رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيروس كورونا.. كأنه «قطعة أثاث» نجهزها للدخول إلى العام 2022!

بحس جمالي نادر، مؤلم، يرسم "أندرو نويمر" عالم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا، طبيعة العلاقة الحميمة، والحميمة جدًا مع فيروس كورونا، يصر على قلب الفراش، ليذكرنا بأنه سيصبح "جزءًا من الأثاث"..!
هذا ما ختمت به "يورونيوز"، رؤيتها الإعلامية، بعد عامين على التفشي الحاد للجائحة.. وقبل مواجهة العالم بالسؤال الصعب "جائحة كورونا إلى  أين؟". 
.. نحن نلعب مع "كوفيد-19"، ومع"فيروس كورونا"، ومع"المتحور أوميكرون".. لعبة بطلها يجتاح العالم، موجة فأخرى جديدة (...) تلتقي  مع تفشي المتحورة أوميكرون. 
هيا بنا  إلى ساحة الرقص مع الجائحة، هي تظهر في هيئة عروس، مع طرحة وزفة. 
هناك اهتمام بالقول جديًا، أن الأمل في أن يبدأ الوباء في التلاشي عام 2022، ممكن ومتاح. 
.. إذا نظرنا جيدا من حولنا، دوليا، نتتبع بالعين المجردة، منحنيات الإصابات، برغم، ومع فرض دول قيودا جديدة لكبح تفشي متحور أوميكرون، السريع الانتشار، بما في ذلك من إصرار على الحد من عدد الإصابات الخيالية وإبعاد المشاهد البشرية المحبطة، والتي سببت الشلل في صور مرايا العالم التي تتشابه.

رئيس منظمة الصحة العالمية "تيدروس جيبرييسوس" يرى صورته في المرايا، يندهش ويصرخ:
-"نحن نواجه شتاء قاسيا آخر".
.. في ذات الوقت، تتماوج الصور والأشباح التي تبث المخاوف، تصطدم مع وهج الحالة الوبائيّة، لنجدهم، "خبراء في الصحة والسلامة العامة والاوبئة"، يقولون :"إننا مجهزون الآن بشكل أفضل بكثير مما كان عليه الوضع قبل عام لمواجهة الوباء، مع وجود مخزون هائل من اللقاحات الآمنة والفعالة إلى حد كبير والعلاجات الجديدة المتاحة" .

.. "يورونيوز" إلى حقيقة عالمية، يتبادل ها صناع القرار، والأطباء، ورجال الهيئات الدولية والاممية  التي تعنى بالصحة، انه :" بعد عام من إطلاق اللقاحات الأولى، أعطيت حوالى 8,5 مليارات جرعة على مستوى العالم".

.. العالم(...)، ونحن منه، ومعه يعمل  بجدية واستمرارية  لإنتاج حوالى 24 مليار جرعة بحلول حزيران/ يونيو2022 وهي أكثر من كافية لجميع سكان الكوكب.


الأمم المتحدة، تتصدر المشهد، ففي متابعاتها وتقاريرها عن أزمة كوفيد-19، تقر بأن حوالى 67 % من سكان البلدان مرتفعة الدخل، تلقوا جرعة واحدة على الأقل من اللقاح، فيما حصل أقل من 10% في المئة عليها في البلدان منخفضة الدخل.

.. ومن على المسرح ذاته، وبين عشرات المرايا الفاضحة، الكاشفة، أطلقت منظمة الصحة العالمية تصريحاته عن الوضع  بأن "فضيحة أخلاقية"، قد تتعمق أكثر إذ تسارع العديد من الدول إلى الاستحواذ على جرعات إضافية للاستجابة للمتحور أوميكرون.

.. واضحت تماما أن الصراع، مع المتحورات وتحولاته ومدى انتشارها؛ ذلك أننا في منطقة من العالم، نترقب، ونحاول الخلاص وفق رعاية الآخر. 
.." المتحور أوميكرون"، يوصف بأنه شديد العدوى، انتشر سريعا، وأحدث تفشيا مخيفا، جديدا حول العالم منذ اكتشف في جنوب إفريقيا  قبل أقل من0 4 يوما، فبانت صورة لتحتل خشبة المسرح: "أكثر مقاومة للقاحات من المتحوّرات السابقة".

.. على أرض الواقع، تشدد منظمة الصحة العالمية على أنه بهدف التغلب على الوباء، يجب أن تبقى الأولوية هي إعطاء الجرعات الأولى للأشخاص المعرضين للخطر في كل أنحاء العالم.

