رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفقر التعليمي.. مسار نحو التعافي.

"حالة أزمة التعليم العالمية: مسار نحو التعافي"، أخطر تقرير تربوي، صادر عن البنك الدولي واليونسكو واليونيسف، وفيه عرض لحجم أزمة التعليم،المعيقات التي رافقت سبل التعليم وما أدى إلى ما بات يصطلح على تسميته ب:"الفقر التعليمي".

.. ولعل أغرب ما ورد في التقرير، انه يشير (بناحية اقتصادية) إلى أن الجيل الحالي من الطلاب مهدد الآن بخسارة 17 تريليون دولار في إيرادات أفراده مدى حياتهم، أو حوالي 14 في المائة من إجمالي الناتج المحلي للعالم، حسب القيمة الحالية للدولار، وذلك نتيجة لإغلاقات المدارس الناجمة عن جائحة كـوفيد-19.
.. الاغلاقات تحدث، وبحسب منحنيات الإصابة بالوباء او تفشي الجائحة، وبحسب التفاصيل،

فإنه :" لا تزال المدارس مغلقة لملايين الأطفال مما يزيد من "الفقر التعليمي" ويؤثر على إنتاجية الجيل
نقص الوصول إلى المدارس". 
لم يكن التعليم خلال فترة الجائحة،  كما ينبغي، الخوف، والتسيب، جعل التعليم عن بعد، مهزلة وفي ذات الوقت، خسارة لان ما لم يقدم للطلبة، يتجاوز الإمكانيات، أنه بينما :" وفرت جميع البلدان تقريبا فرصا للتعلّم عن بُعد للطلاب، إلا أن جودة هذه المبادرات ونطاق وصولها ظل متفاوتا، وهو ما سيكلف الجيل الحالي حوالي 17 تريليون دولار من إيرادات أفراده على مدى الحياة" .
واستنادا الى التقرير الأممي، فأن نسبة الأطفال الذين يعيشون في فقر تعليمي، في البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل – كانت تبلغ 53 في المائة قبل الجائحة – قد تصل إلى 70 في المائة بسبب إغلاق المدارس.
"لقد أوقفت أزمة كوفيد-19 الأنظمة التعليمية في جميع أنحاء العالم.
والآن،.. وللأسف، وبعد مرور 21 شهرا، لا تزال المدارس مغلقة أمام ملايين الأطفال، وثمة أطفال آخرون قد لا يعودون إلى المدارس أبدا. وقد يؤدي الازدياد المحتمل في الفقر التعليمي إلى تأثيرات مدمرة على الإنتاجية والدخل والعافية في المستقبل لهذا الجيل من الأطفال والشباب، ولأسرهم، ولاقتصادات العالم."
هذا ما أكده" خيمي سافيدرا" ، المدير العالمي للتعليم في البنك الدولي.

.. تظهر التقديرات الإقليمية، التي تم جمع بياناتها من البرازيل وباكستان وريف الهند وجنوب أفريقيا والمكسيك وأماكن أخرى حدوث خسائر كبيرة في تعلّم مادتي الحساب والقراءة. ويظهر التحليل أن خسارة التعليم تتناسب، عموما، مع مدة إغلاق المدارس.
الفقر التعليمي، شمل  الأطفال من الأسر  منخفضة الدخل، أو أن مجمل المعيشية منخفضة الدخل. و وشمل ذلك الأطفال ذوو الإعاقة والفتيات، من الوصول إلى التعلّم عن بُعد مقارنة بأقرانهم. وكان ذلك غالبا بسبب نقص الوسائل التكنولوجية والتيار الكهربائي والربط بشبكة الإنترنت والافتقار إلى الأجهزة الرقمية، إضافة إلى التمييز والأعراف الجنسانية.
يكشف التقرير، عن أهمية كيف جرى مواجهة  الاضطرابات التعليمية الناجمة عن أزمة كوفيد-19، التي سلطت الضوء على الدور الحاسم للمعلمين في الحفاظ على استمرارية التعلّم.
دوليا، وفي بعض الحالات المحلية، يتم نقاش كيف ان هناك :"أكثر من 200 مليون طالب في بلدان منخفضة الدخل وبلدان متوسطة الدخل من الشريحة الدنيا، التي لم تكن مستعدة لنشر التعلّم عن بُعد أثناء الإغلاق الطارئ للمدارس".

وقع التأثير الضار على خسارة التعليم، بشكل غير متناسب على الفئات الأشد ضعفا وعرضة للتهميش. وكانت خسارة التعليم أكبر بين الطلاب المنحدرين من أوضاع اجتماعية-اقتصادية أدنى في بلدان من قبيل غانا والمكسيك وباكستان.
.." روبرت جينكنز"، مدير التعليم في اليونيسف، يضعنا أمام حقائق منها :"لقد أغلقت جائحة كوفيد-19 المدارس في جميع أنحاء العالم، وعندما بلغت ذروتها عطلت التعليم لـ 1.6 بليون طالب وفاقمت الفجوة بين الجنسين."

٠٠ولعل أخطر ما صرح به، أنه في بعض البلدان، ظهرت خسائر أكبر في التعليم بين الفتيات وزيادة في خطر تعرّضهن لعمالة الأطفال والعنف الجنساني والزواج المبكر والحمل. وقال: "من أجل وقف الضرر لهذا الجيل، يجب أن نعيد فتح المدارس وأن نبقيها مفتوحة، وأن نقوم بأنشطة توعية للمطالبة بالعودة إلى المدارس والتعجيل في تعافي التعليم."
.. أما وقد بات التقرير، بين يدي صناع القرار التربوي والتعليمي ، فإن العالم لا يخرج من الازمة الا مع   إبقاء إعادة فتح المدارس أولوية مهمة وملحة عالميا لوقف الخسائر في التعليم والتعويض عنها.

في ذات الوقت ترى" ستيفانيا جيانيني"، مساعدة المدير العالم لليونسكو لشؤون التعليم،  المسألة، من زاوية محددة، ف"نحن ملتزمون بدعم الحكومات بصفة عامة في استجابتها لكوفيد من خلال خطة التعافي التي أُطلقت في وقت سابق من هذا العام. وثمة أمور كثيرة يمكن القيام بها، بقيادة من الحكومات ودعم من المجتمع الدولي، لجعل النظم أكثر مساواة وكفاءة وقدرة على الصمود، وللاستفادة من الدروس المستمدة على امتداد الجائحة، وزيادة الاستثمار."
يسعى العالم لردم فجوات الفقر التعليمي، الأمر بحاجة إلى برامج لتعافي التعلّم بهدف ضمان حصول طلاب هذا الجيل على الكفاءات نفسها على الأقل التي حصل عليها الجيل السابق. على أن تغطي البرامج ثلاثة خطوط عمل لتعافي التعلم: تعزيز المناهج؛ تمديد وقت التدريس، وهذا ربما يجعل 100 مليون طفل، لم يستوفوا الحد الأدنى من مهارات القراءة بسبب جائحة كورونا، ربما علينا التكاثف التربوي، من أجل تنظيم عودتهم إلى مدارسهم. 
بين قرية واخرى هناك أكثر من حكاية تدلل على غلق المدارس، بحجة جائحة كورونا،حدث، ولكن لماذا يستمر. 
التقرير صادم، ويؤكد ان الرجوع إلى المدارس، مسؤولية  اجتماعية، حكومية، للبقاء ضمن الحق في التعليم، وبالتالي عودة ملايين الطلبة إلى مدارسهم.