلب".