رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاكمة ثعلب

«عندما يتعلق الأمر بالأمن القومي؛ فلا يحدثني أحد عن حقوق الإنسان».. عبارة شهيرة قالها رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون في خطابه في ١٥ أغسطس عام 2011، بأكسفورد شاير بعد أحداث مترو لندن، هو ما تكرر كثيرًا فعله في فرنسا وأمريكا عند مكافحة الإرهاب فرأينا القتل حتى دون أي محاكمة.
تذكرت ما تقوله منظمات حقوق الإنسان واتهاماتها المتكررة والمدفوعة الأجر ضد مصر وتأثرت وأنا أري رجلًا كهلًا في السابعة والسبعين من عمره وهو يشكو من الحبس الانفرادي في أحد السجون شديدة الحراسة، وأنه لا يرى الشمس والهواء إلا بضع ثوانٍ يوميًا عندما يقدم له حراس السجن الوجبات الثلاث التي تسد رمقه بالكاد.
تشككت في عباراته، فالرجل لا يزال متورد الخدين ويتحدث بطلاقة يحسده عليها من في سنه رغم علامات المسكنة والذل التي تكسو وجهه ربما لزوم الموقف الصعب الذي وضع نفسه فيه، ولكن سرعان ما تبددت مشاعر التأثر والشفقة تجاه هذا الكهل صاحب ملامح الذئاب وعيون الثعالب عندما اكتشفت أنه الإخواني المدعو محمود عزت، نائب المرشد العام للإخوان، والمخطط الأول لكل الجرائم اللإنسانية التي تمت ضد أخوتنا في مصر، من تفجير للكنائس وأنابيب الغاز إلى تدمير أبراج الكهرباء وقتل أبنائنا في كمائن الجيش والشرطة دون أي شفقة أو رحمة وبمنتهى الإجرام والوحشية.
لم أجد عندي أي تعاطف له ولا لأمثاله ولم تشفع لهذا المجرم اعترافاته على أماكن البؤر الإرهابية وأسماء كبار الممولين والشركات المشبوهة لينجو من القصاص، فجرائمه أكبر من أي اعتبار.. فيجب أن يكون عبرة لمن لا يعتبر، بل وتذكرت قول الله سبحانه وتعالي (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون) صدق الله العظيم.