رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عام خير للوطن وبركة للشعب العريق

كل عام ندعي، لبعض كل عام وأنتم بخير، أيوه ده كويس ولكن يفضل الحلم الكبير بالسعادة والريادة لبلادنا ومش كتير ربنا يحقق آمالنا ويستجيب، جل القدير.
نستقبل بكل تفاؤل في غد أفضل وأمل في كرم الله وتطلع لجهد المخلصين عامًا ميلاديًا جديدًا، عام نتمناه بعيدًا عن الآلام والأوجاع لنا كمواطنين ولقيادتنا الوطنية المخلصة المتفانية في حب الوطن والعطاء للشعب ولوطننا الذي أحبط الكثير من المخططات وصد العديد من المؤامرات التي استهدفت أمنه وزعزعة استقراره.
فرغم أننا قضينا عدة سنوات في ظل جائحة عالمية أثّرت بالسلب على معظم الاقتصاديات الدولية، وكان لها كثير من التداعيات التي عطّلت نسبيًا مسيرة النمو المتوقعة ورغم الآثار السلبية التي مني بها الاقتصاد العالمي إلا أن صمود مؤسساتنا أعطى مؤشرًا إيجابيًا يبعث على الاطمئنان ويشي بطفرات حقيقية منتظرة بمجرد أن يزول شبح الكورونا عن عالمنا.
ومع مطلع عام جديد أميل إلى التبشير بأحداث وفعاليات بشر بها عدد من المسئولين في بعض القطاعات، وهو أمر حضّنا عليه ديننا الحنيف إذ أمرنا بأن نكون مبشرين غير منفّرين، فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا).
ونحن في هذا لا نميل إلى المبالغة أو التهويل ولا ننجرف إلى أسلوب قديم كان يتبع لدغدغة مشاعر الناس، فقيادتنا الوطنية انتهجت أسلوب المصارحة والمكاشفة طريقًا ومنهجًا فحققت بالمصداقية ما كان يستحيل أن تحققه لو قلدت الآخرين في تزييف الحقائق واللعب بمشاعر المواطنين وهناك بعض المؤشرات التي نرى أن من واجبنا نقلها للمواطنين ليعرفوا ماذا ينتظرالوطن من خير في عدد من الملفات المهمة.
ففي قطاع السياحة والآثار- وبعد نجاح الحكومة في استثمار الفعاليات ونجاحها في ترويج تلك الأحداث على المستوى العالمي- ننتظر أحداثًا آثارية في غاية الأهمية خلال العام الجديد، فمصر بل والعالم كله ينتظر بشغف افتتاح المتحف المصري الكبير والذي تشرفت بمحاورة القائمين عليه ورأيت- عن قرب- كمّ الجهد وعبقرية التخطيط وكفاءة التنفيذ، الأمر الذي يشي بمنارة ثقافية آثارية جديدة ستكون مفخرة وطنية نباهي بها ونجذب آلافًا من السائحين المحبين للحضارة المصرية.
كما يصادف هذا العام أيضا ذكرى مرور مائة عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون، كما يكتمل أيضًا هذا العام مرور قرنين من الزمان على فك شامبليون لطلاسم اللغة المصرية القديمة، وفي ظل وجود قيادات سياحية واعية أتوقع أن تواصل مصر استثمار هذه الأحداث المهمة التي ستجعلها تتصدر الأجندة السياحية العالمية على مدار العام.
أما على المستوى الاقتصادي فإن المؤشرات تتنبأ بأن يصبح الاقتصاد المصري ثاني أكبر اقتصاد على المستوى العربي والإفريقي خلال العام الجديد، وذلك بقيمة 438.3 مليار دولار، إذ تشير توقعات صندوق النقد الدولي، إلى إمكانية تحقيق مصر معدلات نمو تصل إلى 5.4% الأمر الذي تؤكده أيضًا تقديرات البنك الدولي، بأرقام ومعدلات قريبة جدًا من ذات الأرقام المتوقعة من صندوق النقد.
أما الحدث الأهم الذي سيشهده العام الجديد فهو الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة بما يستتبعه من فتح آفاق جديدة على المستوى الإداري في الجهاز الإداري للدولة واتباع سياسات تنتهي إلى الارتقاء بالخدمات الحكومية، حيث استخدام آليات حديثة تتسق مع المخطط للعاصمة الجديدة كمدينة تكنولوجية أو ما يتعارف على تسميته بالمدينة الذكية التي ستصبح واجهة لمصر الجديدة التي نحلم بها ولها.
كما تستضيف مصر في أواخر العام الجديد المؤتمر السابع والعشرين للدول الأطراف فى اتفاقية الأمم المتحدة للتغيرات المناخية فيما يعرف بقمة المناخ، الأمر الذي يحقق عددًا كبيرًا من المكتسبات من بينها الترويج لمصر كمركز عالمي لجذب السياحة والاستثمار، فضلاً على الترويج لوجهة النظر المصرية في مجال تغير المناخ وقضايا المياه، والآثار العابرة للحدود لجهود التكيف وخفض الانبعاثات.
هكذا ينبغي أن نستقبل العام الجديد بكثير من التفاؤل والأمل، وكلها آمال مبنية على مؤشرات وأرقام وليست مجرد أضغاث أحلام، فدولتنا تجاوزت مرحلة كانت فيها الأحلام تتجاوز الواقع وتتناقض مع ما يتحقق من العمل وتتنافى مع الإمكانات المتاحة.
إننا اليوم وفي ظل قيادة تتسم بالواقعية أصبحنا أكثر طموحًا في المستقبل ولكنه الطموح المبني على أرقام ومؤشرات واقعية تتميز بالعقلانية وتتسم بالتخطيط، فصارت أحلامنا عبارة عن رؤية واقعية وقراءة علمية للمستقبل، هي رؤية تتسق مع حلم قائد نذر حياته لخدمة وطنه ويسعى لراحة شعب منحه الثقة والتأييد، فبادله الرئيس حبًا بحب وسبقه إلى العمل الجاد فتبعه الشعب مقبلًا على تنفيذ مخططات البناء والتعمير.
تلك هي رؤيتنا للعام الجديد، رؤية لم نبالغ فيها ولم نطلق لخيالنا العنان ولكنها مبنية على مؤشرات وتصريحات للمسئولين الذين تعلموا ألا يبالغوا في الأحلام أو يخدروا الناس بالكلام المعسول فكل كلمة يطلقها مسئول محسوبة عليه ومحاسب عليها من القيادة السياسية التي انتهجت المصارحة مع الشعب سبيلًا فنالت التأييد واستحقت المساندة الشعبية.