رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هكذا بزغ نجم سامية جمال من كازينو بديعة مصابني وسر رقصها حافية

سامية جمال
سامية جمال

في لقائها خلال برنامج "اثنين على الهواء" والذي قدمه التليفزيون المصري عام 1975، من تقديم منى جبر٬ والإعلامي طارق حبيب، استهلت أسطورة الرقص الشرقي الفنانة سامية جمال، والتي تحل اليوم الذكرى السابعة والعشرين لرحيلها عن عالمنا، الحديث عن بياناتها الشخصية٬ فتجيب: سامية جمال خليل إبراهيم محفوظ.

لا تتردد سامية جمال عن ذكر تاريخ ميلادها الحقيقي وترد مازحة: من مواليد سنة 24 يعني 50 سنة وبلاش الكام شهر دول مفيش داعي نقولهم بقى٬ والعمر الفني من سنة 40 ٬ بينما تجيب كاريوكا بأن عمرها الفني حوالي 30 سنة، وحول عنوان سكنها تجيب سامية: 19 شارع الجبلاية.

وردا علي سؤال هل ابتعاد الفنان عن الجمهور يبعده فعلا عن الأضواء٬ تقول سامية جمال: شوف والله لو محبوب والجمهور يثق فيه٬ مبيتنسيش وبالذات لأن فيه التليفزيون بيجيب كل الأفلام٬ وأنا شخصيا باستغرب جدا٬ بالنسبة لنفسي طبعا٬ معرفش عن غيري٬ إن حتى الولاد الصغيرين بيعرفوني٬ فطبعا البركة في التليفزيون٬ حقيقي أنا بعيد لكن بحس نفسي إني مبعتدتش أبدا.

وعن سبب ابتعاد الجمهور عن الفنان٬ تقول سامية جمال: ده بيكون سببه إن الفنان أهمل في عمله٬ ده لو بيشتغل وابتدى يحس إن العمل ده كده زي أي حاجة٬ ممكن الجمهور يبعد عنه٬ إنما لو حب شغله معتقدتش إن الجمهور مخلص ومش ممكن يبعد عنه أبدا.

ــ كازينو بديعة مصابني وبزوغ نجم سامية جمال
عندما التحقت سامية جمال بالعمل في كازينو "بديعة مصابني"، خصصت لها بديعة مدرب رقص محترف ليعلمها بعض الحركات الراقصة وختم المدرب تعليمها بكيف تتحرك علي المسرح بحذاء ذي كعب عال، لكن ابنة الفقر التي قضت طفولتها بغير حذاء٬ عندما اضطرت إلي لبسه انتعلته مهترئا من أسفل٬ وعندما وجدت نفسها علي المسرح أمام الجمهور بهذا الحذاء المرعب٬ نست ما تعلمته وسط الأضواء.

دوي صوت المعلق مرحبا بتجربتها الأولي مادحا ومستفيضا بوصف حركاتها الراقصة التي ستعجب الجمهور٬ فارتبكت ولم تتحرك خارج إطار البقعة التي تقف عليها٬ ولم تقدم أي رقصات٬ وبدت كتمثال شمعي أبرزت الأضواء شحوبه وأظهرت تهالكه وتداعيه فارتفعت أصوات الجمهور غاضبة ولم ينقذها سوى نزول الستارة.

رغم هذه الحادثة لم تتخلى عنها "مصابني" ورفضت الإصغاء لنصائح المقربين منها لطردها٬ فأعادتها مرة ثانية للصفوف الخلفية مع زميلاتها تتحرك خلف المحترفات، وتلقت سامية الصدمة ثم قررت معاودة المحاولة٬ وظلت تقتصد من أجرها الضئيل حتى ادخرت مبلغ لا بأس به دفعته كاملا لمدرب الرقص "إيزاك ديكسون" ليعلمها من جديد، وفي فترة قصيرة علمها الرقص برشاقة علي أطراف أصابعها. فكانت العودة إلي تصدر خشبة المسرح٬ فألحت علي بديعة التي وافقت بشرط أن تغادر الصالة نهائيا في حال فشلها ولا تعود إليها كزبونة أو متفرجة.

ــ هكذا ساعدت "هاجر حمدي" سامية جمال في التخلص من عقدة الكعب العالي
ظل الحذاء ذو الكعب العالي مصدرا لقلق سامية جمال رغم أنها نجحت في ترويضه٬ وهو ما حدث ذات ليلة أثناء تقديمها لرقصها في ملهي "الرولز" وانقطع رباط حذائها٬ وعاودتها بسرعة مشاهد سخرية المتفرجين والمتنافسين فتوقفت عن الرقص رافعة اصبعها تستأذن الجمهور في الخروج٬ وبداخل الكواليس جلست مرتعدة من الخوف٬ عازمة عدم الرجوع٬ لكن زميلتها الراقصة "هاجر حمدي" خففت عليها وهونت الأمر٬ وفي عرض الكلام قالت أن الرقص بدون حذاء أفضل. ومضت الفكرة في رأس سامية وبعزم قدميها قذفت الحذاء٬ وهرولت تجاه المسرح ترقص علي خشبته وهي حافية٬ والتهبت أكف المشاهدين الذين كان من بينهم الصحفي اللبناني الشهير "محمد بديع سربية" صاحب ومدير مجلة "الموعد" البيروتية٬ فصور الواقعة وأطلق عليها لقب "الراقصة الحافية" وهو اللقب الذي لازمها حتي النهاية.