رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خطاب معوض يشارك بـ«أصل الحكاية» في معرض القاهرة الدولى للكتاب

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

يشارك الكاتب والباحث في التراث المصري، خطاب معوض خطاب، في فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب، والمقرر إنطلاقه 26 يناير الجاري ويستمر حتي 7 فبراير 2022، بأحدث كتاباته، والصادر عن دار غراب للنشر والتوزيع، تحت عنوان "أصل الحكاية".

 

وكشف "معوض" لــ "الدستور" عن الكتاب مشيرا إلي: في مصر تختلط حكاية البشر بالأثر فلا تستطيع أن تفرق بين تاريخ المصريين وبين تاريخ الآثار المنتشرة في ربوع مصر المختلفة، والمؤكد أن من وصف مصر بأنها أم الدنيا قد حالفه التوفيق، وقد شهد الكثيرون بمجد مصر وعزها منذ القدم، ولله در القائل: "من لم ير القاهرة فكأنه لم ير الدنيا، فترابها ذهب ونيلها عجب وبيوتها قصور وهواؤها عليل ينعش القلب، وكيف تكون غير ذلك وهي أم الدنيا."

 

وأضاف "خطاب": وتتفرد مدينة القاهرة بين مدن العالم المختلفة بأن أسماء شوارعها تحكي تاريخ أهلها، والجدير بالذكر أن معظم الشوارع والحارات كانت تحمل أسماء الذين سكنوها أو الحرفة والمهنة التي تعرف بها، حيث كان كل شارع وحارة يشتهر بصناعة أو مهنة ما، مثل النحاسين والعقادين والفحامين والصناديقية.

 

وفي هذا الكتاب "أصل الحكاية" نعرض لبعض الحكايات المصرية التراثية من مختلف العصور والأزمان، حيث نتعرض لأصل تسمية بعض الأمثلة الشعبية والأقوال المأثورة وحكاياتها، كما نتعرض لأصل تسمية بعض الحارات والمناطق، بالإضافة إلى عرض لحكايات بعض الأعمال الفنية التي لها أصل في تاريخ مصر عبر مختلف العصور.

 

واستطرد: فمثلا نعرض لحكايات بعض الأمثال الشعبية الشهيرة مثل: "زي القرع يمد لبرة"، ولبعض الكلمات المأثورة والتي أصبحت مع الوقت في منزلة الأمثال مثل: "مقصوفة الرقبة"، و"حسبة برما"، و"الله حي عباس جاي"، وذلك بالإضافة إلى عرض لحكايات القصص الأصلية لبعض الأعمال الفنية الشهيرة، مثل حكاية البطل الحقيقي لفيلم "الكيت كات"، وحكاية البطل الحقيقي لفيلم "الحريف"، وغيرها من الحكايات المتعلقة ببعض الأفلام والمسرحيات والمسلسلات التليفزيونية، وقد اعتمدت في كتابي هذا على عدد من المصادر قمت بإثباتها في آخر الكتاب.

 

ــ الأمثال الشعبية:
وعن الأمثال الشعبية أضاف "خطاب": الأمثال الشعبية المصرية هي ذاكرة الأمة الحاضرة في جميع الأحوال، وهي تعبر بكلمات بسيطة وقليلة عن معان كبيرة، وأحيانا كانت تقال هذه الكلمات بطريقة عفوية وربما كانت تقال عن قصد، ولكنها دوما تعبر عما تعجز الخطب الطويلة والكلام الرنان عن توصيله.

 

والمثل الشعبي يعتبر بمثابة حكمة عفوية البعيدة كل البعد عن التكلف والتصنع، ومما يؤثر أن العرب قديما قالوا: "إن الأمثال هي مصابيح الكلام".


والأمثال الشعبية في الأصل والأساس هي عبارة عن خلاصة تجارب وآراء عدد من حكماء الشعب المصري على مر التاريخ، وبالتالي فقد أصبحت الأمثال الشعبية التي نتداولها بيننا حاليا عبارة عن مزيج من تجارب جميع العصور التي مرت بها مصر والأمثال الشعبية المصرية متشعبة ولها جذور ثابتة في التراث المصري منذ آلاف السنين، فلو أننا قارنا مثلا بين قول الحكيم المصري القديم بتاح حتب: "اقض اليوم في سعادة ولا تجهدن من نفسك، فإن أحدا لن يأخذ متاعه معه"، وبين المثل الشعبي الذي يقول: "ما حدش واخد منها حاجة"، لوجدناهما متطابقين تماما.

 

وفي أغلب الأحوال نجد أن المصريين على مدى الأزمنة والعصور المختلفة، لم يتركوا أي موقف إلا ودللوا عليه بمثل من الأمثال الشعبية، والأمر المثير واللافت للانتباه أن لا أحد يعلم من وضع هذه الأمثال الشعبية المتداولة عبر العصور والأمثال الشعبية لم تترك شيئا إلا وأدلت فيه بدلوها، حتى الصراع بين الرجل والمرأة، فنحن نجد أن الأمثال الشعبية قد فرضت نفسها على هذا الصراع، وأصبح لها الكلمة العليا في أي حوار أو نقاش بين الطرفين.