رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يهدد حياة الإنسان».. محطات لرصد التغير المناخي والتلوث في مصر

التغير المناخي
التغير المناخي

تصاعد اهتمام دول العالم بقضايا التغير المناخي حول العالم مؤخرا، لاسيما مع زيادة النشاط البشري الصناعي الذي أدى إلى ارتفاع معدلات التلوث البيئي، الأمر الذي جعل حكومات الدول المختلفة وعلى رأسهم مصر، إذ تبحث سبل الحفاظ على التنوع البيولوجي وبقاء الإنسان الذي أصبحت حياته مهددة.

وفي سياق متصل طلب النائب وليد التمامى ونحو 20 عضوًا مناقشة إيضاح سياسة الحكومة حول الإجراءات المتخذة لمواجهة ظاهرة تغير المناخ، ومدى مطابقة هذه الإجراءات مع الأجندة الدولية الموضوعة فى هذا الخصوص وفقا للمعايير المحددة فى الاتفاقيات والمعاهدات الدولية ذات الصلة.

وستستضيف مصر رسميًا مؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ القادم "COP 27" بشرم الشيخ في 2022، وتسعى الدولة إلى تحقيق تقدمًا في مجالات الأولويات مثل تمويل المناخ والتكيف والخسارة والأضرار، لمواكبة التقدم الذي يأمل العالم أن يحققه في جهود التخفيف والوصول إلى الحياد الكربوني.

 

التغير المناخي

يعرف التغير المناخى بأنه تغير فى المناخ يعزى بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى النشاط البشرى الذى يفضى إلى تغير فى تكوين الغلاف الجوى العالمى والذى يلاحظ، بالإضافة إلى التقلب الطبيعى للمناخ، على مدى فترات زمنية متماثلة، وذلك بحسب الأمم المتحدة.

وتكشف "الدستور" في السطور التالية دور مصر في مواجهة أزمة التغير المناخي، لاسيما مع زيادة عدد محطات رصد التلوث في مختلف المدن والمناطق، والذي أكد أساتذة البيئة وخبراء التغير المناخي على أهمية تلك المحطات.

 

113 محطة رصد في مصر

بلغ عدد محطات الرصد بالشبكة القومية لرصد ملوثات الهواء المحيط 113 محطة على مستوى الجمهورية حتى شهر يوليو الماضي، مع استمرار وزارة البيئة وجهازها التنفيذى فى خطتهما للتوسع فى عمليات الرصد البيئى لملوثات الهواء وزيادة عدد محطات الرصد اللحظى.

 

تعمل تلك الأجهزة على رصد كلا من غاز اول وثاني أكسيد النيتروجين وغاز ثاني أكسيد الكبريت وغاز أول أكسيد الكربون وغاز الأوزون والجسيمات الصلبة ذات القطر أقل من 10 و 2.5 ميكروميتر، وفقًا لمتطلبات منظمة الصحة العالمية، وطبقًا للحدود القانونية بقانون البيئة بالإضافة الي تضمنها وحدة لرصد العوامل الجوية.

 

 

محطات لرصد التلوث والانبعاثات الضارة

يقول مجدي علام، أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب، في تصريحات خاصة لـ "الدستور": «استضافة مصر لمؤتمر كوب 27 الدولي ، خطوة قوية لدعم موازين الدولة في نواحي عدة، إذ يعطي لمصر اهتمامًا إعلاميًا استثنائيًا على مستوي العالم، بشكل يغني عن القيام بعمل الحملات الإعلانية والدعائية في غيرها من قارات العالم، موضحًا أن هناك أكثر من 10 آلاف مشترك سيحضرون هذا المؤتمر العالمي القائم على أرض مدينة شرم الشيخ والذي وبدوره سيلقي الضوء على جمال شرم الشيخ».

 

وأوضح «علام»، أنه أيضًا يلفت الأنظار حول حجم التطور بمدينة شرم الشيخ كونها مناء بحري وامتلاكها مطار جوي، فضلً عن كونها منطقة محاطة بالمحميات الطبيعية، معلقًا: «المؤتمر هيساعد على تصدير هذا الجمال على ألسن الجميع كما حدث في حفل موكب المومياوات، والذي بدوره يعمل على نقل مصر من مكانة لمكانة أعلي ،بشكل تنافس فيه إسبانيا وتركيا».

 

وتابع أمين عام اتحاد خبراء البيئة العرب حديثه، إن الحكومة المصرية تولي اهتمامًا استثنائيًا بقطاع البيئة، لمواجهة تلك التغيرات المناخية التي يمكن أن تغير مصير دول العالم نتيجة لتأثيراتها الجسيمة على القطاعات المختلفة الاقتصادية، فقد وقعت معظم الدول  على اتفاقية تغير المناخ  الذي عقدت في باريس ومصر إحدى المشاركات في ذلك، وقد التزمت  بعمل استرتيجية ال 50 لتكوين مجلس وطني للمناخ في جمهورية مصر العربية ليضم كافة الوزارات و المراكز  البحثية التي لها علاقة  بالمناخ.

