رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مزق مخطوط روايته الأولى».. هكذا قرر صالح علمانى احتراف مهنة الترجمة

صالح علماني
صالح علماني

تحل اليوم الذكرى الثانية لوفاة المترجم الفلسطيني صالح علماني، الذي رحل عن عالمنا في 3 ديسمبر لعام 2019، عن عمر ناهز الـ70 عامًا، في مدينة بلنسية بإسبانيا، بعد أن حقق إنجازًا كبيرًا في عالم الترجمة وتحديدًا من الإسبانية إلى العربية.

على الرغم من أن صالح علماني كان ينوي دراسة الطب، إلا أنه اتجه لدراسة الأدب الإسباني مع صعود تيار الرواية اللاتينية وبروزها عالميًا في تلك الفترة، فصمد سنة واحدة فقط؛ عمل بعدها في ميناء برشلونة واختلط بعالم القاع كأي متشرد. 

وبينما كان يتسكع في أحد مقاهي برشلونة ذات مساء، قابل صديقًا كان يحمل كتابًا، فنصحه بقراءته، وكان الطبعة الأولى من "مئة عام من العزلة" لغابرييل غارسيا ماركيز، وعن هذا الأمر قال علماني: "عندما بدأت قراءتها، أصبت بصدمة.. لغة عجائبية شدتني بعنف إلى صفحاتها، وقررت أن أترجمها إلى العربية، وبالفعل ترجمت فصلين ثم أهملتها". 

ويضيف: عندما عدت إلى دمشق نسيت الرواية في غمرة انشغالاتي، لكن ماركيز ظل يشدني، فترجمت قصصًا قصيرة له، ونشرتها في الصحف المحلية، ثم ترجمت "ليس لدى الكولونيل من يكاتبه" (1979).

لفت الكتاب انتباه الناقد حسام الخطيب، فكتب أن شابًا فلسطينيًا يترجم أدبًا مجهولًا لقراء العربية، هذه الملاحظة قادت صالح علماني إلى احتراف مهنة الترجمة، وقال لنفسه: أن تكون مترجمًا مُهمًا أفضل من أن تكون روائيًا سيئًا، وهكذا مزقت مخطوط روايتي الأولى من دون ندم، وانخرط في ترجمة روايات الآخرين.

بعدما ترجمَ صالح علماني عشرات الكُتب عن الإسبانية؛ طالب خمسة من أبرز كتّاب أمريكا اللاتينية الذين ترجم لهم الحكومة الإسبانية بأن تمنحه الإقامة تكريمًا لمنجزه في "نقل إبداعات اللغة الإسبانية إلى العربية"؛ وهو ما حصل حينما منح الإقامة في إسبانيا مع عائلته بعد نزوحه من سوريا.

جدير بالذكر أن صالح علماني حصل على العديد من الجوائز والأوسمة لعمله من مدرسة المترجمين في توليدو (جزء من جامعة كاستيا لا مانشا، 2013)؛ وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني (للكتابة الإبداعية)، من الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، (2014) ؛ اتحاد الكتاب العرب في طنجة، المغرب وأبوظبي (2015)؛ جائزة جيرارد كريمونا للترجمة الدولية (2015)؛ وجائزة عبدالله بن عبدالعزيز الدولية للترجمة (في فئة الإنجاز الفردي، 2016).

كما حصد العديد من الجوائز والأوسمة على أعماله من مدرسة طليطلة للمترجمين عام 2013، وفي 2014 حصل على وسام الثقافة والعلوم والفنون الفلسطيني (للكتابة الإبداعية) من الرئيس الفلسطيني محمود عباس. 

وفي عام 2015 على جائزة "جيرار دي كريمونا" للترجمة، وحصل عام 2016 على جائزة الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمية للترجمة ضمن فئة الإنجاز الفردي، كما حصل على جائزة الشيخ حمد للترجمة عم 2017.

وشارك علماني في العديد من المؤتمرات والندوات العربية والدولية حول الترجمة، وكان عضوًا في لجنة تحكيم جائزة البوكر للرواية العربية في دورتها لعام 2016- 2017، وأشرف على عدد من ورش الترجمة التطبيقية في الترجمة في معهد سيرفانتس بدمشق.