مصممو الأزياء في إفريقيا يوجهون التحية للمصمم الأمريكي فيرجيل آبلو

وجه مصممو الأزياء في إفريقيا تحية إلى المصمم الأمريكي من أصل غاني فيرجيل آبلو الذي توفي الأحد، معتبرين أن النجم الراحل فتح الطريق لهم وعزز إيمانهم بإمكان تحقيق أحلامهم.

توفي مبتكر تشكيلات «لوي فويتون» للرجال الأحد عن 41 عاماً بعد صراع مع مرض السرطان، وكان آبلو المتحدر من أبوين مهاجرين غانيين أول مصمم أسود شهير في عالم الموضة الذي غالباً ما يُنتقد بسبب افتقاره إلى التنوع.

وكتب مصمم الأزياء الجنوب إفريقي تيبي ماغوغو الذي كان عام 2019 أول فائز إفريقي بجائزة «أل في إم إتش» عبر حسابه على إنستغرام: «شكرًا لك فيرجيل على شجاعتك وموهبتك اللتين أحدثتا فرقاً وأتاحتا رؤية وسماع الكثير من الناس. لقد ساهمت في شق الطريق. لن ننساك أبداً».

أما المصممة الكاميرونية إيمان أييسي التي انضمت عام 2020 إلى الدائرة المغلقة جداً لدور الأزياء الكبرى التي تقدم عروضها خلال أسبوع أزياء الهوت كوتور الراقية في باريس، فقالت لوكالة فرانس برس إن وفاة آبلو "خسارة فادحة للموضة العالمية، وما زاد الصدمة أنها لم تكن متوقعة".

واعتبرت أن آبلو "شكّل نموذجاً" لكثر نظراً إلى أنه "أثبت أن بإمكان أي شخص، أياً كانت جذوره ومهما كان لون بشرته، أن يدير إبداعياً بنجاح كبير إحدى أهم دور الأزياء الفاخرة".

ولم ينس فيرجيل آبلو يوماً أصوله الغانية، هو المولود في الولايات المتحدة. ففي يناير 2021، أبرز المصمم على منصات عروض أزياء لوي فويتون قماش "كينتي"، وهو قماش تقليدي من غانا يُرتدى خلال الاحتفالات الكبرى.

وقالت المصممة النيجيرية بوبو أوغيسي التي تدير علامة "أياميسيغو" التجارية لوكالة فرانس برس "نظراً إلى أن عدداً كبيراً من الأفارقة في الشتات يُحرمون من ثقافتهم أثناء نشأتهم، فإن الموضة هي إحدى الوسائل التي استخدمها فيرجيل آبلو كتحية" لغانا. وتستخدم "أياميسيغو" في تصاميمها أقمشة وتصاميم مستوحاة من تقاليد القارة الإفريقية.

ولاحظت المصممة أن تأثير فيرجيل آبلو كان قوياً في نشوء عدد من ماركات أزياء الشارع في إفريقيا.

وشرحت أن "كثراً ممن لديهم علامات تجارية في نيجيريا وغانا استوحوا نموذج أوف وايت"، وهي ماركة أزياء الشارع الفاخرة التي أنشأها فيرجيل آبلو.

وكتبت ماركة الملابس النيجيرية "وافلزنكريم" المواكبة للتوجهات الشبابية في مجال الموضة في منشور عبر إنستغرام الاثنين أن آبلو "رحل باكرًا جداً"، شاكرة للراحل دعمه هواة رياضة الـ"سكيت بورد" الأفارقة.

وكان لآبلو الذي أحبّ موسيقى الهيب هوب وثقافات المدن، دور مساعد خصوصاً في تمويل مضمار لممارسة الـ"سكيت بورد" في أكرا، عاصمة بلده الأم.

وعمل أيضاً مع منظمة اليونيسف لتعزيز التعليم وريادة الأعمال في الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.

وسعى المصمم جاهداً طوال حياته المهنية إلى تعزيز التنوع والشمولية في صناعة الأزياء. ففي العام 2017 ، قال خلال مؤتمر في جامعة هارفارد الأميركية "أجد صعوبة في اعتبار نفسي مصمماً لأن المصممين لا يشبهونني، إنها عقبة حقيقية".

وأعطت مسيرته الأمل للكثير من المصممين السود في الغرب وفي القارة الأفريقية.

وذكّر المصمم النيجيري الشاب أديدايو لاكيتو الذي أسس علامة الأزياء الراقية "بيث أفريكا" في تصريح لوكالة فرانس برس بأن "عدداً قليلاً فحسب من السود في العالم وصل إلى هذا الحد، وهم روجوا بذلك لفكرة أن أي شخص يمكن أن يصبح ما يريد، وكان فيرجيل آبلو واحداً منهم".

وأضاف "أريد أن أحقق أكثر من ذلك بمليار مرة، وأن أعمل بمزيد من الجد لأنه بيّن لي وقال إن ذلك ممكن".