رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عن بر الوالدين.. جمعة: جعلها الله من أفضل الطاعات والقربات إليه

د. على جمعة
د. على جمعة

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية، إن الإسلام اهتم  بالوالدين اهتماماً بالغاً، وجعل طاعتهما والبر بهما من أفضل القربات إليه، ونهى عن عقوقهما.

وأكد “جمعة” أن معاني البر في اللغة، تشمل"الخير والفضل والصدق والطاعة والصلاح"، ولا يخفى على كل عاقل ما للوالدين من مقام وشأن يعجز الإنسان عن دركه، ومهما جهد القلم في إحصاء فضلهما فإنه يبقى قاصراً منحسراً عن تصوير جلالهما وحقهما على الأبناء، وكيف لا يكون ذلك وهما سبب وجودهم وعماد حياتهم وركن البقاء لهم.

وتابع: بذل الوالدان كل ما في إمكانهما علي المستويين المادي والمعنوي لرعاية أبنائهم وتربيتهم، وتحملا في سبيل ذلك المتاعب والصعاب والإرهاق النفسي والجسدي، لهذا اعتبر الإسلام عطائهما عملاً جليلاً مقدساً استوجبا عليه الشكر والعرفان بالجميل.

وأوضح أن الإسلام  أوجب لهما حقوقاً على الأبناء لم يوجبها لأحد غيرهما، حتى أن الله تعالى قارن طاعتهما والإحسان إليهما بعبادته وتوحيده،  لهذا ولغيره الكثير جعل الله برهما وطاعتهما من أفضل القربات بعد توحيده سبحانه وتعالى ،وجعل عقوقهما والإساءة إليهما من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله.

وتابع :" تكررت الوصايا في كتاب الله تعالى والإلزام ببرهما والإحسان إليهما والتحذير من عقوقهما أو الإساءة إليهما بأي أسلوب كان قال الله تعالى: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [النساء:36] وقال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) وقال تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ)".

وأكمل قائلًا: وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء التأكيد على وجوب بر الوالدين والترغيب فيه والترهيب من عقوقهما، ومن ذلك: ما صح عن رسول الله ﷺ أنه قال: «رضا الرب في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما» ، ويكون بر الوالدين بالإحسان إليهما بالقول اللين الدال على الرفق بهما والمحبة لهما وتجنب غليظ القول الموجب لنفرتهما ، وبمناداتهما بأحب الألفاظ إليهما كـ "يا أمي ويا أبي" وليقل لهما المرء ما ينفعهما في أمر دينهما ودنياهما ،ويعلمهما ما يحتاجان إليه من أمور دينهما ،وليعاشرهما بالمعروف".