رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غذاء العقول.. كيف أنعشت «حياة كريمة» قطاع الثقافة في مصر؟

حياة كريمة
حياة كريمة

مبادرات ثقافية عدة تم إطلاقها في الآونة الأخيرة ضمن فاعليات مبادرة "حياة كريمة"، التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين معيشة المواطنين في كافة المحافظات، تهدف جميعها  للتشجيع على القراءة ونشر الثقافة في المناطق المحرومة من الفعاليات الثقافية، وذلك بالتنسيق مع وزارة الثقافة.

استهدفت المبادرة حث أهالي القرى على اكتساب مهارة القراءة ونشر الثقافة، من خلال تنظيمها معارض في المدارس ومراكز الشباب بها آلاف الكتب والروايات والقصص في كافة المجالات، أو من خلال  إرسالها سيارة  متنقلة تتحول بالقرى وتصل للمواطنين حتى باب منازلهم وتوزع عليهم إصدارات قصور الثقافة في مقابل أسعار رمزية لا تتعدى 5 جنيهات لسعر الكتاب الواحد. 

ذكر كريم رمضان، يبلغ من العمر 38 عامًا، ويقطن في قرية الشامية بمحافظة أسيوط، أنه أحب القراءة منذ نعومة أظافره، وقرأ ما يزيد عن 200 كتاب أغلبهم في التاريخ والسياسة والمعلومات العامة، ولكن كثيرًا ما واجهته صعوبات في الحصول على الكتب؛ لأنه من سكان القرى.

قال: "كنت في السابق أحصل على الكتب  من أكشاك الجرائد والمكتبات العامة وقصور الثقافة بالمدينة حتى جاءت مبادرة "حياة كريمة" ووفرت لي منفذًا لشراء الكتب داخل  قريتي دون تحمل عناء وتكلفة الذهاب إلى المدينة؛ لكون قريتي تبعد كثيرًا عن المدينة".

وأضاف "كريم"  أنه حينما علم بوجود معرض الكتب بالمدرسة، توجه إليه على الفور، واشترى كتابان عن "موجز تاريخ العالم، وشكلها سافرت" بأسعار رمزية، تراوح سعرها ما بين 10:15 جنيهًا، في حين بلوغها في المكتبات العامة 4 أضعاف سعرها بالمعرض، لافتًا إلى مراعاته أغلبية سكان الريف بأنهم من محدودي الدخل، ولا يتوفر لديهم المال الكافي لشراء كتب بأسعار غالية. 

وعن شعوره أثناء تواجده بالمعرض، أوضح: "شعرت بانبهار كبير حينما كنت أتجول في المعرض، ووجدت  آلاف الكتب والمجلات والروايات في كافة التخصصات، ولم تسعني  الفرحة عند رؤية نوعيات متباينة من الكتب  تلائم جميع المراحل العمرية، وزادت سعادتي حينما وجدت صفوفًا من أهالي القرية تتفحص تلك الكتب وتشتريها". 

وتابع الرجل الأربعيني: المعرض يتيح  قراءة الكتب دون شرائها، لذلك قصده عدة مرات في قرى مختلفة، وتمكن من  قراءة نحو 5 كتب دون الحصول عليها منها كتب "الآباء والبنون، رسائل الزعماء والسياسيين في نصف قرن"، لافتًا إلى أنها  المرة الأولى التي يقام فيها معرض داخل قريتهم يشتروا منه الكتب.

وأشاد بدور المبادرة الرئاسية في تثقيف أهالي القرى وتشجعيهم على اقتناء الكتب ونشر القراءة وتنوير عقولهم، مؤكدًا أن الأنشطة والفعاليات الثقافية لم تعد قاصرة على أبناء المدن فقط، بل حظي الريف المصري بنصيبًا كبيرًا منها، مما يخلق لديهم واعيًا بحرص القيادة السياسية على الاهتمام بهم.

قال آدم توفيق، مسؤول مبادرة "يلا نقرأ" بمحافظة أسيوط ورئيس قسم المكتبات فرع الثقافة بالمحافظة، في حديثه لـ "الدستور" إن مبادرة "حياة كريمة" تغزو القرى كي تنشر الثقافة وتشجع على القراءة من خلال إتاحتها منافذ لبيع الكتب في مختلف التخصصات من تاريخ وسياسة ونقد وأدب وقصة ورواية ومسرح وخيال علمي بأسعار رمزية.

وأوضح "توفيق" أنه تم عرض الكتب بطريقتين، يذهب مسؤولو المكتبات للمدارس ومراكز الشباب القرية ويضعوا الإصدارات المختلفة على مكتبات مخصصة لذلك ،يقبل ساكنى القرى على شرائها، أو من خلال  سيارة ربع نقل تتجول في القرى وبها إصدارات الكتب في كافة المجالات، وتوزع على المواطنين. 

وأضاف رئيس قسم المكتبات: تم استهداف 25 قرية في مركز ساحل سليم بالمحافظة، وشهدت المبادرة إقبالًا كثيفًا من أهالي القرى، واحتلت فئتي الأطفال والشباب صفوف التوافد، مشيرًا إلى عرضهم الكتب من  الساعة الخامسة عصرًا حتى العاشرة  مساءً، ويتم إخطار أهل القرية بمكان تواجدهم من خلال ميكروفونات المساجد ومتطوعي المبادرة والوحدات المحلية والصفحات الرسمية للقرى على الفيسبوك.