 

«لم تتوقف جهود الدولة المصرية في قطاع البيئة للتصدي لتلك التغيرات المناخية الطارئة، فقد أرسلت مصر خطتها للاقتصاد الأخضر، مبينة التزامها  الجاد خلال سنوات القليلة القادمة على القيام بتحقيق نسبة الانخفاض إلى 1,5 درجة مئوية مع العالم، لتحولها للاقتصاد الأخضر، والذي يعطى بدوره لمصر ثقل آخر، فهي تعمل على تحويل فكرة البيئة إلي  فكرة عملية تطبيقية بها كافة الأنشطة الخضراء، وهذه هي الميزة التي تحقق لمصر حيث  تجد مصر لها مكانًا بين دول العالم وخاصة علي مستوى دول إفريقيا»، بحسب «علام».

وعن محطات الرصد المقامة داخل نطاق الجمهورية المصرية، فيوضح مجدي علام: «هناك نوعان من محطات الرصد، الأولى تعمل على رصد لعوامل المناخ، والأخرى لرصد انبعاثات التلوث الهواء والماء، مؤكدًا على أن هناك عدة اتفاقيات وبرتوكولات أقيمت ما بين وزارة البيئة والطاقة ومن ثم يتم عمل مسح دوري حول المصانع ومحطات السكة الحديد وما شابه، وكذلك وزارة الري».

 

الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ 2050

أطلقت مصر الاستراتيجية القومية لتغير المناخ 2050، إذ أعلنت وزارة البيئة المصرية، عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية، لاسيما وأن هذا الملف يشهد اهتمامًا متصاعدًا منذ عام 2019.

الاستراتيجية الوطنية لتغير المناخ سوف تمكن مصر من تخطيط وإدارة تغيُّر المناخ على مستويات مختلفة ودعم تحقيق غايات التنمية المستدامة وأهداف رؤية مصر 2030 باتباع نهج مرن ومنخفض الانبعاثات.

ومن أبرز أهداف تلك الاستراتيجية هو تحقيق نمو اقتصادي مستدام، من تنمية منخفضة الانبعاثات في مختلف القطاعات، بزيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة والبديلة في مزيج الطاقة، وتعظيم كفاءة الطاقة، وذلك بتحسين كفاءة محطات الطاقة الحرارية، وشبكات النقل والتوزيع، والأنشطة المرتبطة بالنفط والغاز، وتبَنّي اتجاهات الاستهلاك والإنتاج المستدامة للحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من النشاطات الأخرى غير المتعلقة بالطاقة.

الانقراض يهدد نحو 9 مليون فصيل على الأرض

الدكتور وفيق نصير، عضو البرلمان العالمي للبيئة، أوضح أن مشكلات التلوث البيئي ليست بجديدة على العالم، إذ أن هناك 8.7 مليون فصيل على كوكب الأرض منهم 300 ألف مهددون بالانقراض، مشيرًا إلى أن السبب في كل هذا الإنسان نفسه، خاصة أنه كل دقيقة يتم القضاء على الغابات والمساحات الخضراء التي تسهم في خفض معدلات التلوث.

وأوضح «نصير»، أن الدولة تضع برامج متكاملة محاولة منها السيطرة على أوضاع تغير المناخ، ومشاركة مصر في المؤتمرات العالمية التي تهتم بقضايا البيئة بالإضافة إلى استضافتها لمؤتمر كوب 27 هو بمثابة خطوة جيدة لمواجهة الأزمة.

وأشار عضو البرلمان العالمي للبيئة إلى أن الدولة لديها العديد من وحدات القياس التي تستهدف رصد الملوثات، فضلًا عن وجود 5 محطات رصد في وزارات عدة كالبيئة، الري، الزراعة، مؤكدًا أن الدولة وضعت  أنظمة لخفض انبعاثات وكذلك نظامًا للتكيف في فترات قياسية، تؤكد فاعلية مصر في هذا القطاع واهتمامها الشديد بهذا الموضوع الذي يتصدر الساحة العالمية.

التلوث

قضايا المناخ البيئة تشغل العالم

وفي ذات السياق، الدكتورة شيرين فراج، عضو سابق بمجلس النواب والحاصلة على درجة الدكتوراه في تخصص الهندسة البيئية، ثمنت استضافة مصر لمؤتمر كوب 27 لتغير المناخ، مستطردة أنه يعد نجاحًا سياسيًا غير مسبوق نتيجة دور القيادات السياسية العظيم الذي أثبت جاحه وتأثيره الإيجابي خلال السنوات السابقة، وقد جاء ذلك نتيجة الاهتمام والتوجه العالمي العام نحو قضايا البيئة.

وأكدت «فراج»، على أن هذا يضع مصر على الخريطة العالمية في شكل مختلف عن الفترات السابقة، موضحة أن الوضع الحالي من التغيرات المناخية الطارئة التي قد تؤثر بدورها بشكل كبير على دول العالم في جميع القطاعات والأنشطة الاقتصادية، أصبحت حديث الساعة، فقد هز الوضع حكومات دول العالم، نتيجة لهذا الخطر الذي قد يضرب اقتصاد دولها.

وأوضحت، أن وجود مثل هذا المؤتمر العظيم في مصر بالأخص في مدينة شرم الشيخ سيكون بدوره، نقطة لتنشيط السياحة من خلال الترويج العظيم الذي سيقوم به المؤتمر المقام على أرضها، لتصبح مركزًا جاذبًا للنشاط العالمي، مضيفةً أن هذا  المؤتمر سيتم فيه مناقشة  الأمور الخاصة بالتغيرات المناخية، والأمور المترتبة عليه وكفية التصدي لذلك، فضلًا عن وضع الاستراتيجيات الهامة  للتعامل مع التغير المناخي الذى أصبح وضع ملموس.