رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملتقى الحوار يصدر تقريرًا عن جهود الدولة فى تطوير منظومة السجون

سعيد عبد الحافظ رئيس
سعيد عبد الحافظ رئيس مؤسسة ملتقي الحوار للتنمية

أصدرت وحدة البحوث والدراسات بمؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، تقريرًا بعنوان: (الارتقاء الحتمي.. سجون جديدة ونهج عقابي جديد).

وأكد التقرير أن في إطار سعي الدولة للتخلص من السجون القديمة والمتهالكة، وفي إطار تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، بدأت في إنشاء منظومات جديدة للسجون تحت مسمى جديد "مراكز التأهيل والإصلاح"، وكذلك اتخذت الدولة مسار تعديل بعض القوانين المنظمة للسجون.

وأوضح التقرير، أنه كانت الانطلاقة في أواخر عام 2021 عندما افتتحت الدولة مركز وادي النطرون للإصلاح والتأهيل، والذي يعوض الدولة عن 25% من إجمالي السجون في أنحاء الجمهورية، ومن ثم افتتحت في 30 ديسمبر من مركز بدر، ليكون ثانى مركز للإصلاح والتأهيل ويضم نزلاء ثلاثة سجون، ويشمل كلاهما العديد من الخدمات التي تسهل وتوفر سبل الراحة للنزلاء.

وناقش التقرير عددًا من المحاور، أهمها المنظومة القديمة للسجون، موضحًا أن السجون المصرية مرّت بعدة تطورات على مدار أحقاب مختلفة، تتكون جميع السجون من حيث الترتيب من ثلاث درجات، ونص القانون رقم 396 لسنة 1956 بشأن تنظيم السجون على أربعة أنواع من السجون، وهي: الليمانات، والسجون العمومية، والسجون المركزية، والسجون الخاصة، وأشار التقرير إلى أن النوع الأخير من السجون لا ولم يتواجد في مصر. 

ولفت التقرير إلى أنه قد تعرضت هذه المنظومة القديمة للسجون للكثير من النقد بسبب البنية التحتية غير المتينة؛ نظرًا لقدم هذه السجون خصوصًا في المرافق الصحية وما يتعلق بالإضاءة والتهوية. كذلك، تعاني السجون المصرية من عدم الاهتمام الكافي بالأنشطة التعليمية داخل السجون وعدم الاهتمام بجودة التعليم بما يتماشى مع الأهداف المرجوة.

وأوضح أن السجون المصرية تعاني من خلل في ظروف الاحتجاز؛ وذلك لاكتظاظ السجون والعنابر والزنازين بعدد كبير من السجناء في غرفة واحدة دون تنظيم؛ وهو ما يؤثر سلبًا على الظروف الصحية البدنية والعقلية للسجناء. وتعمل هذه السجون المكتظة كأرض لتجنيد الجماعات المتشددة على الطيف الإسلامي الجهادي، حيث يضطر السجناء في كثير من الأحيان إلى مشاركة أماكن سجنهم مع مؤيدي تنظيم الدولة الإسلامية وأعضاء الجماعات الإسلامية المتشددة الأخرى، مما يجعل الأمر سهلاً لمثل هذه الجماعات لتعزيز أيديولوجيتها الراديكالية.

وتطرق التقرير إلى ارتقاء الدولة المصرية بمنظومة السجون، موضحًا أنه منذ الإعلان عن الاستراتيجية الوطنية الجديد لحقوق الإنسان، وتشهد مصر تطويرًا وتعزيزًا لحقوق الإنسان في كافة المجالات والقطاعات، والتي على رأسها قطاع السجون المصرية، حيث شهدت مصر افتتاح العديد من السجون الجديد المطورة علي الطراز الأمريكي، وتهدف السجون الجديدة إلي توفير معايشة كريمة، ورعاية طبية وإنسانية محترمة، وتوفير معاملة إنسانية وآدمية للنزلاء. وتغير مسمى مصلحة السجون التابعة لوزارة الداخلية إلي "قطاع الحماية المجتمعية" بدلًا من "قطاع السجون"، وتغيير اسم "سجين" إلى "نزيل". 

وأوضح أنه من الإيجابيات التي تصب في صالح النزيل أن يتمتع بالإقامة الكريمة، والرعاية الصحية الكاملة، وتوافر سبل الراحة أثناء المحاكمة خاصة في ظل مجمعات المحاكم بمراكز التأهيل والإصلاح، وتعلم الحرف الزراعية، وقراءة الكتب.

وأكد التقرير أنه لمواكبة موجة التقدم والتطور في منظومة السجون المصرية، عملت الدولة على تعديل بعض القوانين الخاصة بتنظيم السجون المصرية، فأتت آخر التعديلات على قانون تنظيم السجون رقم 396 لسنة 1956، وتم تعديل القانون رقم 6 لسنة 2018، كما اُصدر القانون رقم 19 لسنة 2020 بتعديل بعض أحكام القانونين رقمى 396 لسنة 1956 بشأن تنظيم السجون، والمادة رقم 182 لسنة 1960 في شأن مكافحة المخدرات وتنظيم استعمالها والاتجار فيها، حيث تمت إضافة مادة جديدة برقم (52 مكررًا).

وأوصى التقرير بالاهتمام بنظام فحص المحكوم عليهم، سواء من الناحية الطبية أو النفسية أو العقلية أو الاجتماعية، وهذا يتطلب أن يقوم بعمل الفحص والتصنيف جهاز مركزي يتوافر فيه عدد كاف من الاختصاصيين من ذوي الكفاءة العالية.