رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حصاد 2021.. «الجامعة العربية» جهود بارزة لحلة أزمات مستعصية

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

 نشاط مشهود وجهود مكثفة أثمرت عن عام استثنائي مرت به جامعة الدول العربية، تمكنت من خلاله تجاوز أزمة جائحة كورونا التي أدت إلى تعطيل الاجتماعات الحضورية لأعضاء المؤسسة العربية عام 2020.

وكثفت الأمانة العامة للجامعة كافة جهودها لتعويض ما فات في العام الماضي، عبر إنجاز محطات هامة والسعي لحل قضايا معقدة خلال عام 2021 الذي يوشك على الانتهاء، استطاعت الجامعة العربية خلال 2021  إثبات دورها في حلحلة الأزمات بالمنطقة من خلال تحركات جادة وإدارة للملفات على نحو الاستثنائي تحت قيادة وإشراف الأمين العام السفير أحمد ابو الغيط، ومعه السفير حسام زكي وباقي سفراء وأعضاء الأمانة العامة للصرح العربي الأضخم.

"الدستور" ترصد أبرز المحطات التي اجتازتها الجامعة العربية في عام 2021:

ملف سد النهضة

عقد وزراء الخارجية بجامعة الدول العربية جلسة غير اعتيادية في الخامس عشر من يونيو الماضي، في العاصمة القطرية الدوحة، لبحث إصدار عدة قرارات بعد الاستماع للإحاطة المقدمة من  وزراء خارجية كل من جمهورية السودان وجمهورية مصر العربية بشأن المستجدات ذات الصلة بملف سد النهضة الإثيوبى، ونتائج جولات المفاوضات التى عقدت مؤخرة برعاية الاتحاد الإفريقى بهدف التوصل لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

وأصدرت الجامعة 9 قرارات في الشأن السالف ذكره، أبرزهم التأكيد على أن الأمن المائى لكل من جمهورية السودان وجمهورية مصر العربية هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومى العربى، ورفض أى عمل أو إجراء يمس بحقوقهما فى مياه النيل.

وطالب المجتمعون إثيوبيا بالامتناع عن اتخاذ أية إجراءات أحادية توقع الضرر بالمصالح المائية لمصر والسودان، بما فى ذلك الامتناع عن ملء خزان سد النهضة دون التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل السد.

وخلص الاجتماع إلى دعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته فى هذا الصدد من خلال عقد جلسة عاجلة للتشاور حول هذا الموضوع واتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق عملية تفاوضية فعالة تضمن التوصل، فى إطار زمنى محدد، لاتفاق عادل ومتوازن وملزم قانون حول سد النهضة يراعى مصالح الدول الثلاث.


الملف اللبناني 

وأولت الجامعة العربية الملف اللبناني اهتماما كبير منذ اندلاع الأحداث في بيروت في أكتوبر 2019، وما تلاها من أزمات سواء الانفجار الكارثي للمرفأ، مرورا بالأزمة الاقتصادية الطاحنة التي واجهت الشعب اللبناني.

وخلال العام الجاري، توالت تأكيدات أبوالغيط على وقوف الجامعة إلى لبنان بكافة الإمكانيات المتاحة، للخروج من النفق المظلم.

وفي الثامن من أغسطس الماضي، تعهد الأمين العام لجامعة الدول العربية، بنقل مطالب لبنان بشأن المساعدات إلى المجتمع الدولي وتقديم الدعم بكل الإمكانيات المتاحة، في إطار الجهود الرامية لتخفيف الأزمة الناجمة عن انفجار مرفأ بيروت الهائل.

وفي الثامن والعشرين من الشهر نفسه، أكد أبوالغيط ، استمرار تضامن الجامعة العربية مع لبنان ووقوفها إلى جانب الشعب اللبناني في محنته.

وبعد احتدام الخلاف بين لبنان ودول الخليج العربي على اثر تصريحات وزير الإعلام اللبناني السابق جورج قرداحي، أوفدت الجامعة السفير حسام زكي ومعه وفد دبلوماسي لمناقشة حل الوضع في لبنان.

وفي الثامن من نوفمبر الماضي، شدّد الأمين العام المساعد حسام زكي من بيروت على ضرورة تحقيق "انفراجة" في العلاقة بين لبنان ودول الخليج وتحديداً السعودية، على خلفية الأزمة الدبلوماسية التي أثارتها تصريحات وزير لبناني حول حرب.

وقال زكي، بعد لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للصحافيين: "لا نريد لهذا الوضع أن يستمر. نريد تحقيق انفراجة، استرخاء في هذه العلاقة، ولن يحدث ذلك والأزمة موجودة"، مضيفاً "نأمل أن تكون نقطة البداية من هنا".

انفراجة في الأزمة السورية

وبعد عشر أعوام من غياب سوريا عن الجامعة العربية، بدأت بارقة أمل تحلق في الأفق العام الجاري، مع تصريحات أكدها الأمين العام، كشف الأمين العام لجامعة عن دول ثلاث يرغبون في عودة سوريا إلى الجامعة العربية، مؤكدا أن عودة سوريا خلال القمة المقبلة مرهون بتوافق عربي على هذا القرار.

