رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احذروا القاتل الصامت.. سخان الغاز يحصد الأرواح دون مجهود

سخان الغاز
سخان الغاز

مع حلول فصل الشتاء يبحث الجميع عن مختلف أساليب التدفئة التي تنتهي أغلبها بكارثة إما بمصرع أفراد أسرة بالكامل أو إصابة بعضهم وأبرزها حوادث الاختناق من سخان الغاز. 

وفيات وإصابات مأساوية

وشهدت الأيام الأخيرة عدة حوادث راح ضحيتها عدد من السيدات والأطفال وعروسين نتيجة إصابتهم بالاختناق واستنشاق غاز أول أكسيد الكربون السام، ومن ضمن الوقائع الأخيرة إصابة 5 أشخاص من أسرة واحدة بالاختناق بسبب تسرب من غاز منبعث من السخان في مدينة دمنهور في محافظة البحيرة وهو الحادث الثاني على التوالي بعد وفاة شقيقتين في مدينة دمنهور أيضًا بسبب تسرب غاز من السخان.

تلقى اللواء أحمد عرفات مدير أمن البحيرة إخطارًا من مركز شرطة دمنهور بوصول أسرة مكونة من 5 أشخاص إلى مستشفى دمنهور التعليمي مصابين بأعراض الاختناق

وتبين إصابة «مازن. أ» 46 سنة، و«تغريد. م» 42 سنة، و«رانيا. م» 40 سنة، و«مهند. م» 12 سنة، و«روفان. م» 9 سنوات، والأسرة مكونة من الزوج والزوجة ونجليهما وشقيقة الزوجة.

تم نقل المصابين إلى مستشفى دمنهور التعليمي وعمل الإسعافات الأولية للمصابين وتحسنت حالاتهم.

وشهدت مدينة دمنهور أيضًا وفاة موظفة وشقيقتها نتيجة الاختناق بسبب تسرب غاز من السخان، وأفاد زوج احدى المتوفيتين بأنه عثر على زوجته متوفية في طرقة داخل الشقة بينما عثر على شقيقتها متوفية في الحمام.

ولقيت طفلة بقرية منشأة عبدالرحمن التابعة لمركز  دكرنس بمحافظة الدقهلية مصرعها  اختناقا إثر تسرب الغاز أثناء الاستحمام  وتم نقلها إلى ‏مستشفى دكرنس تحت ‏تصرف النيابة العامة.‏

وكان مدير أمن الدقهلية قد تلقى إخطارًا من مأمور مركز شرطة دكرنس، يفيد بورود بلاغ من إدارة مستشفى دكرنس العام، بوصول الطفلة جني حسن أحمد فرج تبلغ من العمر 11 سنة، جثة هامدة، بادعاء اختناقها من غاز السخان أثناء الإستحمام وتم وضعها في ثلاجة ‏حفظ الموتى تحت تصرف النيابة العامة.‏

وبانتقال ضباط مباحث المركز إلى مكان الواقعة، وبسؤال أسرتها تبين إنها أثناء الاستحمام تسرب الغاز فاختنقت وحاولوا إنقاذها ونقلها إلى المستشفى إلا أن ‏الأطباء في استقبال المستشفى أكدوا وفاتها.‏

ومن أبشع الوقائع التي تسبب بها الغاز القاتل مصرع عروسين في "الصباحية" حيث اختنقا سويًا من غاز السخان وانتقلت قوة أمنية إلى مكان الحادث وناظرت جثماني العروسين وتبين عدم وجود إصابات أو طعنات بهما، وأثبت التقرير الطبي لمفتش الصحة أن الوفاة ناتجة عن الاختناق.

وبالمعاينة والفحص تبين مصرع «إبراهيم .س»، 22 عاماً، وزوجته «رقية .ع» 19 عاماً، ربة منزل، إثر استنشاقهما غاز أول أكسيد الكربون المتسرب من سخان الغاز أثناء استحمامهما بحمام الشقة

 

القاتل الصامت

شرح خبير الأدلة الجنائية طريقة حدوث الوفاة قائلًا إن البخار الناتج من مياه السخان والأدخنة الناتجة من نيران التدفئة أو الدفاية الكهربائية تقوم بتكسير جزيئات الأكسجين من الهواء وتترك فقط غاز أول اكسيد الكربون السام للغاية والذي يرتبط بالهيموجلوبين 3 اضعاف الاكسجين وبسرعة شديدة ويتسلل الي الجسم دون شعور خاصة أنه عديم اللون أو الرائحة أو المذاق فيؤدي إلى ارتخاء بعضلات الجسد وفقدان الوعي وحدوث الوفاة دون أدني مقاومة لعدم الشعور بالألم أو الاختناق.

وأشار الخبير إلى أن الغاز نظرًا لتسببه في ارتخاء العضلات يلاحظ دائمًا على الجثث ابتسامة على وجوههم لذلك سمي بالغاز "الباسم القاتل".

 

إرشادات للوقاية

وقدم خبير الأدلة الجنائية عدة نصائح للمواطنين يجب اتباعها في تلك الفترة خاصة مع برودة الجو ولجوء المواطنين الي طرق التدفئة المختلفة أبرزها التأكد من وجود فتحات تهوية بالمنزل وعدم إغلاق كافة المنافذ للسماح للأكسجين بالدخول وتغيير الهواء وصيانة الأجهزة التي تعمل بالغاز مرة في السنة على الأقل مع ضرورة وجود مدخنة للسخان وإذا كان لا يسمح حجمه بتركيب مدخنة يجب وجود شفاط داخل الحمام، علاوة على مراقبة لون شعلة أجهزة السخان، فاللون الأزرق دليل على أن الاحتراق تام (عدم تكون غاز أول أكسيد الكربون)، أما إذا كان لون الشعلة مختلف (أصفر، برتقالي أو أحمر) يدل على أن الاحتراق غير تام وهو مؤشر على انبعاث غاز أول أكسيد الكربون السام.