رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لطفى السيد منصور يترجم «الماركيز دو ساد رسائل من السجن بين سادية الخيال وسادية الواقع»

الماركييز دوساد
الماركييز دوساد

صدر حديثا عن دارالرافدين للنشر والتوزيع، كتاب الماركيز دوساد رسائل من السجن بين سادية الخيال وسادية الواقع" للمترجم لطفي السيد منصور.

يقول “منصور” للدستور: " ولد دوناتيان ألفونس فرانسوا، الماركيز دو ساد، 2 يونيو 1740 بباريس وتوفي 2 ديسمبر 1814 بمشفى شارنتون للأمراض العقلية، الكاتب الفرنسي، الذي حظرت أعماله لفترة طويلة؛ نتيجة النصيب الوافر الذي منحه فيها للإيروسية المشبعة بالعنف والقسوة، وكان قد قضى سنوات عديدة من حياته رهن الاحتجاز، كما حظرت أشهر أعماله، مثل الفلسفة في المخدع، مصائب الفضيلة أو مائة وعشرون يومًا في سدوم. 

ويضيف:"هذا الكتاب يضم بين دفتيه مجموعة من رسائل الاحتجاز/السجن للماركيز دو ساد. ألا يجعلنا هذا نتساءل عن الأسباب التي كانت وراء هذه السنين الطوال من المطاردات والمضايقات والاحتجاز والتي بالضرورة لم تكن سعيدة أو هينة خاصة على هذا العقل الذي قال عنه الشاعر جيوم أبولينيير" أكثر العقول حريّةً على الإطلاق"؟ 

لقد ظل الماركيز دو ساد حوالي سبعة وعشرين عامًا وفي ظل جميع الأنظمة التي عاصرها، النظام الملكي، الجمهوري، حكومة القناصل، والإمبراطوري، رهن الاحتجاز بين الإقامة الجبرية والحبس في سجن الباستل البشع ووضعه في مشفى للأمراض العقلية مع المصابين بالجنون والصرع والأمراض العقلية الأخرى التي قد تزيد حدتها أو تقل. 

 ويشير الكاتب إلى أن طبقة دو ساد كانت غارقة في الملذات وممارسة الجنس، فلماذا عوقب دو ساد على هذا النحو القاسي؟ ربما لأنه لم يكن طفلًا عاديًا سواء على مستوى الذكاء أو التمرد أو الحرية والتدليل اللذين نعما بهما صغيرًا فتأصلا في شخصيته. وربما لأنه أراد أن يذهب في الممارسة الجنسية لأبعد من مجرد اللذة أو المتعة الروتينية لاكتشاف أنواع مختلفة من المتعة واللذة نتيجة مثيرات مختلفة وكذلك إيضاح أن الميول والنوازع  الإنسانية هي نتاج الطبيعة ولا دخل للإنسان فيها. ماذا لو التفتت أمه وتأملت تعاركه وهو صغير مع الأمير الذي أرادت أن تقربه منه في القصر؟ أكانت ستعدل من سلوكه وتخفف من حدته مما كان سيجنبه كل هذا الاحتجاز وهذه العذابات؟

ويطرح “منصور” عددا من التساؤلات: "ماذا لو كان قد تزوج الأخت الصغرى لزوجته التي مالت له؟ وأعلن ذلك لحماته لكنها رفضت تزويج الصغرى قبل الكبرى بل وأسرتها في نفسها لتبدأ رحلة عذابه.

أليست كل هذا السنوات وهذه المعاناة بمثابة سادية – هل كانوا يشعرون بالمتعة لسجنه ومضايقته، من حماته وكل من تعاون معها في هذا الفعل القاسي؟.

ويختم: "تكشف هذه الرسائل عن دو ساد آخر غير الذي عهدناه في أعماله الأدبية أو الفلسفية، ساد الأب الساخط على ابنه الأكبر لجفاء هذا الابن وساد الشاعر بالمسئولية تجاه أبنائه وتمنيه أن تربيهم جدتهم لأمهم أفضل مما ربي هو وكذلك ساد الذي لا يساوم على مبادئه من أجل أي شيء حتى لو كانت الحرية وهي أسمي قيمة لديه.