رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضهر وسند.. محدودو دخل استفادوا من «حياة كريمة»: انتشلتنا من الفقر

حياة كريمة
حياة كريمة

 

على الرغم من تركيز المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" على المشروعات العامة، التى بدلًا من أن تخدم عشرة أشخاص يستفيد منها مئات الآلاف، فى القرى النائية والفقيرة، لم تغفل فى الوقت ذاته تلبية طلبات العديد من المستفيدين، خاصة محدودى الدخل أو من يعانون ظروفًا معيشية صعبة، مثل الأرامل والمعيلات وذوى الاحتياجات الخاصة. ووفرت مبادرة "حياة كريمة" فى هذا الإطار العديد من فرص العمل لتلك الفئات، وساعدتهم فى الحصول على تراخيص أكشاك لبيع مختلف السلع، أو وفرت لهم قروضًا لفتح ورش خياطة ومكتبات لبيع المستلزمات المدرسية، وغيرها الكثير من المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر.

"الدستور" تحاور فى السطور التالية عددًا من محدودى الدخل، الذين حصلوا على المساعدة والدعم من قبل مبادرة "حياة كريمة"، بالشكل الذى انتشلهم من أمواج الفقر والحياة الصعبة.

 

هند صابر: منحونى كشك وملوه بالبضاعة.. ووفروا احتياجات أولادى

هند صابر، أرملة فى الـ٦٠ من عمرها، من سكان مدينة الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية، تعيش مع والدها فى غرفة بسيطة على سطح إحدى العمارات، فى محاولة منها لتقليل نفقات أولادها الثلاثة، نظرًا لحصولها على معاش ضئيل جدًا.

عانت السيدة "هند" من ظروف معيشية صعبة، فى ظل سوء الوضع المادى للأسرة، بالشكل الذى لم يُمكنها من تلبية احتياجات الوالد والأبناء الثلاثة، خاصة أعباء الدراسة لهؤلاء الأبناء.

وقالت ابنة مدينة الخانكة: "المعاش الذى أحصل عليه من وزارة التضامن الاجتماعى لم يكن يلبى احتياجاتنا الأساسية، من مأكل وملبس ومسكن، حتى أنه فى حال مرض أحد أبنائى، لا أملك أموالًا للذهاب إلى الأطباء وشراء العلاج".

وأضافت أن المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" قدمت لها المساعدة على كل الأصعدة، بداية من منحها كميات وفيرة من المواد الغذائية التى تكفى شهرًا كاملًا، عن طريق فرق البحث الميدانى التابعة للمبادرة.

وواصلت: "أعضاء هذه الفرق الميدانية رصدوا حال الأسرة وسجلوا كل شىء عنها، ثم وفروا لى كميات من المواد الغذائية، وأخبرونى أن هذه الزيارة ستتكرر فى أسرع وقت ممكن، وبالفعل الزيارة تكررت من جديد بعد شهر تقريبًا، وبشرونى بأنهم سيسهلون حصولى على رخصة كشك، حتى يتسنى لى تلبية احتياجات أسرتى".

واستكملت: "فى اليوم التالى، اصطحبتنى مجموعة من الشباب التابعين لمبادرة (حياة كريمة) إلى الحى التابعة له، وقدموا لى طلبًا للحصول على رخصة كشك لبيع المواد الغذائية، وهناك تم استقبالى بشكل جيد، ووعدونى بالاستجابة لطلبى فى أسرع وقت ممكن".

وتابعت: "بعد أقل من شهرين تمت الاستجابة لطلبى، عبر إصدار رخصة الكشك، ودعمتنى المبادرة الرئاسية بشراء كل البضائع اللازمة له"، مختتمة بقولها إن "حياة كريمة" قدمت لها كل ما تحتاج لتربية أولادها الثلاثة، والوفاء بطلبات والدها المسن، وانتشلتهم جميعًا من أمواج الفقر والحياة الصعبة.

فتحية عبدالمتجلى:  فتحت ورشة خياطة أعدت بناتى إلى المدرسة

تعرضت فتحية عبدالمتجلى، ٥٠ عامًا، من قرية "الناصرية" بمحافظة الفيوم، إلى الغدر من قبل زوجها، الذى هرب منذ حوالى ٥ سنوات، تاركًا لها ٣ فتيات تتراوح أعمارهن ما بين ١٥ و١٧ و١٩ عامًا، دون أن يترك لها جنيهًا واحدًا فى المنزل، الأمر الذى جعلها تمد يدها للحصول على صدقة من أهل الخير.

وفى ظل هذه الظروف الصعبة، اضطرت السيدة "فتحية" للعمل فى خدمة البيوت، لكنها لم تبق فيها كثيرًا، فى ظل عمرها الكبير وصحتها المتردية، ولذلك توقفت عن هذا العمل تمامًا، وبدأت فى البحث عن أى فرص لعمل آخر.

