رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد روايتها «في البدء كان الحب».. منال جلال زائرة بمعرض القاهرة للكتاب

بورتريه للكاتبه الروائية
بورتريه للكاتبه الروائية منال جلال

في أحدث إصداراتها «في البدء كان الحب» ركّزت الكاتبة على إشكالية المأزق الوجودي للإنسان وعدم تواءمه مع المكان وبحثه عن الانتماء والخلاص من خلال مراسل حربي عراقي ومراسلة مصرية يقومان بتغطية أخبار الحروب الانفصالية في مناطق الصراع على امتداد الكرة الأرضية وتتفرع الحكايات وتحدث الصراعات والتحديات ليس على مستوى الدول فقط بل على مستوى الأشخاص وسعي كل شخص للخروج من مأزقه ومعالجة مشاكله، وعذاب المنكوبين في مناطق النزاع والحروب المتجددة باستمرار.

فوضى وتيه ومحاولة لتغيير المصير بالحب والصبر والاحتمال، وفي قتامة الأحداث تتبدى قصة الحب بين البطل والبطلة لتكون لحظة الكشف التنوير والمنقذ والخلاص لكليهما. الصراع بين الخير والشر داخل نفس الإنسان وتأثير ذلك على العالم من حوله هو ما يشغل الكاتبة في مشروعها الروائي، ويظهر في جل أعمالها مثل «ندوب عميقة»، «صوت اللذة»، «في البدء كان الحب».

وهي لا تصنف نفسها ككاتبة نسوية ففي كتاباتها نجد الرجل نداً للمرأة فلا تميل كتابتها لإدانة الرجل في المطلق والانتصار للمرأة بل تحمِّل كلاً منهما ألمه ومسؤوليته عنه ومظلومية المجتمع لهما والقهر سجال بينهما.

يهمها أثناء الكتابة أن تستمتع أولًا بما تكتبه وأن يستشعر القارئ سلاسة الجملة السردية وتدفق السرد ومنطقيته وتغوص عميقاً في النفس البشرية بحيث يتوحد القارئ مع شخصياته ويجد فيها شيئاً منه، ومحاولاً الإجابة على الأسئلة الخفية التي يثيرها النص المفعم بالحيرة واللايقين (منطق إقليم الرواية) كما يقول ميلان كونديرا.

منال جلال مهندسة مصرية، مواليد القاهرة، تخرجت في كلية الهندسة- جامعة عين شمس، وعملت بعد تخرجها في عدد من المكاتب الاستشارية الهندسية ثم سافرت في عام 2014 إلى الإمارات العربية المتحدة وتقيم بها حاليًا.

حصلت على المركز الأول في مسابقات القصة القصيرة على مستوى الكلية والجامعات، وفي العام 2014 نشرت أول رواية لها «المتمنعات» ثم نشرت بعدها روايتي «ندوب عميقة»، «صوت اللذة» وأحدث رواياتها «في البدء كان الحب» التي صدرت مؤخراً والتي تؤكد الكاتبة من خلالها تمسكها الدائم بالصراع بين الخير والشر بداخل كل إنسان، كذلك مشاعر الوحدة والاغتراب وعدم اليقين واللا انتماء وهو محور أو محاور ثابتة في غالبية أعمالها.

منال جلال ستحل كزائرة لفعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته المقبلة التي ستقام في الفترة من 26 يناير وحتى السادس من فبراير عام 2022. 

وفي تصريح لـ«الدستور» تقول الكاتبة الروائية منال جلال: «أعتقد أن جزءاً كبيراً من وقت الكاتب والمبدع يستنزف في الدعاية والتسويق لعمله ما لم يكن محظوظاً بالنشر في عدد محدود من الدور المشهورة والنشطة والتي تتولى هي كل المهام الأخرى (عدا الكتابة)».

وعن علاقتها بمعرض القاهرة الدولي وحضورها الدائم لفعالياته من عام لآخر تقول: «علاقتى ككاتبة بمعرض القاهرة الدولي للكتاب علاقة حميمة منذ أن كانت طفلة يصحبها والدها للمعرض منبهرة بالكتب ومحبة للقراءة وتحتار في اختيار الكتاب الذي تود أن تشتريه من المعرض والغريب أنها كانت في اختياراتها تذهب إلى الكتب التراثية مثل (البخلاء) للجاحظ وكتب الشعر الكلاسيكي مثل (ديوان أبو تمام) وكتب التاريخ والرحلات، ولم تفكر في شراء الروايات رغم أنها كانت قد بدأت تكتب روايات بالفعل (مسودات تنتهي بوضعها في درج مكتبها بعد انتهائها من كتابتها)، فقط بعد تخرجها من الكلية وبعد أن أصبحت تزور المعرض وحدها أو مع صديقاتها بدأت في شراء الروايات المعاصرة، وكانت قبلها ومن خلال مكتبة الكلية الأدبية قد قرأت معظم إنتاجات مكتبة السحار التي كانت الناشر لمعظم أعمال توفيق الحكيم واليوسيفين (إدريس والسباعي) ومحمد عبدالحليم عبدالله وبالطبع العملاق نجيب محفوظ وغيرهم من أدباء هذه الفترة، ولكن اقتنائي للروايات الصادرة حديثاً من خلال المعرض جعلني اكتشف التطور الذي حدث في تكنيك كتابة الرواية حيث كانت كل المسودات التي كتبتها من قبل مكتوبة على مثال الرواية الكلاسيكية القديمة (رواية الأربعينات والخمسينات)». 

وتضيف: «ليس هذا فقط ما أفدت منه من المعرض، بل أيضاً عندما أخذت الخطوة الأجرأ بنشر شيء مما كدسته في الأدراج كانت مشكلتي الأولى أني لا أعرف أحداً في الوسط الأدبي أو الصحفي فلا كاتب ولا ناشر ولا صحفي يمكنني أن أسأله ولذلك انتظرت معرض الكتاب وقمت بتعريف نفسي ككاتبة وأني أرغب في نشر أعمالي لاثنين أو ثلاثة من دور النشر في أماكن تواجدهم في المعرض على أن أتواصل معاهم وأعرض عليهم العمل الذي أرغب في نشره، بعد المعرض . الآن أصبح معرض الكتاب بمثابة بيت العائلة الذي يجتمع فيه الكتاب والناشرون الأصدقاء سنوياً إذ لا تسمح الفرصة لحضور فعاليات تخص أعمالهم الجديدة خلال العام، بسبب سفري، وهكذا تصبح سعادتي وأنا أتمشى في أروقة المعرض مضاعفة (كقارئة وكاتبة لها أعمال وأصدقاء في المعرض)؛ وأخيرًا أحب أن أسجل إعجابي بالمقر الجديد للمعرض والتنسيق والتنظيم فيه عن المكان السابق للمعرض».