وأوضح أن "ما حدث في سوريا كان أمرا كبيرا، واستثار غضب عرب كثيرين، كون نصف مليون سوري فقدوا حياتهم، فضلا عن تشريد الملايين، وإهانة المرأة السورية، والتمكين الأجنبي من دمشق"، مؤكدا في الوقت ذاته أن تصرفات القيادة السورية لا تعفى من مسؤولية انفلات الموقف من تحت قيادتها.

دعم التسوية السياسية في ليبيا

في الواحد والعشرين من سبتمبر الماضي، التقى أبوالغيط مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، وذلك على هامش مشاركتهما فى اجتماعات الدورة السادسة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

أبو الغيط أكد خلال اللقاء على دعم الجامعة لجهود المجلس الرئاسي والمؤسسات الوطنية الموحدة لتنفيذ خارطة الطريق، كما جدد من ناحيته التزام الجامعة بمواصلة دورها الداعم للتوصل إلى تسوية سلمية وتوافقية شاملة للوضع في ليبيا. 

الأمين العام عبر عن دعمه للجهود المبذولة لتهيئة المناخ لإجراء الانتخابات في موعدها مشيرا إلى أهمية الحفاظ على وقف إطلاق نار دائم ودعوة حكومة الوحدة الوطنية واللجنة العسكرية المشتركة (5+5) إلى العمل والمضي نحو استكمال تنفيذ الترتيبات الأمنية وإجراءات بناء الثقة لتحقيق الأمن والسلام في كافة إرجاء ليبيا والعمل على إخراج التواجد العسكري الأجنبي من البلاد وتفكيك وتسريح الميليشيات المسلحة.

الملف السوداني
في السابع من نوفمبر الماضي، زار وفد من جامعة الدول العربية العاصمة السودانية الخرطوم، برئاسة الأمين العام المساعد حسام زكي، وجاءت الزيارة في وقت تصاعدت الأحداث في الشارع السوداني.

وأجرى زكي لقاء مع السودان، القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، أكد خلاله دعم جامعة الدول العربية للتحول الديمقراطي في السودان، مبيناً أهمية الحوار واعتماده كوسيلة أساسية للتعامل مع الأزمات التي تطرأ خلال عملية الإنتقال الديمقراطي.

الإشراف على الانتخابات العراقية

وجه أبوالغيط، بإيفاد بعثة، برئاسة الأمين العام المساعد، السفير سعيد أبو علي لمراقبة الانتخابات النيابية في جمهورية العراق والتي أجريت في 10 أكتوبر 2021.

وجاء قرار أبو الغيط تلبية للدعوة التي تلقتها جامعة الدول العربية من المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في جمهورية العراق بشأن مشاركة جامعة الدول العربية في مراقبة انتخابات مجلس النواب العراقي المبكرة.

وقد وصلت البعثة إلى جمهورية العراق بتاريخ 3 أكتوبر 2021 لتشارك في تقييم مختلف جوانب العملية الانتخابية بكل حيادية وتجرد، بما في ذلك الحملات الانتخابية للمرشحين والاقتراع وعد وفرز الأصوات، والتأكد من مطابقتها للقوانين والأنظمة العراقية والمعايير الدولية.

وفي اليوم التالي من وصول البعثة، أصدرت بيانها التمهيدي، اشادت خلاله بسير العملية الانتخابية في العراق.
ونص البيان على أن "جرت العملية الانتخابية وفق مجموعة من المعطيات أولها تسجيل الناخبين، والتي استمرت لأكثر من 3 أشهر، وهي فترة كافية لعملية التسجيل، وبلغ عدد الناخبين المسجلين أكثر من 25 مليون ناخب، بما في ذلك منتسبي قوات الأمن والنازحين".

القضية الفلسطينية
اتخذت الجامعة تحركات هامة في العام الجاري، ولاسيما أثناء الانتهاكات التي شهدتها القدس وحي الشيخ جراح في مايو الماضي، حيث عقد مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، دورة غير عادية لبحث التحرك العربي والدولي لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في القدس.

في ختام الاجتماع، الذي عقد عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" وشارك فيه وزراء الخارجية ورؤساء الوفود والأمين العام للجامعة العربية، عبر المجلس عن إدانته "الشديدة للجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية بحق المصلين في المسجد الأقصى"، محذرا من أن هذه الاعتداءات تعتبر "استفزازا صارخا لمشاعر المؤمنين في كل مكان وتنذر بإشعال دوامة من العنف التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم".

كما تقرر "طلب المحكمة الجنائية الدولية للمضي قدما بالتحقيق الجنائي في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ودعوة المحكمة إلى توفير كل الإمكانيات المادية والبشرية لإعطائه الأولوية اللازمة".

مساعدات إنسانية للصومال

‎أعلن السفير الياس شيخ عمر سفير الصومال لدى مصر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، في أكتوبر الماضي، عن وصول منحة من المساعدات المقدمة من مصر وجامعة الدول العربية إلى الصومال.

وقال السفير الصومالي في تصريح له عقب وصول طائرات المساعدات إلى مقديشيو، إن هذه منحة طبية مقدمة من جامعة الدول العربية بقرار من مجلس وزراء الصحة العرب ومخصصة لوزارة الصحة الصومالية لدعم جهودها في مجال مكافحة وباء كورونا، مثمنا الدعم الذي تقدمه الجامعة العربية إلى حكومة وشعب الصومال.