رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى لبنان.. تفاصيل لقاء موسيقار الأجيال بـ«نجاة» معجزة مصر الصغيرة

نجاة وعبد الوهاب
نجاة وعبد الوهاب

على عكس ما يدعي الكثيرون لم يكن لقاء نجاة الصغيرة بموسيقار الأجيال عام 1958، وإنما كان قبل ذلك بكثير، وتحديدا عام 1947، والسبب في ذلك يرجع للكاتب الصحفي شفيق نعمة، والذي روى قصة اللقاء في مقال له على مجلة “الشبكة”.

يقول شفيق نعمة عن قصة اللقاء: “كنت يومها أتعاون مع الزميل رامز المقدم في تحرير أول صفحة فنية تصدر بعد ظهر كل أحد، ومع نتائج سباق الخيل في جريدة النضال وكنا على أبواب صيف 1947 عندما عرض عليّ مشاركته في مشروع كازينو سياحي في بلدة (بحمدون)، وبعد الموافقة استأجرنا (مقهى عبدالله) الذي يقع في ساحة محطو (بحمدون) فحولناه إلى كازينو أطلقنا عليه اسم (ميرامار) وعلى الأثر طرت للقاهرة للاتفاق مع العناصر الغنائية التي ستحيي حفلات الافتتاح الذي تحدد يوم 20 يونيو 1947”.

يكمل شفيق نعمة: “وفي القاهرة اجتمعت بالملحن اللبناني فريد غصن الذي صرح لي بسر اكتشافه لصوت فتاة لا تتجاوز العاشرة من عمرها، وتغني قصيدة أم كلثوم (سلوا قلبي) على أصولها وبصوت دافئ، وقال الملحن الفريد إنه ينوي الانطلاق بها إلى لبنان مع فرقة تضم صوتا جديدا من شمال لبنان لفتاة اسمها أوديت كعدوا، وصوتا من القاهرة اسمه أحمد حمودة وهو شقيق المطرب إبراهيم حمودة، واتفقنا على أن تكون انطلاقة الصوت الذي يعتبره فريد غصن معجزة القرن العشرين من لبنان”.

يواصل: “وعدت إلى لبنان لتنظيم حفل الافتتاح وكان في مقدمة الحضور مديحة حمدي وزوجها في ذلك الوقت أحمد سالم، وليلة الافتتاح قدم فريد غصن اكتشافه الجديد باسم (نجاة الصغيرة) وقاد الفرقة الموسيقية، وظهرت نجاة في تلك الليلة بفستان سواريه فبدت كالحمامة البيضاء، وغنت قصيدة (سلوا قلبي) فأبدعت وأدهشت الجميع، واستمرت بالغناء أكثر من ساعة وسط التصفيق والهتاف وأسطوانة ما صار” .

يتابع: “وفي اليوم التالي كانت بيروت كلها تتحدث عن المعجزة الصغيرة نجاة، وفي إحدى الليالي اتصل بي جان بيضا وطلب مني حجز طاولة أمامية للموسيقار محمد عبد الوهاب، والذي كان قد وصل إلى بيروت وحل في فندق (سان جورج) قبل صعوده للاصطياف في فندق امباسادور ببحمدون، وفي الموعد المحدد لبدء البرنامج حضر الموسيقار الكبير فاستقبل بتظاهرة من المعجبين والمعجبات، وعندما ظهرت نجاة على المسرح أخذ الموسيقار الكبير يضبط الإيقاع بأصابعه على الطاولة، ويرافقها بأحاسيسه عند كل قفلة، ويتنفس معها الصعداء بعد كل آه، وبعد ان انتهت طلبت من نجاة أن تحضر لمائدة الموسيقار الكبير بناء على رغبته، فقدم لها أحر التهاني وشجعها بقبلة إعجاب، ثم نصحها بألا تنشد أكثر من أغنية واحدة في الليلة حتى لا ترهق صوتها الجميل، والذي يدخل إلى القلب رغم أنه ما يزال في عمر الطفولة”.

يكمل شفيق نعمة: "وكرر عبد الوهاب الاستماع إلى صوت نجاة في "الميرامار" وخاصة بعد سمح لها بان تنشد بحضوره أغنيته الخالدة "الفن"، ومع نهاية ذلك الصيف عاد عبد الوهاب إلى القاهرة ليعلن مولد صوت الحب، وبدأ مع نجاة الصغيرة مشواره بأغنية "كل ده كان ليه" التي سجلتها نجاة وقتها لإذاعة دمشق، ثم فوجئت بأن عبد الوهاب قد سجلها بنفسه لإذاعة الشرق الأدنى، وكان لصوت نجاة حصة الأسد من ألحان عبد الوهاب، وخلال مشواره الطويل الذي توج بأغنية "أيظن" بجائزة أفضل أغنية عربية في مسابقة الانوار بالإضافة إلى أغنيات " ساكن قصادي وبحبه"، و " يا مرسال الهوى"، و" القريب منك بعيد"، و" العواذل ياما قالوا"، و" أما غريبة"، و" ماذا أقول له"، و" شكل تاني"، و" الا أنت"، و" ماظنش يا حبيبي"، و" لا تكذبي"، و" آه لو تعرف"، و" إلى حبيبي"، بالإضافة إلى تجديده أغنية "ساعة ما بشوفك جمبي" بصوتها، ونجاح نجاة انتقل للسينما فظهرت لاول مرة على الشاشة لأول مرة عام 1949 في فيلم "الكل يغني" مع نجاة ومحمد سليمان وغرام شيبا وأميرة أمير، وفي عام 1954 ظهرت للمرة الثانية في فيلم "بنت البلد" أما اسماعيل يس، وبعد نضوجها قامت ببطولة أفلام "الشموع السوداء"، وغريب، وسبعة أيام في الجنة، وابنتي العزيزة، وشاطئ المرح، وجفت الدموع مع محمود يس.