رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحقيق: أزمة الحدود بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروس تكشف عن تهديد أمني أوسع نطاقا

المهاجرين
المهاجرين

لا تزال أزمة الهجرة على الحدود بين بيلاروس وبولندا، التي تشكل الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي تثير القلق في الأوساط الأوروبية، حيث يستمر البحث عن سبل الحيلولة دون حدوثها مجددا، وهو ما يتطلب فهما عميقا لطبيعة النظام الحاكم في بيلاروس وأساليبه التي تتنافى مع قيم الاتحاد الأوروبي وسعيه لتحقيق استفادة شخصية من الأزمة.

فعندما بدأ آلاف المهاجرين في التجمد حتى الموت في الغابات على حدود بيلاروس مع بولندا، كان الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو يضغط على الاتحاد الأوروبي لاتخاذ خيار صعب، إما الرضوخ للابتزاز والترحيب بالمهاجرين الذين كانت محاولاتهم للتعدي على حدود الاتحاد الأوروبي هي نتيجة لسياسته لجذبهم إلى بيلاروس وممارسة الضغط على الاتحاد الأوروبي، أو إبقاء الحدود مغلقة وإعلان التضامن مع بولندا على الرغم من إساءة معاملتها المعروفة وصدها غير القانوني لطالبي اللجوء المحتملين.

وقالت الباحثتان أناييس مارين وسامانتا دي بنديرن بمعهد تشاتام هاوس البريطاني والمعروف رسميا باسم المعهد الملكي للشؤون الدولية في تقرير نشره المعهد إن ما فعله لوكاشينكو كان بمثابة استغلال لثلاث نقاط ضغط رئيسية للاتحاد الأوروبي- كسلطة معيارية عند تجاهل الكرامة الإنسانية للمهاجرين، بينما تقف الوكالة الأوروبية لحرس الحدود وخفر السواحل (فرونتكس) كلاعب جيوسياسي يسعى إلى إضفاء الطابع الخارجي على مشكلة الهجرة من خلال توقيع اتفاقات لإعادة الدخول مع دول العبور وكمجتمع قيم بالنسبة لنزاع الاتحاد الأوروبي وبولندا بشأن سيادة القانون.

ويعد نهج لوكاشينو "دبلوماسية ديكتاتورية"... وتعلم الديمقراطيات التي واجهت "استمرارا للحرب بوسائل أخرى" في تعاملاتها الماضية مع الديكتاتوريات أن الابتزاز يستهدف عادة صرف الانتباه عن جرائم زعيم مارق تجاه شعبه، ولكن لو كانت هذه مباراة شطرنج، لكان الاتحاد الأوروبي مهدد بالخسارة.

ولحسن الحظ، تم تجنب الخسارة، حتى الآن، حيث تم التوصل إلى تسوية في أعقاب أسابيع من الجهود الدبلوماسية الحثيثة. وقد تم إجبار لوكاشينكو على التراجع وتقديم الرعاية للمهاجرين، ولم تكن هناك حاجة إلى ممر إنساني، حيث أرسل الاتحاد الأوروبي الأموال واتخذ إجراءات لدعم المنظمات التي توفر الملجأ للمهاجرين في بيلاروس، في حين تمت ممارسة ضغوط على شركات الطيران وحكومات دول المصدر لفرض قيود على الرحلات إلى مينسك التي بدأت في ترحيل بعض المهاجرين.