رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف نجحت مصر في تسجيل تراجع ملحوظ بمعدل الإصابة بالإيدز؟

 الإصابة بالإيدز
الإصابة بالإيدز

ما زال ملف الصحة يمثل الأولوية الأساسية للقيادة السياسية لتقديم سبل الرعاية الصحية والطبية التي يحتاجها المصريون، ومن ضمن تلك الأولوية ما نجحت فيه وزارة الصحة في مكافحة مرض نقص المناعة البشرية.

وأعلنت وزارة الصحة والسكان أن مصر من الدول التي تشهد انخفاضًا كبيرًا في معدلات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث تراجع معدل الانتشار بين السكان لأقل من 1%.

وقد أكد الدكتور حسام عبدالغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، في تصريح سابق، التزام مصر بأهداف الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإيدز، وأهداف التنمية المستدامة، التي تهدف للقضاء على هذا المرض بحلول عام 2030، من خلال تكثيف الخطط والموارد لتسريع مسار الاستجابات الوطنية والوصول لتحقيق استراتيجية «95 - 95 – 95»، وتستهدف الوصول لأكبر عدد من المصابين طبقًا للإحصائيات التقديرية، وسرعة تقديم خدمات الرعاية الصحية، وضمان الالتزام العلاجي وكفاءة الخدمات الصحية للتحكم في معدلات انتشار الفيروس.

في هذا الصدد علق الدكتور محمد أبو عامر، أستاذ علم المناعة، على الدور الذي تقوم به مصر في مكافحة مرض نقص المناعة "الإيدز"، قائلًا إن مصر بدأت بالفعل منذ ما يقارب من ربع قرن جهودها الحثيثة لمكافحة انتشاره.

بداية مكافحة الإيدز منذ ١٩٨٦

وأوضح أبو عامر، في تصريح ل"الدستور"، أن جهود مصر بدأت من خلال تأسيس البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة والسكان مع ظهور أول حالات إصابة بفيروس نقص المناعة البشرى "الإيدز" بنهاية عام 1986؛ بهدف التخطيط والتنسيق والإشراف على جميع أنشطة مكافحة الإيدز من خلال وزارة الصحة والسكان والقطاعات الحكومية المختلفة، وكذلك الهيئات الدولية والمجتمع المدني بما يضمن تقليل فرص العدوى وتوفير الدعم والرعاية والعلاج للمصابين.

وأضاف أن ترتيب مصر كدولة يعتبر ذات معدل انتشار منخفض لفيروس نقص المناعة البشري حيث أنها  تلتزم التزامًا تامًا ودقيقًا بتحقيق الأهداف الاستراتيجية العالمية لمكافحة الإيدز كجزء من الهدف الثالث ضمن أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر ٢٠٣٠.

وأشار أستاذ المناعة إلى أن العالم أجمع يسعى إلى القضاء على الإيدز كمشكلة تهدد الصحة العامة بحلول عام 2030، من خلال تكييف الخطط والموارد لتسريع مسار الاستجابات الوطنية والوصول لتحقيق إستراتيجية متكاملة لمواجهة انتشار هذا الفيروس القاتل.

استمرار جهود مكافحة الإيدز خلال وباء كورونا

وذكر أن وزارة الصحة والسكان نجحت خلال عام 2020 رغم انتشار وباء كورونا في دعم الاستجابة الوطنية لمكافحة انتشار فيروس الإيدز، ومن ضمن ما قامت به الدولة المصرية حيال ذلك هو توسيع مظلة الرعاية العلاجية وتوفير الأدوية من خلال افتتاح 13 مركزًا لعلاج فيروس الإيدز وزيادة الكثافة والتغطية العلاجية بجميع محافظات الجمهورية.

وتابع: بالإضافة إلى العمل بكل جهد على السعي إلى افتتاح عيادات الفيروسات بمستشفيات الأمانة العامة للصحة النفسية، والتي توفر خدمات الفحص والعلاج الخاص بالفيروسات المتنقلة عن طريق الدم و منها فيروس   الإيدز والالتهاب الكبدي بي والالتهاب الكبدي سي.

الفئات الأكثر إصابة بفيروس نقص المناعة الإيدز

واستطرد أن ذلك بسبب التزايد الملحوظ لمعدلات الإصابة بهذه الفيروسات خاصة بين المدمنين ومتعاطي المواد المخدرة عن طريق الحقن والذين يخضعون للعلاج من الإدمان بتلك المستشفيات.

وأكد استاذ علم المناعة أن مصر تعتبر حاليا وطبقا لتصنيف ال WHO من الدول المنخفضة في نسب الإصابة بـ"الإيدز" حيث تتخذ مصر خطوات جادة ومتسارعة نحو سرعة الكشف عن الحالات نتيجة تحديث استراتيجيات الكشف عن المرض.

وتابع: استخدام طرق اختبار حديثة في مختلف المرافق الصحية وكذلك زيادة حملات الوعي المجتمعي للتوعية بخطر الإصابة بفيروس نقص المناعة المعروف بالإيدز حيث تشير الادلة والدراسات العلمية الحديثة  إلى أن الاكتشاف المبكر والعلاج المبكر يساوي حياة صحية دون مضاعفات وفرص أقل لنقل العدوى.

وأضاف من المعروف للجميع أن مصر قد خطت خطوة تاريخية منذ عام 2014 لتأمين العلاج لأفراد من خلال برنامج العلاج المضاد للفيروسات (ART) لحمايه المجتمع من انتشار الفيروسات المميته و منها بالطبع الإيدز، إلى جانب التعاون المستمر ما بين الحكومة المصرية ممثلة في وزارة الصحة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وأيضا مع منظمات الأمم المتحدة الشريكة وشركاء التنمية لتعزيز الاستجابة الوطنية لمصر فى مكافحة الإيدز ضمن استراتيجية مصر نحو القضاء على الإيدز بحلول عام 2030.