ماذا عن قيام الدول الغنية بإعطاء سكانها الجرعة الثالثة أو الجرعة المعززة؟ 
تلفت منظمة الصحة الدولية، إلى أن: "العالم لن يكون آمنا إلى أن يتمتع الجميع بدرجة معينة من المناعة، ولا يمكن لأي بلد أن يتغلب على الوباء بالجرعات المعززة". 
.. هل يمكن أن نفسر الأمر:
* التفسير الاول:
حملات الجرعات المعززة العشوائية، قد تطيل أمد الوباء بدلا من القضاء عليه، من خلال استحواذ البلدان التي تتمتع بمعدلات تلقيح عالية أصلا على الجرعات المتاحة، ما يمنح الفيروس المزيد من الاحتمالات للانتشار والتحوّر.

*التفسير الثاني:
صاحب هذا التفسير "مايكل راين"، مدير برنامج الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، وفيه قال: إن ظهور المتحوّر أوميكرون دليل على انتهازية الفيروس، موضحا "لقد انتهز الفيروس الفرصة للتطور. أيضا".
*التفسير الثالث:
من مصلحة الدول الغنية أن تحصل الدول الفقيرة أيضا على اللقاحات، بل سيكون من الخطأ الاعتقاد أنه بمجرد تطعيم  الدول الكبرى والغنية لسكانها ستتخلص من المشكلة".
إذا فشل العالم في معالجة مشكلة عدم المساواة في الوصول إلى اللقاحات، فما زال ممكنا أن يكون الأسوأ أمامنا.

*التفسير الرابع:
أن زيادة مستوى التلقيح يجب أن توصلنا إلى نقطة "يستقر فيها كوفيد-19 بنمط أقل اضطرابا".

*التفسير الخامس:
من شأن التردد، في الحصول على اللقاح، أن يزيد من الخسائر البشرية التي راحت ضحية الوباء

تحذر شبكة "يورونيوز"، المدعومة من المجموعة الأوروبية، من يتصور "السيناريوهات الأسوأ" التي تنقلنا إلى عالم الخيال العلمي، فتؤشر لأسوأ أحداث وأزمات الكون: "أن تخرج جائحة كوفيد عن السيطرة وسط وابل ثابت من المتحورات الجديدة، بل إن سلالة منفصلة ستسبب انتشار جائحة ثانية موازية في الوقت نفسه؛ قد يؤدي الارتباك والمعلومات المضللة، إلى "تقليص الثقة في السلطات والعلوم" فيما تنهار الأنظمة الصحية وتنشأ اضطرابات سياسية وأزمات اقتصادية وسوء التغذية وتراجع  الحماية الصحية وانتشار الجريمة".

.. ومن أجل التأمل، الخبراء، لديهم أكثر من سيناريو:
*سيناريو يتوقع أن "تغطية عالمية" أفضل للقاحات قد تعني أن كوفيد-19، رغم أنه من غير المحتمل أن يختفي تماما، سيصير مرضا متوطنا نستطيع التحكم فيه إلى حد كبير مع تفشٍ موسمي أكثر اعتدالا سنتعلم طريقة التعايش معه، مثل الإنفلونزا.

*سيناريو آخر وضعه  أندرو نويمر عالم الأوبئة في جامعة كاليفورنيا، يقول في حيثيات- كما أبيح لنفسي تفسير ذلك- أنه سيصبح  التفشي، وملاحقة الجائحة، مواجهة مباشرة: "جزءًا من الأثاث".
.. وهو سيناريو فيه تخاذل، وجمال في نفس الوقت.

على مسرح "يورونيوز" عشرات الصور المتباينه، لم تجد المخرج الفنان غالبا، ولم تمحَ من الأذهان: مشاهد المرضى الموصولين بأنابيب في مستشفيات مكتظة والطوابير الطويلة من الأشخاص الذين يتدافعون للعثور على الأكسجين لأحبائهم.
.. صورة للوحة إلكترونية رقمية، تعلن رسميا: أودى الوباء بحياة نحو 5,5 ملايين إنسان في كل أنحاء العالم رغم أن العدد الفعلي يرجّح أن يكون أعلى بكثير.

صورة السلطات الصحية الأمريكية، تقلص عزل مصابي كورونا، ممن لا تظهر عليهم أعراض إلى 5 أيام. 
بينما منظمة الصحة، تأمل أن تطوي 2022 صفحة كوفيد-19، مع  أخبار متضاربة عن   منح "ضوء أخضر" للقاح خامس في الاتحاد الأوروبي. 
.. سمعت، من يقول: لدينا الأدوات اللازمة التي قد تجعلنا نتغلب على الوباء.
فقلت، أتتبع أرشيف فيروس كورونا، لأتوقف عند عبارة مقلقة: "لدينا القوة للقضاء عليه في العام 2022، لكن يجب استخدامها بالشكل السليم".
.. بالمناسبة، نستطيع في دول المنطقة والشرق الأوسط، قول ذلك:
- العمل بالشكل الصحيح! 
 

  • [email protected]
  • حسين دعسة، مدير تحرير جريدة الرأي الأردنية