رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلمى القمص يشرح الخلاف بين الكنائس حول تاريخ عيد الميلاد

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا الأنبا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم، بحلول أول يوم في فترة احتفالات عيد الميلاد المجيد، التي تستمر حتى يوم 19 من يناير الجاري، حيث الاحتفال بعيد الغطاس المجيد.

وتساءل البعض حول ملف ««وحدة تاريخ عيد الميلاد المجيد» بين الكنيستين الأقدم في العالم الأرثوذكسية والكاثوليكية، وهو ما شرحه بشكل مستفيض الباحث حلمي القمص يعقوب، في كتاب يا إخوتنا الكاثوليك، متى يكون اللقاء؟

وقال إنه كان العالم يسير على التقويم اليولياني (الميلادي)، حيث تبلغ السنة 365 يومًا وست ساعات، ويعتمد هذا التقويم على ظهور نجم الشعري اليمانية الذي يُعَد ألمع نجم في السماء بعد الشمس، ويبعث ضوءًا وحرارة أكثر من الشمس بمقدار 26 مرة، ويتم دورته في 365 يومًا وربع اليوم، والذي وضع هذا النظام العالم الفلكي المصري سوسيجينوس سنة 46 ق.م بناء على رغبة الإمبراطور يوليوس قيصر لإصلاح السنة الرومانية، ولذلك سُمي شهر يوليو باسمه، وشهر أغسطس باسم الإمبراطور أغسطس قيصر، وكانت مصر تسير على النظام القبطي القائم أساسًا على هذا النظام اليولياني النجمي، وبذلك كان ميعاد عيد الميلاد واحدًا في جميع العالم تحتفل به مصر في 29 كيهك (وفي السنة الكبيسة 28 كيهك) ويحتفل به العالم 25 ديسمبر.

وأضاف: «ولكن الذي حدث أن علماء الفلك في عصر البابا الروماني غريغوريوس الثالث عشر [1572-1585] وبالتحديد في عام سنة 1582م ظنوا خطأ أن التقويم اليولياني هو التقويم الشمسي الذي يبلغ 365 يومًا وخمس ساعات، وثمانى وأربعين دقيقة وستًا وأربعين ثانية، مما تسبب في فارق زمني 11 دقيقة و14 ثانية».

وتابع:"وأرادوا التصحيح بأثر رجعى، وعوضًا عن أن يحسبوا تاريخ التصحيح من تاريخ سريان التقويم اليوليانى 46 ق.م. حسبوا التاريخ من 325م وهو تاريخ انعقاد مجمع نيقية وتكليف بابا الإسكندرية بتحديد ميعاد عيد القيامة وإبلاغه للعالم كله، فحسبوا الفرق كالآتي:

1582 (السنة التي أجروا فيها التعديل)- 325 (تاريخ انعقاد مجمع نيقية) = 1257 سنة x 14 ثانية 11 دقيقة (الفرق في السنة)= عشرة أيام.

فماذا فعلوا؟ نام الناس مساء 4 أكتوبر سنة 1582 م واستيقظوا ليجدوا أن التقويم تغير إلى 15 أكتوبر سنة 1582م (بفارق عشرة أيام) وفي تلك السنة عيَّدوا عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر فأصبح الفارق بين الكنيسة الشرقية والغربية عشرة أيام وعيدت الكنيسة الشرقية في تلك السنة كالعادة يوم 29 كيهك وهو يقابل 4 يناير.

واختتم: "وأصبح الفرق ساريًا في الكنيسة الغربية (14 ثانية 11 دقيقة سنويًا) فكل 128 سنة يُكوِّن هذا الفرق يومًا، وبذلك أصبح 29 كيهك يختلف عن الغرب بمقدار يوم كل 128 سنة.