رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هى.. أساس التنمية المستدامة

بفضل حضور المرأة في جميع مناحي الحياة، فإنها تقدم إسهامات ملموسة لأجندة 2030، بما في ذلك أهداف التنمية المستدامة البالغ عددها 17 هدفًا. هذا ما أكده وذكره الدكتور محمود محيي الدين "المبعوث الخاص للأمم المتحدة لأجندة التمويل".

فى الحقيقة أن التنمية المستدامة هي التنمية التي تفي باحتياجات الحاضر؛ دون التقليل من قدرة أجيال المستقبل على الوفاء باحتياجاتها، ويتم ذلك من خلال وضع سياسات تهدف إلى خلق بيئة مواتية للنمو بتنظيمات مؤسسية لرفع الكفاءة، وتسهيل عملية تبادل المعلومات.

ومصر فى الآونة الأخيرة تعمل على ربط المستقبل برباط وثيق بالتنمية المستدامة، والتى أعطاها العالم خلال الأعوام الماضية اهتمامًا كبيرًا على صعيد الساحات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية العالمية، حيث أصبحت الاستدامة التنموية مدرسة فكرية عالمية، تنتشر في معظم دول العالم النامي والصناعي على حد سواء، وبالطبع للمرأة دور مؤثر فى ذلك من خلال تواصل مصر بعلمائها فى الخارج بالاتصال المباشر، أو أثناء مؤتمرات (مصر تستطيع) والذى ترأسه نبيلة مكرم  "وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج". ولقد بدأ العمل على تنفيذ مركز بحوث التنمية المستدامة، من منطلق ماهية التنمية المستدامة، وإيجاد محاور أساسية في التنمية المستدامة، وخاصة أنه نمط تنموي يمتاز بالعقلانية والرُشد، ويتعامل مع النشاطات الاقتصادية التي ترمي للنمو من جهة ومع إجراءات المحافظة على البيئة والموارد الطبيعية من جهة أخرى، إلى جانب أنه وسيلة للقضاء على قضايا التخلف، والسبيل الوحيد لضمان الحصول على مقومات الحياة في الحاضر والمستقبل لإحداث عملية نمو شاملة؛ تكون مرفقة بتغيرات جوهرية في البنية الاقتصادية وأول بنودها الاهتمام بالصناعة، مع العمل على رفع معدل النمو السنوي في الناتج الوطني الإجمالي، بتسخير الإمكانات المتاحة من أجل استفادة أجيال المستقبل؛ ومن أهم العناصر الفعالة فى ذلك أن تكون المرأة عنصرًا أساسيًا به. وفى الحقيقة أن مصطلح التنمية المستدامة يُعد حديث النشأة، حيث كان أول ظهور له في نادي روما 1986، وسمى eco- development التفاعل بين الاقتصاد والإيكولوجيا في دول الشمال والجنوب. أما في 1987 فقد أُعطي لها تعريف من طرف اللجنة الدولية حول التنمية والبيئة التي ترأستها الوزيرة الأولى النرويجية السابقة السيدة بروند تلاند "عضوًا في مجلس القيادات النسائية في العالم"، وهي شبكة دولية للسيدات الحاليات والسابقات اللاتي شغلن منصب رئاسة الدولة ورئاسة الوزراء، وتتمثل مهمتهن في حشد أعلى مستوى من القيادات النسائية على مستوى العالم من أجل العمل الجماعي حول القضايا ذات الأهمية الحاسمة للمرأة والتنمية العادلة. وهي أيضًا عضوة في نادي مدريد، وهي منظمة مستقلة لا تهدف للربح تتألف من واحد وثمانين شخصية من رؤساء الدول ورؤساء الوزراء الديمقراطيين السابقين من سبع وخمسين دولة مختلفة، حيث يعتبر التعريف الأكثر شيوعًا أو أهداف التنمية المستدامة هي خطة لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة للجميع. وتتصدى هذه الأهداف للتحديات العالمية التي نواجهها، بما في ذلك التحديات المتعلقة بالفقر وعدم المساواة والمناخ وتدهور البيئة والازدهار والسلام والعدالة. وفضلًا عن ترابط الأهداف، وللتأكد من ألا يتخلف أحد عن الركب، فمن المهم تحقيق كل هدف من الأهداف بحلول عام 2030.

وقد أعلنت مصر عن تبنيها لأهداف التنمية المستدامة بعد 2015 حتى 2030 خلال الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة التي أُقيمت في الفترة من 25-27 سبتمبر 2015.

من الآخر.. إن زيارة واحدة إلى أي مجتمع محلي ستجعلك ترى كيف أن المرأة تبث الحياة في كل جزء من أجزاء الاقتصاد؛ بل المجتمع بأسره، سواء أكان ذلك في الزراعة أو الرعاية الصحية أو التسويق أو المبيعات أو التصنيع أو الاختراع.