رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لجنة الفتوى توضح حكم الشرع في تعلم السحر

لجنة الفتوى بالأزهر
لجنة الفتوى بالأزهر

ورد سؤال إلى لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، من سائل يقول: «تعرضت في الفترة الأخيرة إلى مس من الجن، وبدأت تظهر لي أشياء غريبة، وحاولت أن أتعلم السحر حتى أصرف عني هذه الأمور بالاطلاع على الكتب وغيرها، فما حكم الشرع في ذلك؟».

من جانبها، قالت لجنة الفتوى: «مسألة تعلم السحر من المسائل التي اختلف علماء الدين حولها، وانقسموا إلى قسمين، الأول: هناك من العملاء من يقول بجواز تعلمه للخير فقط وليس للأذى، ومن الذين أجازوا ذلك، سعيد بن المسيب، وقال يجوز أن يسأل الساحر فك سحره».

بينما ذهب الفريق الثاني من العلماء، إلى منعه سدًا للذريعة، فلا يعمل به لا في النفع ولا في الضر، ونوهت اللجنة بأن النهي عن السحر شديد، حيث يعتقد بعض الناس أنه مؤثر في الأشياء بنفسه بعيدًا عن إرادة الله تعالى، وهذا كفر، لأنه يصادم قوله تعالى: (وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ ).

وقالت اللجنة إنه بناءً على ما سبق، فإن ترك تعلم السحر، وترك العمل به أولى من تعلمه، ومن العمل به، حتى لا يقع الإنسان في الفتنة ويتجه إلى الضرر، وعلى الإنسان أن يستشفى بكتاب الله، وبالرقى الشرعية.

وأضافت اللجنة، ليدفع ما قد يقع به من أذى أو جني، أو مس شيطاني، وأن يتحصن الإنسان بالمشروع من طهارة وصلاة وذكر وطاعة وقراءة المعوذتين وسورة الإخلاص، ثم يترك الأمر لله تعالى فقد رقىّ أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بالفاتحة وأقرهم على ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسُحِر الرسول وفكت الملائكة سحره بالمعوذات.

وأشارت اللجنة إلى أن النصوص القرآنية والنبوية التي وردت في تعلم السحر، منها ما جاء في قوله تعالى: (وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُواْ لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْاْ بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ).

وأما من السنة النبوية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا هُنَّ قَالَ الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّى يَوْمَ الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلاَتِ) رواه البخاري برقم 2805.