حاولت العمل فى كل مكان، لكنها لم تجد أى فرصة مناسبة لها ولظروفها، لذلك ظلت تعيش على الإعانات الشهرية التى تقدمها الجمعيات الخيرية، بالتزامن مع استمرارها فى البحث عن زوجها، أملًا فى أن تجده فى أى مكان فيشاركها تحمل عبء الحياة الكبير. وقالت السيدة "فتحية": "لم أجد زوجى كما توقعت، لذلك اضطررت لدفع بناتى للعمل فى العديد من المجالات، فمنهن من عملت فى أحد المحال التجارية، والثانية والثالثة عملتا فى مصنع ملابس، ومن خلاله تعلمتا طرق قص القماش وتصميمه وخياطته".

وأضافت: "تركت بناتى الثلاث دراستهن، لأنهن لم يستطعن التنسيق بين العمل والدراسة، وكنت أدعو الله يوميًا أن ينقذنا من هذه الدوامة التى هدمت كل ما بنيناه، أو أن تحدث المعجزة ويظهر الأب".

وواصلت: "ظلت حياتنا على هذه الحال، حتى جاء المنسقون الميدانيون لمبادرة (حياة كريمة)، فجلست معهم وشرحت حال أسرتى، والمشكلات التى تواجهها، وناشدتهم أن يحموا بناتى من هذه الدوامة، وألا يتركوهن، فوعدونى أنهم مش هيسيبونا". سأل منسقو "حياة كريمة" السيدة "فتحية" إن كانت تستطيع إدارة ورشة خياطة، فأجابت بـ"نعم"، مشيرة إلى أنها عملت فى هذا المجال قبل زواجها، كما أن اثنتين من بناتها الثلاث عملتا فى مصنع ملابس وتمتلكان خبرة كبيرة. وقالت ابنة قرية "الناصرية": "أخذوا منى الأوراق المطلوبة، وأخبرونى بأن أتوجه إلى بنك ناصر فى اليوم التالى، لتقديم طلب للحصول على تمويل مشروع متوسط أو متناهى الصغر". وأضافت: "كنت أشك فى تنفيذ المشروع على أرض الواقع، وفى إمكانية الموافقة على منحى القرض، لكننى فوجئت بمنحى إياه بمزايا تُناسب وضعى وحالتى المادية". وواصلت: "من خلال هذا القرض فتحت ورشة الخياطة بالفعل، وبدأنا العمل بنشاط وهمة، أنا وبناتى الثلاث، اللاتى اعتبرن الورشة مشروع حياتهن الذى سيعوضهن عما فات، وبعد ٣ أشهر فقط توافرت لدىّ نقود مكنتنى من إعادة بناتى للدراسة من جديد". ووصفت مبادرة "حياة كريمة" بأنها باب نجدة لعدد كبير من الأهالى، يساعد فى إنقاذهم من ضغوط الحياة وتقلباتها التى لا يسلم منها أحد، موجهة الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى على إطلاقه هذه المبادرة، وكذلك لكل القائمين عليها، الذين يواصلون العمل ليل نهار لمساعدة أهالى القرى الفقيرة والنائية، وتلبية احتياجاتهم كلها فى أسرع وقت ممكن.

عبدالنبى مجدى: دعمت محلى بمستلزمات لبيع الكتب والكشاكيل والأقلام

وُلد عبدالنبى مجدى، ٢٤ عامًا، من سكان قرية "الجعفرية" التابعة لمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية، بإصابة فى العمود الفقرى، سببت له شللًا فى الجزء السفلى من جسده، وجعلته أسير كرسيه المتحرك.

وفى ظل هذا الوضع، عاش "مجدى" على المساعدات، سواء بدنية لإعانته على الحركة، أو مالية لمساعدته فى تلبية احتياجاته الأساسية، ما جعله يشعر بالضعف وعدم القدرة على العمل و"الأكل من عرق جبينه"، كما قال لـ"الدستور".

وأضاف ابن "الجعفرية": "كنت أحلم بأن أحصل على أى فرصة عمل، أو أنفذ مشروعًا يجعلنى أشعر بأننى على قيد الحياة، ومن خلاله أستطيع شراء علاجى وتلبية مختلف احتياجاتى الشخصية، دون أن أكون عبئًا على أحد من أفراد أسرتى، التى عانت معى كثيرًا منذ مولدى، بسبب مرضى وأزماتى الصحية المتكررة".

وواصل: "زارتنى مجموعة من المبادرة الرئاسية (حياة كريمة)، فأدركت أن حلمى هذا يمكن أن يتحقق، وكل ما علىّ هو تقديم طلباتى وأوراقى، وبالفعل تقدمت طالبًا قرضًا لشراء المستلزمات اللازمة كى أفتح مكتبة لبيع الكتب والكشاكيل والأقلام، فنفذوا طلبى هذا ووفروا لى كل ما أحتاجه".

وأضاف أنه "لأول مرة أشعر بأننى يمكننى أن أعيش حياة هانئة، وأجنى قوت يومى وأتحمل أعبائى الشخصية، دون الضغط على أحد"، موجهًا الشكر للقائمين على المبادرة لمجهوداتهم الكبيرة فى دعم غير القادرين على العمل، ومنحهم فرصًا تناسب وضعهم الصحى.