رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيظل الشعب هو صاحب السيادة


وحتى نستطيع مواجهة الحرب الداخلية والخارجية أن تكون هناك معركة انتخابية متكافئة بين متنافسين، والشعب هو صاحب الإرادة فى الاختيار. نريد رئيساً جاء بإرادة الشعب الحرة بأغلبية تساعده على كسب ثقتهم حتى يستطيع مواجهة الواقع الصعب الذى تتجاوز مشاكله الفرد أياً كان، المصريين الذين يحبونها ويسعون إلى تقدمها.

الشعب المصرى سيظل شعباً ذات طبيعة خاصة، يمتلك ناصية التاريخ ويضع الحضارة ويؤمن بالدين ويبالغ فى التدين. يحترم القيادة لحد التقديس ويصبر حتى يعجز الصبر عن صبره. ولكن حين يثور لا أحد أياً كان يستطيع أن يسبر أغواره فآه من صبر الحليم. المصريون كانوا يجمعون بين الحاكم والكاهن والإله ولكن حين طغى بيبى الأول ثار عليه المصريون فى أول ثورة على حاكم سجلها التاريخ. صبروا وقبلوا الحكام باسم الدين ولكن عندما طغوا وبغوا كانت ثورة البشمورية أكبر تحد واجهته الدولة العباسية فى بغداد. جاء الاستعمار يحتل الوطن بكل الحجج الواهية والمبررات الواهنة ولكن كانت المواجهة حاسمة وقاطعة.

برر الفرنسيون حملتهم بالعلم والتنوير فكانت ثورة القاهرة الأولى والثانية حتى ولوا عائدين مهزومين. استعمرت الدولة العثمانية مصر لأربعة قرون فرفضوا وفرضوا محمد على والياً على مصر وعلى الخلافة فكان هذا هو بداية دق أول مسمار فى نعش الخلافة الزائلة، ثار عرابى وزغلول وعبدالناصر رفضاً للظلم والاحتلال والاستبداد. وكانت يناير ويونيو وأسقط الشعب نظامين فى أقل من ثلاث سنوات. فهذا شعب يصبر ولا يموت ويحب ويصبر لمن يقدر هذا الحب ولمن يدفع ثمن هذا الصبر. فلا أحد يستهين بهذا الشعب. فمن أسقط مبارك ومرسى هو الشعب. وعندما يتكرر شعار «الشعب والجيش إيد واحدة» فهذا تأكيد على وحدة المصريين. فجيش مصر هو من أبناء المصريين.

ولذا يصبح جيش كل المصريين. وعندما يواجه الشعب السلطة الفاسدة والسلطان الجائر فتلك المواجهة تكون بالشعب المصرى بوجهه المدنى والعسكرى. ولذا فتعريف الشعب هنا يعنى كل المصريين. فالشعب الذى هتف لمبارك طوال أكثر من ثلاثين عاماً حين استبد وطغى ونسى وتناسى الشعب ولم ير سوى جوقته المستفيدة أسقطه هذا الشعب. وحين وثق هذا الشعب فى الجماعة باسم الدين، حيث استغلوا عاطفته الدينية وجاء مرسى أسقطه الشعب عندما أحس بأن الجماعة تريد اختطاف الوطن لصالح جماعة لا تعرف حب الوطن ولا تؤمن به والآن إذا كان الشعب المصرى بأغلبية مقدرة يحب السيسى ويثق فيه باعتباره مصرياً وطنياً حفظ سلامة مصر بالقوات المسلحة المصرية التى تحمى حدود الوطن وتحافظ على وحدته الوطنية فوجدنا هذه القوات تنحاز للشعب فى مواجهة مبارك بالرغم من أنه كان أحد أبنائها، وانحازت مرة أخرى لهذا الشعب العظيم عندما خرج لإسقاط مرسى.فهذه القوات ذاتها ستنحاز دائماً إلى صف الشعب ضد كل من يخالف إرادته وينسى عهده معه ولا يحقق طموحاته حتى ولو كان السيسى ولهذا لا يجب أن ينسينا الحب للسيسى أن هبتى يناير ويونيو لم تهدفا إلى استبدال أشخاص بأشخاص. ولكن هناك طريقاً طويلاً لابد من أن نسير فيه حتى نحقق الثورة. والثورة وطريقها الصعب لن كون بنفس الأساليب القديمة وبذات السلوكيات السابقة وبذلك الموروث المصرى فى إدمان تأليه الحاكم ونفاق الزعيم والبحث دائماً عن المخلص، فالواقع المصرى الصعب والمحاط بكل الممنوعات والواقع الإقليمى والعالمى المتربص بمصر وبالمصريين يجعلنا فوراً نسقط فكرة المخلص هذه فلا مخلص ولا قادر على التغيير والإصلاح وتحقيق الثورة غير هذا الشعب العظيم. وهذا لن يكون بغير تغيير ثقافة التواكل والكسل والنضال الصوتى ولكن بالعمل والجد والإنتاج. وهنا يتساوى الجميع فلا رئيس ولا مرءوس ولكن الجميع فى حقل الوطن كل واحد يؤدى ما عليه.وما الرئيس غير قائد لفريق العمل المصرى فى إنجاز خطط وبرامج الإنجاز والتقدم وتحقيق الثورة. والبداية هنا لا تكون بغير دولة القانون التى تساوى بين الجميع، الغفير والرئيس والرجل والمرأة، الضعيف والقوى والغنى والفقير والمسلم والمسيحى، فلا فرق بين السيسى كمرشح وبين غيره من المرشحين. كما أن الجيش هو ملك كل المصريين فهو لا ينحاز لغير الشعب والحق. نعم من حق السيسى أن يترشح فلا وجود لما يسمى بالحكم العسكرى. فالشعب هو صاحب الحق فى الاختيار وبعدها لا معقب عليه. ولكن يجب أن تكون هناك مساواة فى الفرص الانتخابية دون تميز لأحد على حساب الآخرين منذ الحظة الأولى حتى إعلان الفائز بالرئاسة كما أن هناك فارقاً بين الانتخاب والاستفتاء فلا نريد استفتاء على مرشح رئاسى.

ولكن نريد منافسة حرة وصراعاً شريفاً بين متنافسين على الرئاسة لصالح هذا الشعب ولمن يستطيع كسب ثقته حتى يمكن أن تحقق الثورة. أما جوقة المطبلاتية وأصحاب المنفعة الذاتية وعابدى الأصنام والتاجرين بالشعب وبالثورة فنقول كفى نفاقاً فيجب أن تنتهى تلك السلوكيات المتخلفة، من يحب مرشحاً فهذا حقه خاصة إذا كان هذا الحب يعنى مصلحة الوطن. على أن يترجم هذا الحب فى صندوق الانتخاب. فإذا كان الشعب يحب السيسى ويطلبه رئيساً فمن مصلحة السيسى ومصلحة مصر،

■ كاتب وبرلمانى سابق