رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قلق على ورق».. كتاب جديد لمحمد الباز عن 10 شخصيات أثرت الثقافة المصرية

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز

يصدر عن سلسلة كتاب اليوم، برئاسة علاء عبد الهادى، الخميس المقبل، كتاب «قلق على ورق» للإعلامي الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسي إدارة وتحرير جريدة الدستور.

الكتاب يتناول 10 شخصيات أثرت الثقافة المصرية كالتالي: «نجيب محفوظ، سناء البيسي، دكتور أحمد خالد توفيق، وحيد حامد، محمد حسنين هيكل، دكتور طه حسين، دكتور صلاح فضل، دكتورة نوال السعداوي، المفكر السيد ياسين، عادل حمودة».

ومن أجواء الكتاب:
يوضح «الباز»: «أبطال من قلق يمكنك أن تتعامل مع هذا الكتاب على أنه بعض من حكايات تراثنا الأدبي والصحفي والثقافى، فعندما تقرأه ستجد فيه بالفعل كثيرا من الحكايات التى لا تزال ساخنة، رغم مرور عشرات السنين عليها، لكن إذا أردت نصيحتي، فلا يجب أن تأخذ الكتاب على أنه مجرد حكايات، فخلف الحكايات التى يمكن أن تعتبرها مسلية على نحو ما قلق رافق أبطال الحكايات، ولا يزال يراودنا عن أنفسنا، يخترق حياتنا ويؤرقنا ويجعلنا فى مواجهات، نجد أنفسنا معها غير قادرين على حسم قضايا لا تزال مفتوحة، فكيف يمنحنا أبطال القلق الراحة؟».

وأضاف: «أبطال هذا الكتاب هم بعض من أبطالي، تحركوا على خريطتي، ولا يزالون يواصلون مراوغاتهم، أمسكت بهم على صفحات الصحف، وبين سطور الكتب، وجلست أمامهم وجها لوجه، تعلمت منهم، وأردت أن أنقل إليكم بعضا مما قالوه، قناعة منى أن فيما أنقله عنهم دروس لنا في الحياة، لا يدعى أحد من أبطال هذه الحكايات أنه يمتلك الحقيقة المطلقة، على العكس تماما، إنهم يتقدمون نحونا، وهو يحملون تجاربهم على أكتافهم، محاولين أن يدلونا على الطريق من خلال معارك دفعوا ثمنها، ومن يدفع ثمن ما يفعله راضيا مرضيا، يستحق أن نسعى إلى تخليده، إذ يفتح هذا الكتاب ملفات لا تزال ملغزة فى حياتنا الثقافية والفكرية، وأعتقد أن به من الجديد ما يعيننا على الفهم الذي هو غايتنا جميعا».

دروس في الصحافة
وعن رأيه في طه حسين: «فهذا هو طه حسين يعلمنا دروسا في الصحافة، ويدلنا على ما يجب أن تقوم به الصحافة اليومية من تنوير وإفشاء للمعرفة، وقبل أن يغادرنا، يعلمنا درسا مهما في الاختلاف، الذى يجب أن تتسع له صدورنا، فيمكن أن نختلف مع بعضنا البعض، لكن لا يمنعنا هذا من أن نظل أصدقاء».

وبشأن نجيب محفوظ: «ويأتينا نجيب محفوظ الذى رغم رحيله منذ ما يقرب من خمسة عشر عاما، إلا أنه لا يريد أن يهدأ أو يمنحنا فرصة لالتقاط أنفسنا، فنفتح معا ملف الظلم الذى تعرض له، ومن حقه علينا أن نساهم فى رفعه عنه، ثم يمنحنا هيكل قيمة وأهمية أن ندافع عما نختلف معه ونمنحه فرصة النشر، فلا يستحق من عاش لنفسه ولمجده فقط».

واستطرد: «ونتوقف قليلا مع الكاتب والناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، الذى يقدم لنا اعترافات عارية عن حياته، واضعا بذلك منهجا فى كتابة السيرة الذاتية، التى لا تكتمل إلا بالصراحة المطلقة، وأعتقد أنه يقدم لنا درسا فى فن التطهر الذي نحتاجه جميعا»، وقبل رحيله يمنحنا الكاتب الكبير السيد يسين وصيته بأن نحافظ على مصر وجيشها، وألا نسير خلف من يحاولون أن يهدموا البلد لا لشيء إلا لأنهم لا يفهمون».

فضيحة لجماعة الإخوان 
وفي ذات السياق، أوضح «الباز» في كتابه: «ولا تغادرنا الدكتورة نوال السعداوى إلا بعد أن تضيف إلى جماعة الإخوان الإرهابية فضيحة جديدة، فقد تقولوا عليها، ونسبوا لها ما لم تفعله، لكنه تركت لنا ما يمكننا أن ندافع عنها وهي في قبرها»، مضيفًا: «ومن منصته الخاصة يقدم لنا الفيلسوف الكبير مراد وهبة محاكمة فلسفية لجماعة الإخوان، وهى المحاكمة التى لم تبق على شئ منها، لكن يا ليت قومى يعلمون، ورغم اغتياله إلا أن الكاتب الأردنى ناهض حتر يقودنا إلى معركة فكرية كبرى، نحافظ من خلالها على معنى الله الحقيقى فى قلوبنا، وكيف يجب أن نخلص هذا المعنى من أسر من يتاجرون به بشجاعة ودون تردد».

وعن الدكتور داهش: «وفى رحلة ممتعة نتوقف عند الدكتور داهش، الذى يلقبه مريدونه بأنه نبى القرن العشرين، لنعرف أن الحياة لا تتوقف عن مفاجأتنا بما لا يمكننا أن نستوعبه، وعلى هامش معركة تفجرت جولاتها بعد وفاة الكاتب المدهش أحمد خالد توفيق، يمكننا أن نمسك بحقيقته، وماذا كان عليه، وهل بالفعل جعل الشباب يقرأون؟، وكيف عاش متألما؟، ولم يكن صعبا أن نرصد خيانة قراءة له».

وفي وصلة من المحبة الصادقة، أكد «الباز» في كتابه: يمكننا أن نتوقف مع الكاتبة الكبيرة سناء البيسى التى منحت حياتها لمهنة لا نتردد فى أن نمنحها حياتنا لتبقى، لنتعرف عليها وعلى ما أضافته إلينا دون أن تمن علينا بشيء، وبالقرب من الكاتب الكبير عادل حمودة نقف، لنعرف قيمة أن يخلص الإنسان لمهنته حتى لو كانت سببا فى خسارته راحته واستقراره وسلامه النفسى، لكنه يخسر وهو راض تماما عما يفعله، لأنه يؤمن أن الصحافة رسالة وليست مجرد وسيلة لكسب العيش».

وتابع: «في النهاية يقف أمامنا وحيد حامد ملوحا لنا وهو يغادر الحياة بعد أن عرف أن الله يحبه، أعترف لكم أن هذا الكتاب يمكن أن يخدعك، لكن لا تتركه يفعل ذلك».