رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ذوو الهمم واحترام مشاعرهم

يحتفل العالم في اليوم الثالث من شهر ديسمبر من كل عام باليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة، وهو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة عام ١٩٩٢ للاعتراف بحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة، ومناقشة مشكلاتهم عالميًا وإقامة الفعاليات والاحتفالات المحلية والدولية في هذا الشأن، وتوفير فرص تضمن لهم الرعاية الصحية والتعليم والعمل والمشاركة في المجتمع بشكل لائق وإنساني.
ويحرص الرئيس السيسي على تنظيم مؤتمر خاص بذوي الاحتياجات الخاصة سنويا في اليوم العالمي لهم تحت عنوان "قادرون باختلاف"، والالتقاء بالنماذج الناجحة منهم في المجالات المختلفة بمختلف الفعاليات مثل مؤتمرات ومنتديات الشباب، والسعي المستمر لتذليل الصعوبات أمامه، الإشادة بالإنجازات التي يحققها ذوو الهمم في مختلف المجالات.
وكان تخصيص عام ٢٠١٨ عامًا لذوي الاحتياجات الخاصة من أبرز دلائل اهتمام الدولة بهم، فخلال هذا العام تحقق العديد من المطالب التي كان أصحاب الهمم يُنادون بها، ومن بيها قانون ذوي الاحتياجات الخاصة رقم ١٠ لسنة ٢٠١٨، الذي ينص على حقوق وامتيازات عديدة لهؤلاء الأشخاص سواء في مجال التعليم أو الصحة أو العمل أو المعاش، لحمايتهم من الأزمات والكوارث وتحقيق الاستقرار الاقتصادي والعدالة الاجتماعية لهم.
وعن حتمية احترام وتقدير مشاعر ذوي الاحتياجات الخاصة تذكرت قصة
جِراء للبيع ، للكاتب دان كلارك.
"جراء للبيع" هي لافِتة صغيرة عُلِّقَت على واجهة أحَد المحال؛ ولافِتةٌ مِثْل هذه بالتأكيد تُثير انتباه الأولاد الصِغار، إذ سرعان ما توقَّفَ أحَدهم وسألَ صاحب المَحل:
بِكَمْ تبيع الجرو الواحد؟
أجابه: بين الـ٣٠ والـ٥٠ دولارًا"
أدخَل الولد يده في جيبه وقال:
لا أمْلُك غَير هذين الدولارين، هَلْ تسمَحُ لي برؤية الجِراء؟
ابتسَمَ الرجل وصفّر بفَمِهِ وعلى إثر ذلك خَرجَت خمسة جِراء بِيض تسير وراء أمها في المَمر الضيق، وكان آخِرُها يَعْرجُ مُتعثرًا لا يستطيع الِّلحاق بإخوته، وسُرعان ما لَفَتَ انتباه الولد، فسألَ صاحب المَحل:
ما بهذا الجرو؟
أوضَحَ له الرجل أن الطبيب البيطري بعد الفحص أكَّدَ لَه أن الجرو هذا سيبقى أعرج طوال حياته بسبب التواء مَفْصَل الورْك ، فسأَله الولدُ متأثرًا:
بِكَمْ تبيعه لي؟
أجاب البائع: هذا الجرو ليس للبيع فإن أردتَّه خُذه مجانًا.
نَظَرَ الولد إلى الرجل وأشار بيده قائلًا بصوت غاضب:
- كلا، لا أريده مجانًا، فهو لا يفرق عن إخوته، سأدفع لك ثمنه كاملًا، خُذ الدولارين الآن وسأعطيك دولارًا كُلّ شَهر حتَّى يَكْتمل المَبلغ.
لكنَّ صاحب المحل اعترضَ قائلًا:
لا أنصحك بشرائِه، إنَّه مُجرد جُرو مُعوَّق لا ينفع، وليس بإمكانه أن يركض أو يقفز، ولا يمكنك أن تلعب معه مثل بقية الجراء، لِمَ لا تشتري غيره؟!
هُنا انحنى الولد ورفع أذيال بنطلونه ليكشف عن ساقه الخشبية المُثبَّتة بالسّيور الجِلديَّة وقال لصاحب المحل:
 لإنَّه الوحيد الذي يفهم حالتي!